اعتقلت السلطات المغربية قائد الحراك بمنطقة الريف، ناصر الزفزافي، ليلة الأحد إلى الاثنين بالحسيمة، وذلك بعد يومين من اختفائه عن الأنظار، وإصدار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة لأمر بإلقاء القبض عليه. وكان آخر ظهور للزفزافي مساء يوم الجمعة الماضي، دقائق بعد اختفائه عقب المواجهات الأمنية التي جرت أمام منزله بحي ديور الملك وسط الحسيمة، في مقطع مصور دام 3 دقائق من مكان مجهول، دعا فيه المحتجين إلى مواصلة الحراك والتمسك بالسلمية في مواجهة قوات الأمن، ونادى بتنفيذ إضراب عام وإغلاق المحلات التجارية بالمدينة. وتظاهر الآلاف من النشطاء الحقوقيين، مساء الأحد، في عدد من المدن بالبلاد تضامناً مع الحراك الشعبي في مدينة الحسيمة، وعدد من مدن الريف شمال شرقي البلاد، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة منذ أزيد من 6 أشهر. وأمرت النيابة العامة بمدينة الحسيمة، الجمعة الماضي، بإلقاء القبض على الزفزافي بتهم تشمل عرقلة حرية العبادات وتعطيلها وإلقاء خطاب تحريضي في المسجد. وكان الزفزافي أشهر نشطاء حراك الريف، قد منع خطيب مسجد محمد الخامس في الحسيمة، من الاستمرار في إلقاء خطبة الجمعة، احتجاجاً على موضوع الخطبة التي كان يدعو فيها سكان الريف إلى تجنب الفتنة وعدم الاحتجاج بقطع الطريق وحماية وحدة الوطن. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على فيسبوك، الزفزافي، يخاطب جموع المصلين، وقد تحلق حوله العشرات من الشباب، قائلاً إن الإمام يطبل للفساد ، مضيفاً: لو كانت للإمام الجرأة، لقال كلمة الحق . وأكد المحلل السياسي المغربي محمد ظريف أن السلطات المغربية ظلت محرجة في التدخل لقمع حراك أبناء الريف المتواصل منذ سبعة أشهر، مشيرا إلى أنها حاولت أن تراقب الوضع قبل أن تتدخل وتعتقل قائد الحراك ناصر الزفزافي واعتقلت الكثير منهم (أكثر من 20 ناشطا). وأضاف في تصريح للقناة الأولى: الآن المطلب الذي يرفعه النشطاء في الحسيمة والمتضامنون معهم في بقية المدن المغربية ليس الاستجابة لمطالب سكان الريف، بل الإفراج السريع عن النشطاء المعتقلين . وأوضح: الإحتجاحات التي تشهدها منطقة الريف عموما والحسيمة خصوصا منذ 7 أشهر كانت كل القوى الحية في المغرب تدعو السلطات العمومية لضرورة التحاور مع قادة الحراك لأن مطالبهم اجتماعية بحتة لأن المنطقة عاشت تهميشا منذ عقود، لكن بعض النخب هناك رفعت مطالب سياسية كذلك خاصة أن المنطقة شهدت احتجاجات على نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة . يشار إلى أن الاحتجاجات لا تزال متواصلة بعدد من مدن وقرى محافظة الحسيمة بمنطقة الريف شمال شرقي المغرب، منذ أكتوبر الماضي. وجاءت الاحتجاجات بعد وفاة تاجر السمك محسن فكري، الذي قُتل طحناً داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع مصادرة أسماكه، ولا تزال المسيرات الاحتجاجية تنظم بهذه المناطق للمطالبة بالتنمية ورفع التهميش.