* بن قرينة: التلميح فقط في ملف الحدود هو اعتداء في حد ذاته * سلطاني: كل مطلب يمس بالثوابت يعتبر اعتداء على سياسة حسن الجوار يبدو أن نظام المخزن المغربي لم يجد من ورقة أخرى للضغط على الجزائر من اجل عدولها عن مواقفها إزاء القضية الصحراوية إلا عن طريق إثارة الجدل حول موضوع الحدود الإقليمية في كل مرة، باستعمال كل الوسائل المتاحة، وفي السياق بعد المحاولات الفاشلة لكسب ود المنظمات الدولية والإقليمية في قضية الصحراء الغربية وحدودها مع الجزائر لم يجد من طريقة أخرى لإظهار نيته الخبيثة للجزائر، سوى توظيف قيادات تنتمي لحركة التوحيد والإصلاح التي تدعي أنها تتبنى الفكر "الإخواني"، لتمرير رسائله من أجل التصعيد في توتير العلاقات مع جيرانها. وفي هذا الصدد، طعنت حركة التوحيد والإصلاح المغربية التي يراها الكثير من المتتبعين لشأن الحركات الإسلامية بالمنطقة أنها ذات انتماء إخواني، في أحقية الحدود الجغرافية الجزائرية، واستدل قيادات الحركة على غرار الدكتور احمد الريسوني ومحمد يتميم وإلى جانبهما الأستاذ المقرئ الإدريس أبو زيد كما هو منشور في كتاب الحركة الذي يحمل عنوان "مغربية الصحراء مقتضيات شرعية وحقائق تاريخية" بعد أن عرجوا على أهم المحطات التاريخية التي مرت بها المنطقة والجزائر على وجه الخصوص إبان الحقبة الاستعمارية، بالخلفيات التاريخية والحضارية وكذا الاختلاف في الديمغرافيا، الذي ارتكزت عليه الحركة لإثبات صحة ادعائها فيما يخص الطرح الحدودي القائم بين الجزائر وجيرانها، وهو ما يفتح المجال لطرح الكثير من التساؤلات حول الأهداف الخفية التي يسعى منها المغرب مجددا في إطار رؤيته الاستبدادية التي يريد فرضها بالمنطقة.
* المسألة مهمة الجميع وليست مهمة فصيل الإسلاميين وحدهم وفي سياق الموضوع، أكد وزير السياحة الأسبق عبد القادر بن قرينة أن الحركة المغربية المسماة "التوحيد والإصلاح" لا تمثل لا من قريب ولا من بعيد الإخوان المسلمين، بدليل أننا لو نظرنا في قانونها الأساسي فسنجد أنها تابعة للهيئة المركزية لأمير المؤمنين التي هي في الأصل توظف من طرف نظام المخزن كلما استدعت الضرورة ذلك، يضيف المتحدث. وأوضح بن قرينة في سياق الموضوع أن الإخوان المسلمين ليسوا من دعاة الفتنة والتصادم، فهم يؤمنون بشرعية المنظمات الإقليمية على غرار الاتحاد الإفريقي وغيرها من المنظمات الدولية فيما يخص الأرض الموروثة من الاستعمار. واعتبر بن قرين في حديثه مع "الحوار"، أن محاولة المساس بالحدود أو التلميح فقط هو اعتداء وخارج الشرعية التي أقرتها المنظمات الإقليمية والدولية، داعيا السلطات الوطنية من تصعيد اللهجة والاستنكار بشدة من هذه الطرق الاستفزازية التي يتمادى فيها المغرب في حق الجزائر في كل مرة، مؤكدا أن المسألة اليوم تمس كل المكونات الجزائرية على غرار مؤسساتها الرسمية والأحزاب السياسية بمختلف أطيافها الإيديولوجية كونها تمس بالأمن القومي للبلاد، وهي ليست مسألة ومهمة فصيل الإسلاميين وحدهم فقط.
* هذه السياسية لا تخدم الوحدة المغربية المعطلة من جهته، قال وزير الدولة ورئيس حمس الأسبق أبوجرة سلطاني، إن طرح هذا الموضوع أي "ملف الحدود الجزائرية المغربية" بهذه الصورة من طرف حركة التوحيد والإصلاح المغربية التي هي بحسب تأكيداته ليس لها أي علاقة بالإخوان المسلمين، في أي وقت موضوع مطوي، محذرا من المساس بأي ذرة من تراب الجزائر أو بحدودها كون حررها الشهداء والجزائريون بدمهم، ولا يحق إثارة هذا الملف بعد مرور ستين عاما، لأنه لا يوجد أي جديد يستدعي إثارة الموضوع، فالاستعمار رسم الحدود بإملاءات المجاهدين، والحديث بالديمغرافيا هذا الشيء تجاوزته الأحداث، فالعالم كله متدخل في الحدود الديمغرافيا. وأكد أبو جرة في حديثة مع "الحوار" أن هذه السياسة المنتهجة من طرف النظام المغربي لا تخدم أي طرف من الأطراف، ولا تخدم الوحدة المغربية المعطلة بسبب هذه الملفات التي تجاوزتها الأيام، مضيفا بالقول "كل مطلب يمس بثوابت البلاد يعتبر اعتداء على سياسة حسن الجوار التي تكرسها المواثيق الدولية، ويتحمل مروجوها نتائج ما يحدث من تداعيات تتجاوز النظرة الحزبية إلى المساس بسيادة الدولة وشعبها وتاريخها وحدودها". مناس جمال