* على المذيع أن يتجرد من ذاتيته في طرحه لمختلف المواضيع * استطعت أن أخلق حالة من الصداقة والثقة بيني وبين المستمعين * كل إعلامي ناضل من أجل رسالة نبيلة يمكن أن يكون قدوتي أحَبّ مهنة المذيع وامتهنها.. ويفتخر بأنه لقي ثقة السيدة سليماني رتيبة التي آمنت بقدراته وفتحت له أبواب الالتحاق بإذاعة البليدة الجهوية، وأما عن الموجة التي يشهدها قطاع السمعي بالجزائر بميلاد الراديو عبر "الواب"، فمحاورنا إلياس بلعباس، يشجّع مثل هذه الإذاعات ويؤمن بضرورة التعدد والاختلاف، ويؤكد أن اللغة العربية ليست مغيّبة، بل هي حاضرة في كل البرامج التي تذاع من محطة البليدة الجهوية. *بداية، حدّثنا عن بدايتك وكيف دخلت المجال الإذاعي، وماهي رسالتك وهدفك كمذيع؟ -عالم الإذاعة إستهواني منذ الصغر، كنت أعشق الاستماع لها، وأنا أتقدم في السن كان حلمي يكبر معي ..شاءت الأقدار أني لم أدرس الإعلام في الجامعة، فأنا متحصل على ليسانس في الحقوق وليسانس تخصص ترجمة …إذاعة البليدة الجهوية كانت فرصتي، وهنا يتوجب عليّ أن أشكر السيدة سليماني رتيبة التي آمنت بقدراتي ووثقت بي، وفتحت لي أبواب إذاعة البليدة الجهوية، حيث كان لي الشرف أن يكون صوتي أول صوت يوم انطلاق برامج إذاعة البليدة الجهوية. رسالتي أو بالأحرى هدفي يتمثل في تقديم قيمة مضافة للإعلام الجزائري، أن أقدّمه في صورة تليق بمن ضحوا من أجل هذه الرسالة في وقت مضى، سواء كان ذلك خلال الثورة التحريرية أو خلال العشرية الصعبة التي عاشتها الجزائر.
*من هو مثلك الأعلى في المجال الإذاعي؟ -لا يوجد لدي اسم محدد، ولكن كل إعلامي ناضل من أجل رسالة نبيلة يمكن أن يكون قدوتي.
*يلاحظ أن اللغة العربية مغيّبة في الإذاعة، برأيك كيف لنا أن نحييها ونعيدها؟ – بخصوص اللغة العربية أنا لا أشاطرك الرأي، بالعكس اللغة العربية كانت دائما حاضرة (طبعا أنا أتكلم عن تجربتي في إذاعة جهوية)، فاللغة العربية هي اللغة المستعملة في كل البرامج ..صحيح أننا أحيانا نستعمل الدارجة لنكون أكثر قربا من المستمعين، وأنا بالعكس لا يزعجنا الأمر، فحتى الدارجة لابدّ أن نستعملها حتى نعرّف بها أكثر ونطوّرها لما لا.
*ماهي مقومات نجاح المذيع الإذاعي أمام كل تلك التغيّرات السريعة من تلفزيون و"أنترنت" ومعلوماتية؟ – النجاح له عدة مقومات وأسباب وصور.. صحيح اليوم نعيش فترة جيل جديد في مجال الإعلام، إعلام تفاعلي، حيث يمكن للجميع أن يصنع الخبر وأن يمرر الرسالة الإعلامية، وهذا هو التحدي أن يصنع الفارق والتميز، ولكن كيف ذلك، أولا أن يقدم الإعلام رسالة تتمتع بالمصداقية الآنية والحضور عبر كل المنصات والوسائط، فمثلا اليوم الإذاعة الجزائرية تملك موقعا يضمن لها الوجود على الشبكة العنكبوتية، بالإضافة إلى استعمالنا لشبكات التواصل الاجتماعي للبث المباشر والتواصل المستمر مع الجمهور، ثم إنه لابد أن لا ننسى أن من أهم خصوصيات الاذاعة الآنية والمرونة حتى في الأزمات والكوارث الطبيعية، حيث ينصح المواطن دائما بمتابعة الإذاعة خلال هذه الحالات والظروف.
*ماهي مسؤولية الإعلامي والمذيع عندما يكون على الهواء مباشرة؟ -الميكروفون حقا مسؤولية بل مسؤولية جد كبيرة، فأمام الميكروفون لابد على المذيع أن يتجرد من ذاتيته وعواطفه في طرحه لمختلف المواضيع وأن يمحص ويزن كل كلمة يتلفظ بها وكل فكرة يعبر عنها، وأن يكون حياديا وأن يساهم في رقي العقول لا في تدميرها.
* كيف تأتيك فكرة برامجك التي تقدّمها على الإذاعة؟ – المقياس الأهم بالنسبة لي في اختيار البرامج التي أقدمها هو التمكن من البرنامج من كل النواحي، الاستمتاع لدى تقديمه، والأهم هو أن يكون للبرنامج غاية وهدف يهم المستمع ويومياته.
*هل كل الأفكار التي تقدّمها الآن على الإذاعة المحلية لولاية البليدة هي من إعدادك؟ – نعم كل البرامج التي أقدمها من إعدادي ( 100٪ شباب، القانون هو القانون)
*هل يهمك أن تسمع (إلياس بلعباس) بعد أن يذاع برنامجه على الإذاعة؟ -نعم يهمني ليس بدافع الشهرة، بل بهدف تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع، فمهمتنا تتمثل في إصحاء الضمائر والتغيير للأفضل، خصوصا حينما أتعامل مع الشباب.
*ماهي عوامل الجذب التي تعتمدها في كل برامجك التي تقدّمها؟ -عوامل الجذب عديدة أولها الموضوع المقترح، لابد أن يكون مهما في نظر المستمع، اللغة المستعملة يجب أن تكون قريبة من المستمع، الضيوف يجب أن يكونوا متميزين، حتى الموسيقى المقدمة وطريقة الاخراج ..الكل يكمل الآخر، كلها مكونات مهمة لإنجاح الخلطة.
*في برنامجك هل استطعت أن تخلق حالة من الصداقة والثقة بينك وبين المتصلين والمستمعين؟ -نعم أنا خلقت عديد الصداقات مع المستمعين. المستمع يحب العفوية، ولا يحب أن يُستغبى، فالمستمع الوفي ينتبه لكل صغيرة وكبيرة، كما أنه يشعر بصدق الإحساس والكلام النابع من القلب، وأنا أقول دائما للمستمعين الكلام النابع من القلب لن يصل إلا للقلب.
*هل تجد أنه من الضروري وجود كيمياء بين المخرج ومذيع الفقرة التي يقدّمها على الهواء كي تنجح الحلقة ويستقبلها المستمع بسلاسة؟ – أكثر من كيمياء، فنحن نشبه الفرقة الموسيقية، لابد أن نعمل في تناغم وانسجام، وأي خلل من أحدهم سيؤثر في المجموعة، فنجاح أي برنامج يعتبر نجاحا للفريق العامل به، وليس نجاحا للمذيع فقط، ومن صدّق بغير هذا فهو يخدع نفسه، المنشط والصحفي والتقني والمخرج و..و..و..لكل واحد أهمية قصوى.
*هل تعرضت لمواقف معينة من متصلين،عند تقديمك لبرنامج على الهواء، وكيف استطعت إيجاد حلول لها؟ -موقف معين، لا أتذكر أني صادفت موقفا محرجا على الهواء، وإن حصل فهي قليلة جدا …ثقافة المذيع جد مهمة خصوصا في الحصص التفاعلية التي يكون فيها الموضوع مفتوحا (كانت لي الفرصة تقديم برنامج مماثل)، نعم لابد على المذيع أن يكون على قدر من الثقافة، كما عليه أن يكون ذكيا في تعامله مع المواضيع وتدخلات المستمعين، حتى وإن لم يكن ملما بالموضوع.
*و لو واجهك موقف معاكس، أي أنت المتصل وكان المذيع الذي اتصلت به على سوية غير جيدة من الثقافة والحوار، ماهي ردّة فعلك تجاهه؟ – لم يحدث موقف مشابه، لكن لو حدث سأحاول أن أشرح الموضوع، فالمذيع إنسان والإنسان ليس كاملا، عادي، لكن إذا كان موضوع البرنامج محددا، والنقطة التي أثرتها تعتبر سهلة وجوهرية في الموضوع، سأقول في نفسي أن المذيع لم يحضر برنامجه جيدا.
*إلى أي مدى يخدم الإذاعة في برامجها التواصلية بأن يكون المستمع شريكا في العملية الإذاعية؟ -رأي المستمع مهم واهتمامه بالمواضيع والحصص يعتبر أهم ..أولا هذا يزيد في نجاح البرنامج وشهرته وإثرائه طبعا.
*ما رأيك في الموجة التي يشهدها اليوم القطاع السمعي، ألا وهي انتشار راديو عبر الأنترنيت؟ أنا أشجع هذه الاذاعات حتى الهواة، وقد استضفت العديد منهم ..أنا أؤمن بضرورة التعدد والاختلاف والتنوع في بلد قارة كالجزائر ..نعم أنا أشجع إذاعات "الويب".
*هل تتقبل النقد في مجال عملك؟ – بالطبع أقبل النقد، لكن على شرط أن يكون بنّاءً ومن عند أشخاص يملكون ما يجب.
*هل من برامج جديدة تودّ تقديمها قريبا؟ – الأفكار الجديدة موجودة، دائما أقول لمستمعينا أبقوا أوفياء وتابعونا في الشبكة الموسمية بدءا من شهر سبتمبر. لو ألفت كتابا، ماهو العنوان الرئيسي الذي تختاره لهذا الكتاب؟ لو ألفت كتابا لاخترت له عنوان"عش اللحظة "، لا أدري لماذا ..لكن هذا ما تبادر الى ذهني. *إذا أنت تؤمن بالحظ والصدفة في مجال العمل؟ – أنا أؤمن خصوصا بالفرص، كثيرون هم الموهوبون المبدعون المتميزون الذين لم تأتيهم الفرصة بعد ..كل واحد منا في حاجة إلى فرصة حتى يفرض نفسه ويطير بجناحيه.
*ماهي هواياتك؟ -هواياتي عديدة، أحب المطالعة الرياضة والفنون بكل أنواعها والسفر والجولات الراجلة واللغات واكتشاف ثقافات وأشياء جديدة والتعرف على أشخاص جدد وغيرها.
*كلمة أخيرة ككلمة أخيرة أشكركم على إتاحتي لي هذه الفرصة …أملنا واحد هو النهوض بالإعلام الجزائري وتقديم الأفضل في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها قطاع الإعلام ..شكرا لكل من آمن بي وأحبني وشجعني. حاوره: عبد الرحيم. س