صرخة مواقع التواصل الاجتماعي، مرات تحمل معها غيرة غير محدودة، ينتج عنها تشدد غير مبرر لتحليل الأحداث السياسية والاجتماعية والإعلامية في الجزائر، كثير من المرات كانت المنشورات التي تحمل في جعبتها أسلوبا عصبيا وغيرة وطنية مفتعلة ظاهريا تخدع العامة في العديد من المرات، حينما رأيت العديد من الفيسبوكيين يهاجمون قناة الجزائرية وان حول البرنامج الجديد "مازال الحال" لم أحمل حالي وأكتب منشورا بدون معرفة الحقيقة، بل تكلمت مع بعض الزملاء منها وعلى رأسهم "يونس صابر" الذي وضح جيدا فكرة البرنامج وما حدث، فعدت إلى مشاهدة الحلقة من جديد حتى أكون منصفا في الكتابة: _ "السكاتش " الذي أثار ضجة عند العديد من نشطاء "الفيس بوك " للممثل الكوميدي "كمال عابدات" لم يكن استهزاء بالدين، وإنما كان حقيقة لا نريد أن نعترف بها طول هذه السنين، التطرف ليس من الإسلام وإنما هو فكر استغلالي دخيل على المسلمين، لا يوجد علاقة بين الإسلام والتطرف، وإنما هناك تشدد للحق تحت اسم المرجعية الدينية الحقيقية للأمة الإسلامية، لكن رغم هذه الأولويات إلا أن الرحمة الإسلامية الحقيقية مهما فعلت قواعد الشريعة الإسلامية لها، فهي دائما تحافظ على الشكل الخارجي والداخلي للإسلام بالقاعدة القرآنية التي فصلت في موضوع معاملة المخالف بتطرف لا يطاق لقول سبحانه تعالى: ‘‘فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". _ عيب "السكاتش" هو الألفاظ التي حملها "كمال عابدات" من الشارع إلى قناة تلفزيونية، ألفاظ المقاهي والشارع التي أصبحنا نسمعها كل يوم، من العيب والعار أن نسمعها في قناة تلفزيونية تحمل رسالة هامة في هدفها، وفي أسلوبها مثلها مثل أي قناة تلفزيونية في العالم يكون غرضها شريفا، وهذا أمر يحسب على مدير القناة أن يغير من أسلوب برنامج "مازال الحال " وتفادي العبارات المنحطة قليلا، والتي من الممكن أن تغضب مشاهدي القناة. _ كمال عابدات كان في أول حلقة "أبو مطرقة" وغدا سيكون "ربيع" وغدا سيكون "عبد القادر" هو ممثل كوميدي كما كان في السيناريو وكما خطط له أن يكون سيمثل دوره عاديا، لأن كمال عابدات ليس رجلا مفكرا ثابتا على فكره حتى نعمل ضجة فيسبوكية عليه، هو عكس تماما ما حدث في برنامج "beur tv" لأن جاب الخير هو عند عامة العلمانيين مفكر كبير، وهذا هو الخطر الكبير على الأمة، لأن لو لا التطرف المبالغ فيه من بعضهم لما خرج علينا أحدهم يطلب بنقد القرآن والسنة. _ ضعف الحجة جعلنا ننتظر أخطاء الناس فقط، لنحاول إظهار أنفسنا أننا ننصر الله ورسوله، نحاول النيل من أي شخص أخطأ بحق الدين ونقدمه للعامة على أنه استهزاء، وبدون الرجوع إلى الإسلام الحقيقي نبدأ بإلقاء التكفير والسب والشتم عليه، وننسى أن الإسلام رحيم والله يدعونا إلى الدعوة بالحكمة وبالأخلاق، وهذا للأسف ما وقع للعديد ممن يعتبرون أنفسهم نخبا فكرية، وجدوا فرصة النيل من "الجزائرية وان" بطريقة عشوائية جدا، مع العلم ولا أحد فيهم يستطيع نصح جاره الكريم، أو مساعدة محتاج أو عابر سبيل، أو حملة تضامنية من أجل إغلاق محلات الخمور وبيوت الدعارة، لكن يستطيع أن يكون "الظاهر بيبرس" في الفيس بوك فقط. _ هذا الربيع الإعلامي الذي تقدمه "الجزائرية وان" من برامج ضخمة ومتنوعة واستوديوهات مصممة بطريقة احترافية كبيرة، وحرصها الجميل أن تشمل جميع المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الجزائر لدرجة تفكيرها بشيء جديد ومبدع وهو مشروع "أهدر جزائري" كل هذه النقاط مبرمجة بطريقة غنية جدا. [email protected]