يبدو أن أحداث العنف في الملاعب الجزائرية قد عادت من جديد، خاصة في الأسبوعين الأخيرين. قال عنها بعض المحللين ل "الحوار" بأنها تهديد مبكر لمستقبل الكرة الجزائرية، خاصة أن الموسم الكروي في جولاته الاخيرة، حيث اشتعلت المنافسة مؤخرا بين الأندية ودخلت من خلالها حسابات الفوز باللقب والصعود والسقوط أروقة الكرة. يرجع الكثير من المتابعين عودة هذه الظاهرة إلى قلة التنظيم والتنسيق بين اللجان التنظيمية والقائمين على القطاع، بالاضافة إلى انعدام الارادة السياسية لدى الدولة، وعدم التزام بعض المسيرين والمدربين واللاعبين من خلال تصريحاتهم التي تؤثر سلبيا على نفسية المناصر الجزائري. وفي سياق آخر، حمل الخبراء الرياضيون رؤوساء الأندية لما يحدث في الملاعب، خاصة حين يستعملون الشارع بصفته محركا أساسيا لظاهرة العنف، كورقة ضغط لتحقيق أهداف شخصية.. * فرقاني ل "الحوار": رداءة الملاعب وقلة التنظيم من أسباب عودة الظاهرة تأسف اللاعب الدولي السابق، علي فرقاني، في تصريحه حول عودة ظاهرة العنف مؤخرا في الملاعب الجزائرية، وحمل فرقاني المسؤولية للجان التنظيمية والمسؤولين القائمين على القطاع، مرجعا ذلك بسبب انعدام التنظيم والتنسيق غير المحكم بينهم، وأضاف فرقاني أن توقيت اجراء المباريات ودخول الأنصار للملاعب قبل المباراة بساعات طويلة، كذلك رداءة الملاعب الرياضية غير المغطاة والتي يتحمل فيها المناصر الجزائري كل أنواع العوامل المناخية كالأمطار وأشعة الشمس، كلها أسباب أعادت الظاهرة من جديد، كما أنها أثرت سلبيا على نفسية المناصر الجزائري، مبرزا أن مشاكل التحكيم، وانعدام الوعي الرياضي والثقافي والتربية لدى بعض المناصرين جعل الظاهرة تعود وتزداد في الملاعب، والتي لا تعبر عن مفهوم الاحتراف في الكرة الجزائرية. _________________________ * بوطاجين ل "الحوار": غياب الإرادة السياسية سبب عودة موجة العنف أرجع المحلل الرياضي، مراد بوطاجين، عودة ظاهرة العنف في الملاعب إلى عدة أسباب مختلفة، والتي وصفها بإرهاب الملاعب، خاصة على غرار ما وقع في المباراة التي جمعت الجارين اتحاد بلعباس ومولودية وهران بعد دخول الأنصار أرضية الميدان، كذلك المناوشات بين أنصار العميد وشباب قسنطينة، والتي لم يفهم البعض سبب عودة هذه الظاهرة، بالرغم من المنافسة الشريفة والاستقرار على مستوى البطولة. وأضاف بوطاجين أن الصراع القائم حاليا بين الرابطة والاتحادية، وغياب الإرادة السياسية من طرف الدولة، وصراع المصالح، وتصريحات بعض الرؤساء، ومشكلة تنظيم المباريات، سبب عودة هذه الظاهرة، والتي أثرت سلبيا على نفسية المناصر الجزائري، وقال بوطاجين إن هذه الظاهرة قد تم التطرق إليها في الملتقى الأخير حول تطوير الكرة الجزائرية، من خلال تنظيم ورشة خاصة بدراسة الظاهرة تدريجيا، والتي بدورها خرجت بعدة توصيات، خاصة فيما يخص الإجراءات القانونية، واتخاذ القرارات المناسبة. وفي الختام أكد بوطاجين على إلزامية التنسيق بين رجال الأمن والأنصار اللذين بصفتهما يلعبان دورا فعال في محاربة هذه الظاهرة. ____________________________ * علال ل "الحوار": انعدام التوعية زاد من تفاقم العنف في ملاعبنا أكد، المحلل الرياضي علال مسعود أن ظاهرة العنف التي تشهدها الملاعب الجزائرية ليست وليدة اليوم، ولا تقتصر على الجزائر فقط، وإنما هي ظاهرة عالمية، وقال علال ان ظاهرة العنف متجذّرة في الملاعب الجزائرية منذ سنوات السبعينيات، إلا أنها كانت أقل حدة مما عليه اليوم. وأرجع علال عودة الظاهرة مؤخرا لعدة أسباب منها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالدرجة الأولى، مضيفا أن من يقوم بمثل هذه الأعمال هم من فئة الشبان، خاصة فئة القصّر، موضحا أن هذه الفئات نشأت في بيئة اجتماعية صعبة، مما أثر على سلوكهم وتصرفاتهم في الملاعب بالإضافة إلى انعدام التوعية والتوجيه السليم. وفي الختام، أشار نفس المتحدث إلى أن غياب دور الإعلام في التوعية وفقدان آليات تضبط عملية تطبيق القوانين وسياسة الكيل بمكيالين، على مستوى الهيئات الرياضية، خاصة وزارة الشباب والرياضة، اتحادية كرة القدم ولجان الانضباط، تسبب في هشاشة هذه الهيئات وفقدانها الاحترام، وهذا بدوره زاد من تسلط بعض روؤساء الأندية الذين عادة ما يستعملون الشارع كورقة ضغط لتحقيق مصالحهم. الطاهر سهايلية