من الصحافة المكتوبة كانت انطلاقته، عمل كصحفي في جريدة الهداف لينتقل إلى تجربة أخرى مع الشاشة دون أن يبتعد عن مجال الرياضة، حيث تكفل بتحرير الأخبار المتعلقة بالكرة الدولية لنشرة الأخبار، ليقوم أيضا بإعداد برنامج "حدث في مثل هذا اليوم, لينتقل أخيرا للعمل في برنامج "الفريق الدولي"، ورغم التجارب التلفزيونية إلا أن عطاءه في مجال الصحافة المكتوبة لم ينقطع. * بداية، حدثنا عن نفسك وما هي أهم محطاتك الإعلامية؟ – أولا أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة بإجراء هذا الحوار معي، وبالإجابة على سؤالكم أقول أنا الصحفي صالح بوتعريشت من مواليد مدينة "قسنطينة" متحصل على شهادة ليسانس في علوم الإعلام والاتصال تخصص علاقات عامة، أما بخصوص مسيرتي كصحفي فبدأت منتصف سنة 2012 مع جريدة "المؤشر" الصادرة في مدينة "قسنطينة"، أين كنت مختصا في تغطية نشاطات مختلف الفرق الكروية في مدينة "الجسور المعلقة" وأهمها شباب قسنطينة ومولودية قسنطينة، بالإضافة إلى بقية الفرق الناشطة في الأقسام السفلى، وزد على ذلك فكانت لي تجربة في تغطية نشاطات بعض الرياضات الأخرى مثل كرة اليد، الجيدو، كرة السلة، وبعد قضائي لسنتين تقريبا في جريدة "المؤشر" التي كانت تحظى بانتشار لا بأس به في الشرق الجزائري، انتقلت سنة 2014 للعمل في صحيفة "الهداف الدولي" والتي تعد الجريدة الرياضية رقم 1 واحد في الجزائر، المغرب العربي وشمال إفريقيا فيما يخص تغطية أخبار، مباريات وكل ما يتعلق بكرة القدم الأوروبية والعالمية، ولا أخفي عنكم سرا أني اتخذت القرار الصحيح والصائب بالعمل في مجمع "الهداف" الذي يمتاز بالاحترافية، الموضوعية والشفافية في نقل الأخبار، كما أنه يضم مجموعة من الصحفيين الرائعين مهنيا وأخلاقيا، وبالحديث عن تجربتي في مجمع "الهداف" يجب الإشارة كذلك إلى أني عملت في موقع "الهداف" لمدة عام واحد ما بين سنتي 2014 و2015، قبل أن أنضم منتصف أفريل 2015 إلى طاقم قناة "الهداف" التي تعتبر القناة الرياضية رقم واحد في الجزائر، حيث تكفلت وقتها بتحرير الأخبار المتعلقة بالكرة الدولية لنشرة الأخبار، كما أني تكفلت بإعداد برنامج "حدث في مثل هذا اليوم"، وفي سنة 2017 تحولت للعمل في برنامج "الفريق الدولي" الذي يقدمه الزميل العزيز محمد شيخي كعضو في طاقم الإعداد، بالإضافة إلى عنصر في "البلاتو" لتحليل كل المواضيع والقضايا المتعلقة بالكرة الدولية أو المنتخب الوطني الجزائري.
* كيف جاء اختيارك للإعلام الرياضي؟ – في الحقيقة، منذ الصغر كنت متابعا وفيا لجميع الأخبار السياسية والرياضية، فمشاهدة الأخبار والمواضيع النقاشية السياسية الوطنية، الإقليمية والدولية كانت تتصدر لائحة اهتماماتي، ولكن حبي للرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص دفعني لاختيار العمل كصحفي رياضي منذ أول تجربة لي في مجال الإعلام، لأني أجد حرية ومتعة أكبر في هذا الميدان، وأرى بأني قادر على التطور والإبداع فيه أكثر من أي مجال آخر، وكما تعلمون فإن الصحفي أو أي شخص آخر يجب أن يحب مهنته لكي يبدع ويتألق فيها.
* هناك من يقول إننا نملك إعلاما كرويا وليس رياضيا، ما هو تعليقك؟ – أولا أريد القول أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، فباستثناء بعض الدول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يتابع مواطنوها رياضات أخرى مثل كرة السلة، كرة القدم الأمريكية أو الهوكي على الجليد، فإن كرة القدم تبقى هي اللعبة رقم واحد في أغلب بلدان المعمورة ومن بينها الجزائر، ولذلك فإن الإعلام الرياضي الجزائري يركز على تغطية نشاطات كرة القدم للسبب المذكور أعلاه، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بأمور تجارية ومالية، ولكن هذا الأمر لا يمنعني من القول بأن قناة "الهداف" تحاول في كل مرة تغطية الرياضات الأخرى، والدليل على ذلك هو تنقلها إلى مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية سنة 2016 لتغطية نشاطات البعثة الجزائرية في "أولمبياد" "ريو دي جانيرو"، مع إجرائها لحوار مع العديد من الأبطال الأولمبيين والعالميين على غرار نور الدين مرسلي، سعيد قرني جبير وغيرهم، كما أن صحيفة "الهداف الدولي" تخصص كل يوم صفحة لتغطية مختلف الأنشطة الرياضية في الجزائر سواء كان ذلك في ألعاب القوى، كرة اليد، الملاكمة، السباحة وغيرها، ورغم كل هذا فيجب أن نعترف بأن الإعلام الرياضي الجزائري مطالب بإيلاء اهتمام أكبر وتخصيص تغطية أوسع للرياضات الأخرى، لأن هذا الأمر سيؤدي لا محالة إلى نتائج جيدة أبرزها المساهمة بشكل أو بآخر في تطوير الرياضات الأخرى ببلادنا، بالإضافة إلى اكتشاف أبطال يشرفون الجزائر في مختلف المحافل الإقليمية، القارية والدولية.
* من الصحافة المكتوبة إلى التلفزيون، ما الذي تغير فيك؟ – في بادئ الأمر، أريد أن أعلمكم أن علاقتي مع الصحافة المكتوبة لم تنقطع بعد، فأنا أعمل حاليا كصحفي في جريدة "الهداف الدولي" وفي قناة "الهداف" أيضا، وبالإجابة على سؤالكم أقول إن الصحافة المكتوبة هي المدرسة الأولى لنجاح أي صحفي، وحسب رأيي المتواضع كذلك فإنه لا يمكن لأي شخص أن يصبح مقدما للأخبار أو البرامج دون تعلم فنيات التحرير والكتابة الصحفية، حيث تعتبر الصحافة المكتوبة هي القاعدة الأساسية التي ينطلق منها كل صحفي نحو السمعي البصري، قبل أن تتيح له الإذاعة أو التلفزيون بعد ذلك فرصة لاكتساب المزيد من الخبرة وتعلم الكثير من التقنيات لكي يصبح إعلاميا أكثر تكاملا، والكمال لله طبعا، لأني أرى أن كل صحفي لديه نقاط قوة يجب عليه تطويرها وتعزيزها وكذا نقاط ضعف تجبره على بذل مجهود مضاعف للتخلص منها، وفي خلاصة الكلام حول هذه الفكرة أقول إن ما يتعلمه الصحفي في مجال السمعي البصري هو تكملة لما تعلمه في تكوينه وتطوره في مجال الصحافة المكتوبة.
* ما الذي يختلف في تحرير المحتوى التلفزيوني عن محتوى الصحافة المكتوبة؟ – التحرير في السمعي البصري يختلف عن التحرير في الصحافة المكتوبة سواء تعلق الأمر بفنيات وتقنيات تحرير مختلف الأنواع الصحفية من أخبار، تقارير وغيرها، كما أن الجمالية، التنميق، الزخرفة والإبداع في السمعي البصري يكون أكبر من ذلك الموجود في الصحافة المكتوبة، دون أن ننسى عنصر المساحة الزمنية فالصحفي في السمعي البصري مطالب باحترام وقت محدد لنقل خبره أو عرض تقريره، في حين أنه قادر على التوسع والغوص أكثر في فكرته ضمن الصحافة المكتوبة، ولكن رغم وجود كل هذه الفوارق إلا أن الصحافة المكتوبة والسمعي البصري يعتبران مكملين لبعضهما البعض سيما فيما يتعلق بتكوين الصحفي الناجح. * بالعودة لك، كيف تقضي أوقاتك بعيدا عن الإعلام؟ – أنا أعيش حياة بسيطة بعيدا عن الإعلام، فمعظم الأوقات أقضيها سواء في ممارسة كرة القدم أو مشاهدة كرة القدم لأنها عشقي الأول، أحب المطالعة كذلك، كما أخصص جزءا من وقتي للبقاء مع العائلة أو قضاء أوقات جيدة مع الأصدقاء. * كلمة أخيرة لقراء جريدة "الحوار".. – في الختام، أريد أن أشكر جريدة "الحوار" مرة أخرى على هذه الالتفاتة الطيبة، لأنها تسمح للمواطن الجزائري بالتعرف على المواهب الصحفية الشابة، وشخصيا أرى أن مثل هذه الحوارات تمنح للصحفي الجزائري المزيد من الثقة والقوة لكي يتعلم أكثر، يتطور ويفيد البلاد والعباد، خاصة وأننا نملك الكثير من الصحفيين الرائعين والمحترمين في مختلف المجالات، شكرا مرة أخرى. حاورته: سارة بانة