كتبها: فاتح عقال لا يختلف اثنان أن الخذلان في بلد البترول أصبح "ماركة مسجلة" بامتياز، فنجده قد طال مختلف المجالات، خاصة تلك التي تتضح فيها علاقة المواطن بمختلف الهيئات الإدارية، فالمواطن الغلبان أصبح أكثر شبها بالشبح، يتجرع يوميا أنواعا وأصنافا من الخذلان، جعلت علاقته "الهشة" مع الدولة تزداد هشاشة وهلامية، بل نقطعت العلاقة تماما عند الكثير ممن أوجعهم الخذلان. علاقة "الغلابة" مع الخذلان قديمة أزلية، ولكن مؤخرا، أصبح أكثر إيلاما ووقاحة وغدرا، إذ تطور ليمس مجالات حساسة ما كان ينبغي أن يصل إليها لولا بطانة السوء، التي تتفنن في حياكة كل ما من شأنه إذلال المواطن البسيط الذي فقد البوصلة مع التجدد المستمر للضربات. لو سألت أي مواطن بصورة عشوائية عن معاناته مع الخذلان، فالأكيد لن يتمالك نفسك، وتحاول إخراسه لأنه سيسرد لك معاناتك نفسها، فخذلان المقهورين يتشابه. من المؤسف جدا، بل من العار أن يكون الخذلان في أبسط الأشياء، شيئ مخزي أن تخذل من قبل مدير مدرسة أو مدير مستشفى، أو بمصلحة إدارية كان من المفروض أن تخدمك لا أن تقمعك، من العار أن تخذل حتى في حافلة لنقل المسافرين، وقفة رمضان، وغيرها، لكن الخذلان الأكبر أن تصدم في أصحاب المنابر العلمية والدينية، الذين جعلوا من البسطاء أشباحا أدمية فاقدة للهوية ذات تركيبة سوسيو عقائدية معقدة قد تحتاج لسنوات من العلاج لاسترجاع البوصلة.