الوزارة: لا زيارات رسمية ولا هواتف للأساتذة والمراقبين روينة: الغش تحول لظاهرة اجتماعية والإجراءات لوحدها لا تكفي عمورة: نطالب باسترجاع مصداقية البكالوريا تحاول وزيرة التربية نورية بن غبريت كسب رهان البكالوريا هذه السنة عبر تشديد إجراءات المراقبة لمكافحة الغش والتسريبات التي أربكت على مدى سنوات الوزارة وشكلت هاجسا كبيرا للقائمين عليها والتلاميذ على السواء، وفي تحدٍ لمحترفي الغش رفعت بن غبريت درجة التأهب، مؤكدة عبر اتخاذها لعدة إجراءات أنها ستقف بالمرصاد لمحاولات زعزعة الامتحان فهل ستنجح بن غبريت في معركتها ضد الغش؟
على الجميع التضحية من أجل الحفاظ على مصداقية البكالوريا وفي هذا السياق ثمّن المكلف بالإعلام لدى المجلس الوطني لثانويات العاصمة "الكلا"، زبير روينة الإجراءات المتخذة من قبل وزارة التربية الوطنية لمحاربة الغش وتسريب أسئلة امتحان شهادة البكالوريا، معتبرا أن الغش أصبح ظاهرة اجتماعية وجب محاربتها بشكل صارم، مشيرا إلى أن قطع الانترنت لمدة ساعة، وإن كان فيه حرمان للآخرين من هذه الخدمة إلا أنه وجب على الجميع التضحية من أجل الحفاظ على مصداقية البكالوريا. واعتبر روينة في تصريح ل"الحوار"، أن الإجراءات لوحدها لا تكفي لردع مثل هذه الظواهر التي باتت تتكرر مع الأسف كل سنة متسببة في إحداث فوضى كبيرة وتشويش على التلاميذ الممتحنين، مشيرا إلى أنه على الوزارة أن تعمل طوال السنة على محاربة هذه الظاهرة بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية من التلميذ وأسرته إلى الأساتذة والمؤطرين، مضيفا أن المنافسة العلمية وتثمين العمل اليومي والفصلي للتلميذ يساهم في كبح مثل هذه الظواهر والتقليل منها بصورة كبيرة جدا، كما أنه يحفز التلميذ على الدراسة والاعتماد على قدراته بعيدا عن جميع محاولات الغش وعدم منحه الفرص للتفكير في الحلول السهلة.
الضمير غاب تماما لدى بعض الأساتذة ومسؤولي المراكز من جهته قال الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية "ستاف" بوعلام عمورة، إن غياب الضمير لدى بعض مسؤولي المراكز والأساتذة والمؤطرين فاقم من ظاهرة الغش وتسريب الأسئلة، مؤكدا أن بعض المسؤولين لا يقومون بدورهم على أكمل وجه بل كثير منهم يتساهلون أمام حالات الغش ويتجاوزون العديد من القوانين وعلى رأسها إدخال الهواتف الذكية وهو ما يؤدي في النهاية إلى تسريب الأسئلة في أولى دقائق الامتحانات الرسمية، كما حدث في الأعوام الماضية. وأضاف عمورة أنهم طالبوا وزيرة التربية في آخر لقاء جمعهم بها باسترجاع مصداقية البكالوريا، منددين بكل مظاهر الغش التي بات يقترن ذكرها بإجراء الامتحان، مؤكدا أنهم اقترحوا على الوزيرة إجراء الامتحان في مراكز جهوية يتم فيها الإبقاء على التلاميذ لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام إلى غاية الانتهاء من الامتحان وهو ما يضمن اجتيازه بصورة طبيعية، لكن يقول عمورة إن هذا الإجراء قد يتم رفضه من قبل الأولياء الذي يفضلون الإبقاء على مراكز الامتحان قريبة في مقر إقامتهم. وللإشارة فقد سخرت وزارة التربية الوطنية موارد مالية لتركيب أجهزة التشويش، وكاميرات المراقبة، تحضيرا لامتحانات شهادة البكالوريا، كما تستعد لقطع خدمة الأنترنت لمدة ساعة عند بداية كل امتحان، ومنع الهواتف النقالة الذكية، اللوحات والأجهزة الرقمية، وكذا الأدوات المربوطة بالأنترنت، والسماعات على مستوى مراكز الامتحان، تفاديا لتسريب المواضيع ومنع الغش داخل الأقسام. وتخص هذه التدابير حسب تصريحات مسؤولين من وزارة التربية الوطنية كل من المترشحين، الأساتذة، المراقبين وكذا الطاقم الإداري، كما قررت هذه السنة تفادي الزيارات الرسمية لمراكز الامتحان، من أجل فتح الأظرف التي تحتوي على مواضيع الامتحانات لتفادي التشويش على المترشحين وكذا تأمين الامتحانات. سهام حواس