نجاح المؤسسات الإعلامية وقدرتها على المنافسة مرتبط بقوة رؤوس الأموال حاورتها: سارة بانة إعلامية لبنانية حسناء من بلد عرف بالجمال، تألقت على الشاشة بعد أن درست العلوم السياسية، محبة للإعلام السياسي لتنطلق في عالم الإعلام بعد مسيرة مثابرة وتحدٍ، مراهنة على إمكانياتها وقدراتها، تطرقنا مع ضيفتنا إلى قضية مهمة وهي أسرار تفوق الإعلام اللبناني عربيا, حيث صرحت أن الحرية كانت من أهم ما جعله يتفوق، كما تحدثت أيضا وبشفافية عن أهم التحديات التي واجهتها للوصول إلى ماهي عليه اليوم. * بداية حدثينا عن بداية دخولك مجال الإعلام؟ في البداية أجريت فترة تدريب غير مدفوعة الأجر في "تلفزيون لبنان"، وبقيت سنة كاملة أتدرب من دون مقابل مادي، لإصراري الشديد على دخول هذه المحطة وسلوك مجال التقديم، بعد أن قال لي الجميع لا أمل لي في هذه الوظيفة. وبعد مثابرة حثيثة وجدية حصلت على وظيفة في "القناة الأم"، التي لها الفضل الكبير على كثير من المشاهير والفنانين والإعلاميين، وليت هؤلاء يذكرون فضل هذه المحطة العريقة، بدأت كمراسلة أخبار واليوم أصبحت مذيعة أخبار إلى جانب عملي كمراسلة. * الإعلام اللبناني تألق عربيا من خلال تواجدك به، ماهو سر نجاحه؟ سر نجاح الإعلام اللبناني هي الحرية المطلقة التي تمنح للإعلاميين رغم أن هذه الحرية تكون أحيانا (سيف ذو حدين)، إضافة إلى الثقافة المتنوعة في المجالات كافة التي يختزنها الإعلامي اللبناني وإجادته للغات عديدة، لكن الإعلام في لبنان يحتاج إلى التنظيم فالعديد من خريجي كلية الإعلام بدون عمل، في الوقت الذي يظهر فيه على الشاشة العديد من الدخلاء على المهنة، والمؤسف أيضا التخلي عن الإعلاميين المخضرمين واستبدالهم بوجوه أخرى خالية من المضمون. * ماذا أضافت لك تجربتك في تلفزيون لبنان؟ تجربتي في تلفزيون لبنان أضافت لي الكثير، إضافة إلى الخبرة على مدى 8 سنوات والعلاقات مع مختلف الشرائح في الوطن فقد صقلت شخصيتي، والأهم تعلمت المحافظة على الرأي الموضوعي دائما وقول الكلام الذي يجمع بين الفرقاء ولا يفرق، فالإعلام الرسمي مدرسة متكاملة ومحايدة إضافة إلى أن ما يتعلمه الإعلامي اللبناني في محطة الدولة لا يتعلمه في محطة أخرى، كما أنها بعيدة عن الصحافة الصفراء وإثارة الفتن المذهبية والسياسية، هي المحطة المحايدة حقاً. كما أود الإشارة إلى مسألة مهمة وهي أن تقديم نشرات الأخبار ليس أكثر أهمية من العمل كمراسلة ومعدة تقارير، فهذا المجال ممتع جداً، العمل الذي أعتبره لب الإعلام ويحمل رسالة كبيرة للمواطن ومشاكله وهمومه. وبالنسبة إلى الطموحات أقول إن كل يوم عمل يزيدني خبرة ويدفعني إلى التعلم أكثر، لدي الكثير من الطموحات وأرى نفسي على الدرجة الأولى من سلم الإعلام، وأعتبر أنني لم أحقق شيئاً. * الكثيرون يربطون نجاح الإعلام بقوة رؤوس الأموال, كيف ترين الموضوع؟ صحيح في الكثير من الأحيان نجاح المؤسسات الإعلامية مرتبط بقوة رؤوس الأموال وذلك لقدرتها على تمويل موازنة لإعداد برامج منافسة. وفي لبنان غالبية المؤسسات الإعلامية ناطقة باسم زعيم معين والتمويل يكون عبره. * الكثير يرى أن الإعلام التقليدي سيزول في العشرية القادمة بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ما رأيك؟ لا شك أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ساهم كثيرا في إضعاف مستوى الإعلام بشكل عام، إذ أصبحت هذه الوسائل بديلة في نقل الأخبار وبسرعة فائقة، إذ أصبح كل فرد من المجتمع مراسلا بنقله الخبر ونشره من خلال الصورة، نحن في عصر ثورة الانترنت نستطيع القول إن الإعلام الالكتروني هو إعلام المستقبل وهذه حقيقه ملموسة في الواقع الذي نعيش. * أريج، كونك إعلامية حسناء، إلى أي مدى ترين أن جمالك خدمك في المجال الإعلامي؟ لا شك أن الشكل المقبول يشكل بوابة مرور إلى المجال الإعلامي أو فيزا ولكن أنا أعتبر ذلك فرصة أولية مؤقتة لكن المضمون هو الذي يحقق الاستمرارية في هذا المجال. * بعيدا عن الإعلام، كيف تقضين أوقاتك؟ وقتي ممتلئ ليتني أستطيع زيادة عدد ساعات اليوم, أوزعه بين عائلتي وهي أولويتي وعملي ومساحة خاصة لي لو لفترة قصيرة. * الحياة في كلمات ؟ الحياة رغم أنها مدرسة يومية للتعلم والخبرة إلا أنها جميلة رغم كل شيء فيها وعلى قدر ما تحبها تحبك، والتحدي فيها يصقل شخصية الإنسان وكما قال المفكر كمال جنبلاط “الحياة للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”. * كلمة أخيرة ؟ أتوجه بكلمة إلى المعنيين, يجب دعم المحطة الرسمية الناطقة باسم جميع شرائح الوطن، من دون تمييز أو انجذاب لجهة سياسية معينة، ففي كل دول العالم يتم دعم المحطة الرسمية، أما لبنان فيهمش قناته الرسمية، في وقت يمتلك كل زعيم محطة ناطقة بلسانه وفكره الحزبي وليس بلسان الشعب، إن موازنة برنامج واحد في محطة خاصة تفوق موازنة محطة لبنان بأكملها. * كلمة لقراء جريدة “الحوار” تحية طيبة للقراء، شكرا لمنحنا هذه الدقائق من وقتهم لقراءة هذه المقابلة، آمل أن أكون عند حسن ظنهم وثقتهم بي دائما، وأتمنى لجريدتكم المحترمة كل التوفيق والنجاح.