أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده ودولاً عربية أخرى، تواجه مخاطر وتهديدات من الدول العظمى، قائلاً إنها «تمارس الابتزاز السياسي والاقتصادي لتركيعنا»، فيما وقت دعت المعارضة السودانية، أمس (الخميس)، إلى المشاركة في تنظيم مظاهرات احتجاجية أمام السفارات السودانية في عدد من العواصم الأوروبية، بالتزامن مع المظاهرات في العاصمة الخرطوم. وأوضح البشير في خطاب ألقاه في حفلة لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم أمس، أن تلك الدول «تهدف إلى السيطرة على موارد الشعوب». وقال إن حكومته تقف إلى جانب الحقوق المشروعة للشعوب العربية والانحياز إلى آمالها وتطلعاتها. وعلى رغم تعهد البشير بإخماد الاحتجاجات في البلاد والشروع في إصلاحات جادة لمعالجة الأزمات الاقتصادية، إلا أن وعده لم يجد صدى في أوساط المحتجين. وشهدت العاصمة الخرطوم ومدن البلاد حالة من الهدوء الحذر بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين المحتجين والقوات الأمنية في محيط القصر الرئاسي. واستخدم أفراد من الشرطة وقوات الأمن، ممن يلبسون زيا مدنيا، الذخيرة الحية، وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين في أنحاء البلاد. في السياق ذاته، أعلنت شبكة الصحافيين السودانيين إضرابا لمدة 3 أيام ابتداء من أمس، مؤكدة «انحيازها الكامل وتأييدها المطلق لمطالب الجماهير المشروعة في الحرية والكرامة والتحول الديموقراطي». ونشرت شبكة الصحافيين في بيان بصفحتها بموقع «فيسبوك» أن هذه الخطوة تأتي في إطار «الالتزام الأخلاقي تجاه الشعب السوداني». ووسط الدعوات السياسية المنددة بقمع المتظاهرين، طالب حزب «المؤتمر الشعبي» السوداني، أكبر الأحزاب الإسلامية والممثل في الحكومة، بإجراء تحقيق في مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات. وكان وزير الداخلية السوداني أحمد بلال عثمان، أكد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام سودانية أن 17 محتجاً فقط لقوا حتفهم، وأن 35 شرطيا أصيبوا، معرباً عن أسفه لموت ضحايا، مضيفا أن الأشخاص الذين اعتقلوا سيطلق سراحهم خلال الأيام المقبلة.