أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن هناك تغييرا وتقدماً في العراق على كل المستويات رغم وجود بعض العقبات التي من الممكن أن تزول إذا تضامن العراقيون وتوقفت التدخلات الخارجية في شؤونه. قال عمرو موسى في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أن مساحة الأمل الآن أصبحت أوسع من اليأس، الفرق الذي لاحظه بين زيارته الأولى في عام 2005 والزيارة الحالية. وأضاف أنه يجب على كل العراقيين استثمار هذه المساحة للمساهمة في حاضر ومستقبل بلدهم، مشددا على رفضه أية تدخلات خارجية في العراق وشئونه الداخلية. وأردف أنه ضد التدخلات الخارجية، والجامعة العربية لا تتدخل في الشئون الداخلية لأية دولة عربية، ولكن بما أن العراق جزء مهم من الجامعة ومن الجسد العربي فلا يمكن إدارة الظهور لما يحدث في العراق لأن ما يحدث يؤثر في دول الجوار والعالم العربي كله. من جانبه، أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن هناك ملفات شائكة في العراق تتجاوز حدود العراقيين، وأن الجامعة العربية عليها التدخل من أجل حلها لأنها تعيق وصول العراقيين الى بر الأمان، مؤكدا أنه لا يمثل سنّة العراق وإنما يمثل الشريحة التي انتخبته في منصبه الحالي. كما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن عددا من الدول العربية، ومن بينها مصر، ستقوم بإعادة افتتاح سفاراتها خلال الشهور المقبلة، وسيكون مستوى التمثيل فيها على مستوى عال بعد توفير كافة الضمانات لحماية هذه السفارات. وقال زيباري إنه قد تم اختيار مقر السفارة المصرية في بغداد، وسوف يأتي وفد فني مصري قريبا جدا إلى بغداد، مؤكدا أن العراق قدم كل التسهيلات لرفع العلم المصري مجددا.وحول عدم ترشح الرئيس العراقي للانتخابات المقبلة، قال زيباري إن الرئيس العراقي جلال الطالباني سيقوم بترشيح نفسه، وإن ما تم نقله عبر وسائل الإعلام عن عدم ترشحه غير صحيح. وضمن مباحثاته في العراق، استقبل الرئيس جلال الطالباني في مقر إقامته في السليمانية في إقليم كردستان العراق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي وصل الى المدينة جوا قادما من النجف، وتحدثا عن الأوضاع في العراق والمنطقة وعلاقات العراق بمحيطه العربي ومشروع المصالحة الوطنية. وكان موسى قد زار في وقت سابق مدينة النجف، حيث التقى المرجع الديني الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، وعقد إثر ذلك مؤتمرا صحافياً أكد فيه وجود تحول من اجتثاث البعث إلى اجتذابه، غير أن المسألة في المبتدأ والمنتهى تخص العراقيين ولا نتدخل بها، وقال إنه تناول، خلال لقائه السيستاني، موضوعات عن العراق في حاضره ومستقبله وقضايا العالم العربي ودور العراق في العالمين العربي والإسلامي. كما أجرى جولة سريعة في استذكار زيارة سابقة سنة 2005 وهناك فارق واضح ما بين الحال في ذلك الوقت واليوم. وأضاف في 2005 وجد مساحة كبيرة من اليأس غير أن الأمر لا يزال يتطلب الكثير من العمل والكثير من الجهد لأن الطريق لا يزال طويلاً. وبشأن ما إذا كان الحديث بينه وبين السيستاني قد تناول الدور الإيراني في العراق، أكد موسى أنه لم يتم تناول هذا الموضوع، إنما الواضح أن هناك توترا في هذه العلاقة، وفي نفس الوقت هناك الكثير يطالبون بأن تتم مناقشة هذه العلاقات والاختلافات بصراحة بين العرب والإيرانيين لأنه في المبدأ والمنتهى نحن امة واحدة وجيران وإخوة، ولا يفترض أن يشكل أحد عداء أو يعتبر عدوا للآخر، وتابع أن الاختلافات قائمة والمطلوب أن نصفّي هذه الخلافات ونحلها، وأن يشعر الكل أن حقوقه مصونة واحتياجاته متوافرة، وأن العلاقة بين الإخوة يجب أن تقوم على أساس ضمان مصالح الكل. وقال حول موقف الجامعة العربية من مسألة تدخل دول الجوار بالشأن العراقي إن التدخلات والاستقطابات أمران يتعارضان مع مصلحة استقرار العراق، داعيا الى وقف الاستقطاب المذهبي والطائفي الذي قال عنه أنه شكل فوضى في العراق ومن الممكن أن يؤدي الى شر كبير للمجتمع العراقي.