كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، أمس، بأن الوزارة الأولى منحت مؤخرا الضوء الأخضر من أجل إنشاء 3 مراكز ثقافية إسلامية بولايات غرداية، المدية وأم البواقي، مشيرا إلى أن إنجاز هذه المراكز الثلاثة سيسمح باستكمال تغطية كافة ولايات الوطني ال48 بهذه المنشآت الثقافية. كما تحدث الدكتور بلمهدي، خلال إشرافه ببومرداس، على افتتاح الموسم الثقافي الوطني الجديد 2019-2020، تحت شعار “الحوار قيمة قرآنية وسلوك راشد” إن المراكز الثلاثة سيتم الشروع في إنجازها قريبا لتكتمل الخريطة الوطنية للمراكز الثقافية الإسلامية، التي اعتبرها امتدادا مهما للمساجد، داعيا في هذا الصدد القائمين على المراكز الثقافية عبر الوطن إلى المساهمة في حماية الوطن ومكتسباته، من خلال التصدي للدعايات المغرضة وتحصين المجتمع من مختلف الآفات المتربصة به، لاسيما الثقافات الغربية وما تبثه من سموم في عقول الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما شدد الوزير، في سياق متصل على ضرورة الحرص على نشر الثقافة الإسلامية بالاستناد على المرجعية الدينية الوطنية والمساهمة في تكافل النسيج الاجتماعي، من خلال المحاضرات والندوات والملتقيات المنظمة بالمراكز الثقافية، ومن خلال النوادي العلمية والأقسام المتخصصة وكذا النوادي الرياضية وفرق الإنشاد، وهي الفضاءات التي أطلق عليها الوزير تسمية “الدبلوماسية الثقافية” أو “دبلوماسية اللطف والإبداع التي تحتاج إليها الجزائر لتغليب قيمة الحوار كسلوك حضاري تربى بفضلها الأجيال وتبنى الأوطان”. واعتبر الوزير، في كلمة ألقاها بالمركز الثقافي الإسلامي “عمر مخرف” أن “الوقت حان اليوم لنشر ثقافة السّلم والحوار وصون الأمانة وحب الوطن الذي هو وديعة السلف، داعيا إلى عدم تيئيس المجتمع والعمل في المقابل، على “نشر ثقافة الحذر من كل من يشكك في تاريخنا وهويتنا”، حيث أكد في هذا الخصوص أن “الجزائر كلما استحكمت أزمتها إلا وانبلج الصبح بالحلول”. وأسهب السيد بلمهدي، في إبراز خصوصيات المرجعية الدينية الوطنية القائمة على الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرّف، معتبرا فتح نواد لتعليم اللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية عبر المراكز الثقافية الإسلامية، “دليلا أخر على مساهمة هذه الأخيرة في إرساء اللحمة الوطنية”، قبل أن يستطرد بالقول، “هذا لا يعني إغفال حق اللغات الأجنبية وعلى رأسها الإنجليزية كونها لغة العلم والمعرفة وإلى جانبها العديد من الفنون وحتى الحرف اليدوية”. إذ أكد على أهمية المراكز الثقافية في العناية بالشأن الإسلامي والتربوي على السواء، دعا الوزير، هذه المراكز للانفتاح أكثر على محيطها من خلال الاهتمام بنشر ثقافة المحافظة على البيئة والفكر الأخضر، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه أسدى تعليمات للاهتمام بالطاقات النظيفة في انجاز المساجد عبر نصب ألواح الطاقة الشمسية لتزويد المساجد بالطاقة “حسب الظروف المتاحة للجمعيات الدينية”،وأوضح بأن هذه الخطوة ستشمل أيضا كمرحلة ربط المساجد الأقطاب عبر الولايات بالطاقات النظيفة بالتنسيق مع الجماعات المحلية. في موضوع أخر قال الوزير، إنه سيتم قريبا الإعلان عن التقرير النهائي الخاص بتقييم عملية الحج الأخيرة، والتي اعتبر أنه “حتى وإن شابتها بعض النقائص إلا أن الأخطاء من البشر وسيتم تجاوزها، كونها لم تكن بالحجم الذي عكّر صفو الحج”، مؤكدا بأن الوزارة تعمل مطابقة أساليب عملها مع التطور التكنولوجي، وهي ماضية في تبنّي خطوة العصرنة بما يحسّن أداء فريضة الحج. وفي في إطار زيارته الميدانية لولاية بومرداس، أشرف بلمهدي، على تدشين مسجد عبد الحميد ابن باديس بمدينة بودواو، والذي يتسع ل10 آلاف مصلي، كما وضع حجر الأساس لبناء مسجد آخر بمدينة بومرداس يتسع ل800 مصلي ويضم 3 أقسام للتعليم القرآني.