وسط تعزيزات أمنية مكثفة، تحسبا لأية احتجاجات مرتقبة، جرت أمس بقصر الرياضة بوهران، عملية القرعة لاختيار قائمة المستفيدين من حصة 600 مسكن الواقعة بحييي '' النور '' و '' الياسمين '' ، التي خصّصت لسكان حي '' بلانتير '' القصديري. تدفقت أمس، حشود غفيرة من سكان حي '' البلانتير '' على قصر الرياضة، وأسماعهم وأنظارهم مشدودة إلى ما ستسفر عنه عملية القرعة، التي حرمتهم من مساكن لائقة في عمليات التوزيع الفارطة. حيث احتج الكثير من المقصيين العام الماضي أثناء زيارة رئيس الجمهورية على هذه العملية، مطالبين بفتح تحقيق في عملية التوزيع التي وصفوها بالمشبوهة، لكن نتائج القرعة أمس التي أشرف عليها رئيس دائرة وهران بالنيابة، جاءت مخيبة للآمال لدى الكثير من سكان '' البلانتير '' ، حيث انفجرت قاعة قصر الرياضة بمجرد الإعلان عن النتائج. الملفت أن الاحتجاجات لم تصدر من طرف المقصيين فحسب، بل امتدت حتى إلى المستفيدين، الذين أعربوا عن تذمرهم، إزاء الشقق الضيقة من غرفتين و3 غرف التي ظفروا بها؛ كونها لا تستطيع استيعاب العدد الكثير لأفراد العائلة، هذه النقطة بالذات كانت في كل مرة الشرارة التي تشعل فتيل الأزمة. هذا وقد عرفت عملية الإفراج عن قائمة المستفيدين، تأخرات في كل مرة؛ خوفا من انزلاق في الوضع والتشويش على بعض المواعيد الهامة التي احتضنتها عاصمة غرب البلاد، كالحدث الثقافي الهام المتمثل في فعاليات المهرجان الدولي الفيلم العربي الذي احتضنته المدينة من 26 جوان إلى 3 جويلية من الشهر الجاري، هذا وستتم عملية ترحيل المستفيدين وهدم بيوتهم القصديرية يوم السبت المقبل، وهو ما يستدعي تسخير عدد معتبر من عناصر الأمن للسهر على السير الحسن للعملية، وتجنبا للكارثة التي حدثت العام الماضي، إذ دخل الكثير من المقصيين في مواجهات مع الشرطة، سجل على إثرها الكثير من الجرحى. يذكر أن بعض المصادر، أشارت إلى أن الحصة الإجمالية لعدد السكنات التي رصدت لسكان حي '' البلانتير '' كان من المفروض أن يصل إلى 920 وحدة سكنية، لكن تم تخصيص 320 منها للمتضررين من الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة بقوة 5,5 على سلم ريشتر، حسب التعليمات التي أصدرها والي الولاية.