حفتر يلتقي بوقادوم ويثنى على دور الجزائر الجزائر تتحرك في الداخل الليبي * كروش: زيارة لتشريح الأوضاع والمواقف قبل المغامرة بأي خطوة * العربي شريف: الأزمة معقدة.. لكن الجزائر تملك أوراقا رابحة تمهيدا لاستضافة الجزائر مبادرة المصالحة بين الفرقاء الليبيين، شرعت الدبلوماسية الجزائرية في التحرك في الداخل الليبي من أجل التنسيق بين أطراف النزاع لإنجاح مساعي تسوية الأزمة سلميا، حيث التقى، أمس، وزير الخارجية صبري بوقادوم، بمدينة بنغازي، المشير خليفة حفتر، في خطوة وصفها مراقبون تحدثوا ل“الحوار“، بالضرورية ولا بد منها لحلحلة الوضع وجس نبض الأطراف المتنازعة قبل المغامرة بأي خطوة قد يكتب لها الفشل المسبق . رضا ملاح والتقى وزير الخارجية صبري بوقادوم، صبيحة أمس، حسب بيان للمكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة، بالمشير خليفة حفتر، بمدينة بنغازي الليبية، حيث تندرج زيارة بوقادوم في إطار المساعي التي تبذلها الجزائر لتسوية الأزمة الليبية، واستضافة جولة حوار ليبي-ليبي لحل الأزمة وإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، كالسبيل الأنسب لتجنيب ليبيا صراعات دولية وحروبا بالوكالة بين عدة أطراف يمكنها أن تمزق المنطقة ككل وتدخلها في حالة فوضى طويلة الأمد . وتباحث الوزير بوقادوم، الذي استقبل لدى وصوله لمطار مدينة بنغازي وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة بنغازي عبد الهادي الحويج، مع المشير خليفة حفتر الأوضاع السياسية في ليبيا، حيث ذكر المصدر أن المشير حفتر أثنى على دور الجزائر حيال الأزمة التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية الليبية، وعلى ما تبذله من جهود ومساعي حثيثة في سبيل تسوية الملف، كما تم مناقشة العلاقات بين الدولتين الجزائرية والليبية، ودور الجزائر الداعم لإعادة الاستقرار في ليبيا، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والجريمة”. وتأتي زيارة وزير الخارجية صبري بوقادوم إلى ليبيا، بعد قيامه بعدة محادثات وتحركات دبلوماسية حول ملف ليبيا مع دول فاعلة، وتتزامن، من جهة أخرى مع تقدم الجزائر بمقترح استضافة الجزائر مبادرة “المصالحة” على شكل حوار ليبي-ليبي، وهو المقترح المدون في البيان الختامي لاجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي، قبل أسبوع بدولة الكونغو، واشترطت أن تستجيب كافة الدول الفاعلة لإجراءات التهدئة والتجاوب مع المبادرة بالشكل الذي يسمح بإذابة الجليد بين الأطراف الليبية “المتناحرة” فيما بينها . .. إذابة الجليد وحول خلفيات الزيارة وأهدافها، يدرج الخبير عبد الحميد العربي الشريف، في تصريحات ل”الحوار”، خرجة وزير الخارجية صبري بوقادوم، في إطار محاولة الجزائر حلحلة الوضع والتواصل والتنسيق مع جميع الأطراف الليبية من أجل جس نبض المواقف وتشكيل صورة عن قرب تسمح لها بالتقدم أكثر في مبادرة تريد تجسيدها، داعيا إلى التعامل وبحذر والمحافظة على مبدأ “الموازنة” بين جميع الأطراف تفاديا لحدوث أي خلل في مسار التمهيد للمبادرة. الجزائر.. النفس العميق وبشأن نجاح الوزير بوقادوم في هذا المسعى، وبالأخص إقناع الأطراف الليبية بالانصهار في المبادرة، يقول بن حملات، إن ذلك يتوقف على حنكة وكفاءة الرجل الذي يدير الحوار والتفاوض، ليتابع “إذا تمكن الوزير بوقادوم توظيف بعض الأوراق التي في يد الجزائر سيتمكن من دون أدنى شك بإقناع المتخاصمين وإدارة الحوار”. من جانبه، يقول الخبير والمراقب الأممي السابق أحمد كروش، في تصريحات ل”الحوار”، إن الهدف من الزيارة واضح ومنتظر، ويقصد التواصل مع أحد طرفي الصراع لإقناعه بجدوى المقترح الذي تسعى الجزائر لتجسيده، كما يدخل في إطار العمل الدبلوماسي المعروف لجس النبض وتقريب وجهات النظر للتقدم أكثر، كما يؤكد كروش أنه مع بداية تأجيج الوضع وودخول الجزائر على الخط وبقوة، الكل تخوف من عدم امتلاك الدبلوماسية الجزائرية للنفس العميق في أزمة دولية معقدة . ويواصل متحدث “الحوار” ما دام قطعت الجزائر عهدا على نفسها للعب دورا محوريا، غير منتظر أن تتراجع إلى الوراء والدليل ما يقوم وزير الخارجية الذي يحاول التحرك في جميع الاتجاهات إقليميا، قاريا ودوليا، فيما علق على مدى نجاح المبادرة المقترحة في اجتماع اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقي: “أي مبادرة أو محاولة محكومة عليها إما بالنجاح أو بالفشل، وهذه هي الدبلوماسية فن الممكن، لكن ما يقوم به الآن بوقادوم من تحركات جد إيجابي، فعلى الأقل يتيح للجزائر تشكيل صورة عن قرب وتقدير حجم المشكل وتصور الإمكانيات والسبل الممكنة”.