أجمع المشاركون في الملتقى الدولي الذي احتضنته الجزائر مؤخرا على مدار ثلاثة أيام والذي تمحور حول ''التسامح في الإسلام''، أن الدين الإسلامي أكبر من أن يقترن بصفة العنف، مستشهدين بتلك الصور التضامنية والتسامح الفعلي مع أهل الكتاب والديانات الوضعية باعتبار أن الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر. وبالمناسبة استعرض الدكتور حسين رئيس أستاذ الحضارة والفقه الإسلامي بمعهد الإمام الغزالي بمسجد الكبير بباريس، من خلال محاضرته ''التسامح من خلال النصوص المرجعية للإسلام'' بعض الآيات القرآنية بإيجاز والتي تتصل بموضوع التسامح. بعدها عرج على السيرة النبوية الشريفة، مذكرا ببعض المواقف التي قام بها بعض الفاتحين للبلدان غير الإسلامية المتعلقة بالتسامح بشكل عام وكذا تسامحهم مع أهل الذمة وأسقط ذلك على مستجدات العصر. وعلى صعيد مماثل أوضحت الدكتورة زينب بوصبيعة في مداخلتها المعنونة ب ''الأندلس مثال فريد للتسامح'' أن الإسلام دين تسامح على مستوى القول والتشريع وعلى مستوى الفعل والتطبيق. وأضافت أن التاريخ الإسلامي سجل نماذج من تسامح المسلمين مع أهل الذمم الأخرى من النصارى واليهود، وأبرزت الدكتورة أن مفهوم التسامح في أبلغ معانيه مصطلح تجذر في عمق التراث الإسلامي هذا الدين الذي احتوى الآخر بإقراره مبدأ التعاون بين الناس دون استثناء. من جهته أشار بيار بيدار أستاذ بجامعة بوردو 2 بفرنسا إلى أن كلمة تسامح مرتبطة بشكل جلي بمصطلح الدين الإسلامي والذي وردت فيه العديد من الآيات التي تتحدث عن التسامح والإخاء وحب الآخرين، مستشهدا بما جاء في صورة العنكبوت الآية 46 ''لا تجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن''، مضيفا أن موضوع التسامح مرتبط بحرية الديانات وكذا تعددها، وأنه مرجع لتعدد الثقافات. وختم بيدار حديثه بتأكيده ان الدين الإسلامي استطاع أن يوحد الأمم وأن يزرع فيهم حب الإخاء واحتواء الآخر.