يبدأ المنتخب الوطني اليوم في سلك آخر درب يؤدي إلى مونديال جنوب إفريقيا و''كان'' أنغولا 2010 من خلال مواجهته للمضيف الرواندي برسم الجولة الأولى للتصفيات المركبة. وتنتظر أشبال الناخب الوطني رابح سعدان مهمة جد شاقة خاصة وأن المنافس سيستفيد من العاملين التقليديين الأرض والجمهور، حتى أنه اعترف بصعوبة الامتحان، وقال سعدان في هذا الشأن ''عناصر رواندا تتسم بالانسجام كون غالبيتها من اللاعبين المحليين التي تعرف بعضها البعض جيدا، كما تميل للجانب الاستعراضي، وتعتمد على دعم الجمهور''. مضيفا ''لست متخوّفا من المنافس، ولكن عناصري إذا ما طبقت التعليمات حرفيا، وخاضت النزال بهدوء وتركيز مناسبين، فستصل حتما للهدف المسطر، والذي نريده فوزا لم لا''، وتابع سعدان كلامه بأنه منشغل بأمر القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني، طالما أن حيوية وفعالية المهاجمين ستنعكس إيجابا على المنتخب، بخلاف جبهتي الدفاع ووسط الميدان التي جزم بكفاءتهما وارتياحه منهما. للذكر لم يسجل ''الخضر'' أي فوز خارج القواعد خلال مباريات الدور الأول، ناهيك عن كونهم لم يوقعوا أي هدف في معاقل السنيغال أو غامبيا أو ليبيريا، وهو ما أثار انتباه وتوجّس سعدان، وإذا كان هذا الأخير يحذوه تفاؤل مشوب بالحذر بشأن نتيجة المباراة، فإن التقني الكرواتي برانكو توشاك مدرب رواندا رفع التحدي وأعلنها صريحة بأن قهر ''الخضر'' سيعبّد الطريق نحو إنجاز تاريخي مرادف لافتكاك تأشيرة المونديال، متيمّنا في ذلك بالمشوار الطيب لأشباله خلال الدور الأول لاسيما بعد أن قلّموا مخالب العملاق المغربي بكيغالي 3-1. وقبيل نزال اليوم الذي سيقام على الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي الموافق للساعة الثانية والنصف بعد الظهر بالتوقيت الجزائري، كان ''الخضر'' قد حلوا برواندا المتواجدة في الجهة الجنوبية لوسط القارة السمراء عشية الأربعاء الفارط بعد سفرية جوية عبر طائرة خاصة دامت قرابة 6 ساعات نصف، أجروا إثرها حصة خفيفة للاسترخاء حينما وصلوا إلى الفندق، وقام سعدان صباح أول أمس بتجميعهم ضمن حصة نظرية عرض فيها شريط فيديو لإحدى المواجهات السابقة لرواندا، وفي المساء تدربوا بملعب ملحق معشوشب اصطناعيا، فيما تمرنوا أمس ووضعوا آخر الروتوشات، ودارت الحصة على الساعة الرابعة مساء وبالميدان الرسمي للمواجهة التي سيديرها صاحب البذلة السوداء البنيني كوفي كوجيا وهو حكم مثل إفريقيا في مونديال ألمانيا ,2006 وأدار نهائي ''كان'' غانا 2008 بين مصر والكاميرون. أصداء من كيغالي ''اليتيمة'' تكتفي بالنقل المسجّل للمباراة سيكتفي التلفزيون الجزائري بنقل مواجهة رواندا و''الخضر'' مسجلة سهرة اليوم، بعد عجزه عن لي ذراع مسؤولي قناة ''آرتي سبورت'' التي تمتلك حقوق النقل حصريا. وكانت إدارة ''اليتيمة'' قد دخلت مؤخرا في مفاوضات ماراطونية مع نظيرتها من فضائية الشيخ الملياردير السعودي صالح عبد الله كامل، ولكن هذا الأخير طالب بما لا يقل عن مليون دولار أي ما يقارب 7 ملايير سنتيم لنقل المواجهة على المباشر، وهي قيمة شق على أهل ''اليتيمة'' تسديدها، فاكتفوا بخفضها مقابل تحصيل حقوق النقل المسجّل. حطام كأس مهشمة يحرم زاوي من المشاركة في شق آخر، تعرّض المدافع سمير زاوي أول أمس لإصابة في قدمه بسبب حطام كأس مكسرة كان متناثرا فوق إحدى أرجاء فندق ''نوفوتال'' المتواجد به عناصر المنتخب الوطني. وعليه سوف لن يلعب مواجهة اليوم رفقة زميليه اللذين يشكوان من نفس العائق وهما عنتر يحي ومهدي منيري وكذا متوسط الميدان كريم زياني المعاقب والمصاب أيضا، فيما تبقى مشاركة زميله المهاجم رفيق صايفي معلّقة لنفس الداعي ولو أن هذا الأخير أعرب عن تحمسه وجهوزيته للمباراة، بخلاف المدافع مجيد بوقرة الذي كان مصابا ولكن الطبيب أكد تعافيه وعليه فسيخوض الغمار. ولد صادي وزفزاف ينحران بقرة ويتصدقان بها لفقراء كيغالي ولجأ العضوان بالمكتب الاتحادي للفاف وليد صادي وجهيد زفزاف إلى اقتناء بقرة ونحرها وتوزيع لحمها على فقراء ومساكين وبؤساء رواندا، تقرّبا من المولى عز وجل، على أمل إنجاز ''الخضر'' لنتيجة طيبة في كيغالي. للإشارة هذان العضوان وبتكليف من الفاف كان قد قاما منذ شهر تقريبا بالسفر نحو رواندا أين عاينا كل المرافق والمنشآت الرياضية بهذا البلد، وجهزا أهم الترتيبات التي تريح ''الخضر'' وهو ما أثلج صدر الناخب الوطني رابح سعدان ووصفه بالسلوك الاحترافي للرجلين وكذا الاتحادية. زرابي يطفئ شمعته 30 في أدغال إفريقيا وتمتينا لروح التآزر في صفوف اللاعبين وأيضا تبديدا للضغط، قام الجهاز الفني بمعية تلاميذه أول أمس بإقامة حفل متواضع للمدافع خير الدين زرابي بمناسبة إطفائه للشمعة الثلاثين. زرابي للذكر من مواليد مدينة ورقلة ويلعب حاليا لنادي نيم المنتمي للقسم الثاني الفرنسي. قالوا عن المواجهة محمد بن حمو: نحن على أتم الاستعداد للمقاومة سبق لي أن كنت ضمن الطاقم الذي واجه رواندا عام ,2004 وقتها نازلنا منافسا شرسا، تحت طقس حار وفوق أرضية ميدان سيئة، كما تمكنا من افتكاك نقطة التعادل. حاليا أعتقد أن المعطيات تغيّرت سواء من ناحية النقاط التي أشرنا إليها أو طابع الحسابات، ما يهم اليوم هو تحقيق نتيجة إيجابية لتعبيد الطريق نحو مسيرة نريدها مظفرة، وأشعر بأن عناصر المنتخب الوطني على أتم الاستعداد لمقارعة الروانديين. الشريف عبد السلام: علينا ان نحسن التفاوض نحن والمنافس سنخوض غمار المواجهة على قدم المساواة، وحسب المعطيات المسبّقة التي لدينا، فإن اللعب في رواندا أفضل بكثير من بعض البلدان الأخرى المنتمية للقارة السمراء. يجب علينا أن ندرك بأن الروانديين سيرمون بثقلهم لتحقيق الفوز ولذا علينا أن نحسن إدارة التفاوض في سبيل إعاقتهم عن الوصول إلى هذا الغرض والعودة إلى القواعد بنتيجة إيجابية. لزهر حاج عيسى: أنا مدين للخضر أشعر وكأنني مدين للمنتخب الوطني، والسبب أنني تألقت كثيرا مع وفاق سطيف وأحرزت معه على عديد التتويجات، على عكس ذلك ما زالت مسيرتي مع ''الخضر'' توسم بطابع الاحتشام، وقد أجد تبريرها في كثرة الإصابات التي رحت ضحية لها عشية جل المواعيد التي كنت فيها على أهبة تمثيل الألوان الوطنية. في هذه المناسبة لياقتي البدنية حسنة ومعنوياتي مرتفعة وإذا ما أدرجني سعدان كأساسي أو في ثنايا المباراة، فسأكون في مستوى المسؤولية التي أسندت إلي بما يخدم مصلحة المنتخب الوطني. كريم مطمور: مواجهة رواندا ليست مصيرية صحيح أن تأهل الأشبال إلى المونديال سيحفز بقية لاعبي منتخبات الفئات الأخرى بما فيها الأكابر، ولكن علينا أن نضع في الحسبان أن مواجهة اليوم لرواندا ليست مصيرية، لأن المشوار فيه ست مباريات، وبالتالي لابد أن نلعب كل مباراة وفق المعطيات والحسابات الخاصة بها. وبشأن مردودي فوق الميدان، فقد اكتسبت شيئا من الخبرة في الملاعب الإفريقية، وهو مؤشر إيجابي يعينني أمام الروانديين، وسواء لعبت في وسط الميدان أو في القاطرة الأمامية، فأنا مستعد لأداء دوري كما ينبغي وإنجاز نتيجة حسنة.