وصف الشركاء الاجتماعيون ونشطاء في حقل التربية الدخول المدرسي المقبل بغير العادي، بسبب التجاذبات حول الكيفية التي يطبق بها البروتوكل الصحي، لضمان سنة دراسية آمنة للتلاميذ، في وقت تعود بعد الدول أدراجها التي فتحت مؤسساتها التعليمية في وجه التلاميذ، لعدم تمكنها من تجسيد البروتوكول الصحي وسط المدرسي، ونتج عن بروز موجة ثانية من فيروس كوفيد 19. نصيرة سيد علي :
وفي السياق، يتوقع رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، في حديثه ل " الحوار" الدخول المدرسي موسم 2020-2021، سيكون استثنائيا، بسبب ما أفرزته جائحة كورونا، التي قللت من شأن حركة المجتمع الدولي بأكمله، وقال بن زينة إن الدولة الجزائرية ملزمة بوضع برنامج شامل لضمان دخول مدرسي دون خطر، من خلال ابتكار مخطط صحي كامل المقاييس، متبوعا بطرق وأساليب تطبيقه ميدانيا، حتى لا يحدث كما قال لعديد الدول التي تعتبر رائدة في مجال الوقاية من الأوبئة، والتي فتحت مدارسها للتلاميذ وسرعان ما أعادت غلقها لأنها لم تستطيع ضبط رزنامة البرتوكول الصحي الذي أعدته لذلك، والجزائر التي لم تعهد هكذا ظرف صحي، وعليه يطالب الهيئات العمومية ذات الصلة بالدخول المدرسي الفطنة والحذر من أن يعرض المتمدرسين في ورطة صحية.
الدخول المدرسي مستبعد لحد اللحظة ..
وحول إمكانية تحديد موعد دخول المدرسي، قال علي بن زينة، إن ذلك قد يطول أمده، بالنظر للظروف التي تعيشها المنظومة التربوية، حيث بالأمس فقط يضيف بن زينة تم الانطلاق في تصحيح أوراق امتحان البكالوريا، وهذه العملية حسبه قد تستغرق إلى غاية منتصف شهر اكتوبر الداخل، كما تم تجنيد مدراء المؤسسات الابتدائية والتعليم المتوسط كرؤساء مراكز الإجراء، وباقي الطاقم التربوي تم توظيفه في ذات الغرض، ما يؤكد مرة أخرى أن الدخول المدرسي يبتم تأجيله لأجل غير مسمى لحد الساعة.
يجب وضع أكثر من 5 بورتوكولات صحية للتلميذ من جهة أخرى، قال الناشط التربوي، كمال نواري، في حديثه ل " الحوار" إن الدخول الاجتماعي سيكون صعبا، ووزارة التربية مجبرة على إعداد أربع أو خمس برتوكولات صحية لتأمين حياة التلميذ وأستاذه وكل ذي صلة بمدرسته، لأن الحديث عن البرتوكول صحي فقط داخل القسم لا يكفي بل لابد من أن نضع للنقل المدرسي والمطعم والساحة وكل مكان الذي يرتاده التلميذ في مدرسته بحاجة إلى برتوكول خاص به، كما يجب يقول نواري مراعاة التوزيع العادل للموظفين عبر المدارس، إذ المدرسة التي يدرس فيها 200 تلميذ يؤطرهم طاقم يكون تعداده كبير، لن يكون مستوى تطبيق البرنامج الصحي في مؤسسة بها 300 تلميذ بعدد المؤطرين قليل، خاصة المدارس التي تقع في مناطق الظل حيث لا حسيب ولا رقيب، ولا أمان على صحة أبنائنا التلاميذ يقول نوراي، إذ يصعب طريقة وكيفية مراقبة التلميذ، وقال نواري إن كل الاقتراحات الصحية المعروضة، إن لم تتوفر على شروط لتطبيقها لن يكتب لها النجاح، ومن بينها ضرورة إنشاء الديوان الوطني لتسيير المدارس الابتدائية، حتى تستقل بذمتها المالية، عوض ترك أمر تسييرها في يد المجالس البلدية، علما أن أغلب البلديات تعاني من عجز مدقع، فكيف لها تسيير مؤسسات التربوية التي تقع على إقليمها.
كما طالب نواري من الجهات الوصية على قطاع التربية، ضرورة إعادة النظر في المؤسسات التربوية، وكيفية توزيع التلاميذ عبر الأقسام تفاديا للإكتظاظ، حتى لا نسجل أية حالة مصابة بفيروس كورونا وبالتالي يصعب علينا عزل التلميذ وكيفية تدريسه.