* قسوم ل"الحوار": اللجنة العلمية ستأخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار أجمع عدد من المشايخ وعلماء الدين على ضرورة أن تتخذ السلطات العمومية، ممثلة في اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوضعية الوبائية، لاختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كوفيد-19، إجراءات من أجل إبعاد أي جدل ديني حول احتواء اللقاح الذي من المرتقب أن تقتنيه الجزائر على مشتقات الخنزير، خاصة أن الشروع في عملية التلقيح سيكون بعد أيام. من جهته، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، ل"الحوار" أن اللجنة الفقهية في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ستتصدى لهذا الموضوع، معبّرا عن يقينه بأن اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوضعية الوبائية لاختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كوفيد-19 ستأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات في اختيار اللقاح. وقال قسوم: "لم تطرح هذه القضية حتى الآن لأن مكونات اللقاح أو اللقاحات المختلفة ليست لدينا معطياتها الى الآن، عندما نتحصل على المعطيات حول هذه اللقاحات في ذلك الوقت نجسد طبقا للعلم والطب والفقه ما هو موقفنا من هذا الموضوع". وتابع: "حكومتنا تعلم بأنها ستتجه إلى مجتمع مسلم والمجتمع المسلم له خصوصياته ومكوناته ومقوماته تأخذ بعين الاعتبار في كل شيء حتى في الدواء، لذلك لا أود أن أسبق الأحداث وأقول يجوز أو لا يجوز، هذا ليس من اختصاصي، لكن اللجنة الفقهية في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ستتصدى لهذا الموضوع، لكن يقيني الخاص أن اللجنة العلمية الوطنية ستأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات في اختيار اللقاح، ولا أعتقد أن كل اللقاحات مبنية على هذا الأساس". وفي السياق ذاته، أضاف المتحدث: "المجتمع الجزائري يجب أن يطمئن ما دام عنده دولة تمثله وعنده لجنة علمية منطبقة على هذه الدولة التي دينها الإسلام، اللجنة هي التي ستتفاوض على كل هذه الجزئيات، بل الكليات التي هي أساسية بالنسبة إلينا.. لما يكون لقاح يحتوي على الكحول لا يمكن أنني أغامر به وأعطيه للمواطن المسلم، لكن ينبغي أن أجتهد في أن آخذ دواء خاصا منزوع منه المادة الممنوعة علينا مثل الخنزير، لكن تبقى الكلمة النهائية للطب أولا وللفقه ثانيا… نحن نملك أطباء وفقهاء سيبحثون الموضوع من كل جوانبه ويجيبون عن السؤال بكل طمأنينة وثقة… ونحن جاهزون لأي استدعاء في هذا الأمر". دهن الخنزير يقلق المسلمين من لقاحات كورونا وفي وقت سابق، أثارت عدد من وسائل الإعلام العالمية جدلا حول قلق علماء الدين، يتعلق بما إذا كان استخدام اللقاح مسموحا بموجب الشريعة الإسلامية، وخاليا من أية محرمات. وبينما تتسابق الشركات لتطوير لقاحات لجائحة كورونا، وتتسابق الدول لتأمين الجرعات اللازمة لمواطنيها، أثارت الأسئلة حول استخدام مشتقات لحم الخنزير المحرمة في الإسلام المخاوف بشأن احتمال تعطيل حملات التطعيم. وفيما يتعلق باللقاح الخاص ب "كوفيد-19" جرى استخدام الجيلاتين المشتق من لحم الخنزير على نطاق واسع كعامل استقرار لضمان بقاء اللقاحات آمنة وفعالة أثناء التخزين والنقل. وينبه الأمين العام للجمعية الطبية الإسلامية البريطانية الدكتور سلمان وقار إلى أن الطلب وسلاسل التوريد الحالية والتكلفة والعمر الافتراضي الأقصر للقاحات التي لا تحتوي على جيلاتين الخنازير "تعني أنه من المرجح أن يستمر استخدام المكون في غالبية اللقاحات لسنوات". أما المتحدث باسم شركة "فايزر" (Pfizer)، فيقول إن مشتقات الخنزير لا تدخل في إنتاج التطعيم الخاص بها، لكن محدودية عرض لقاح "كوفيد-19" والصفقات الموجودة مسبقا التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات مع شركات أخرى، تعني أن بعض البلدان التي بها عدد كبير من المسلمين، مثل إندونيسيا، ستتلقى لقاحات لم يتم اعتمادها بعد على أنها خالية من الجيلاتين. راضية. ش