أبدى مختار طيان الرئيس المدير العام لشركة"الريم"مختار طيان، استعداد الشركة لاستقبال الشباب المقاولين وأصحاب المؤسسات المصغرة، لتجسيد أفكارهم على أرض الواقع، مؤكدا في لقاءه مع مجلة"الحوار"، بأن الأبواب مفتوحة لدعمهم ومساعدتهم ومرافقتهم بكل الامكانيات المادية لاقتحام السوق.و دعا في السياق كل المؤسسات العمومية إلى خوض التجربة باعتبار المؤسسات الناشئة إضافة وقوة اقتصادية إذا أحسن استغلالها.مضيفا أن"آل-ريم" تعول على دخول أسواق جديدة على غرار المنشآت البترولية والفلاحية،وفتح فروع لها في كل من ورقلة وتمنراست. حاورته/سهام أغوبة * بداية،نريد تعريفا لشركة"الريم "،ونشاطاتها الاقتصادية في السوق الجزائرية؟ "الريم"،شركة اقتصادية،عريقة، يعود تواجدها، لسنة 1947،ولها مرجعية وطنية وعالمية، وأنا أصبحت رئيسا مديرا عاما للشركة،منذ سنة 2014، وقبلها كنت مديرتجاري ،أي أنا ابن هذه المؤسسة. وبالعودة للحديث عما أضافته شركة"الريم" للسوق الوطنية،فقد شاركت في الكثير من المشاريع المهمة، منها في قطاع المحروقات وفي تأمين الحدود مع الدرك الوطني. واليوم شقت"الريم"، طريقها لخوض تجربة جديدة، بهدف تطوير القطاع وذلك بالاستعانة بالمؤسسات الناشئة،تبعا للاتفاقية الموقعة،بين وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة، وهذا من أجل تطوير وتدعيم الشركات والاستفادة من قدرات الشباب. وفي نفس الوقت المساهمة في تقليص فاتورة الاستيراد وبناء النسيج الصناعي. * كيف تستعين شركة"الريم"بالمؤسسات الناشئة،وبم تدعمهم؟ شركة"الريم"،قامت بتطوير،فرع "بيفو"،أي "الرش المحوري"،وذلك بالتنسيق مع شركة"ايراكريس"،وهي فرع "الأنابيب". ومع الشركات ال مصغرة،بحيث تقوم شركة"أنابيب"، بإنجاز"البيفو"،فيما تكمن مهمة"آل-ريم"مع المؤسسات المصغرة،في تثبيت الألواح الشمسية على المحاور، ليكون هذا المحور مستقلا، لا يستعمل فيه الشبكة الكهربائية العمومية. ولهذه العملية عدة أبعاد، في مقدمتها اقديم المساعدة للفلاح البعيد عبر شبكة ربط الكهرباء، الاستفادة من الكهرباء بشكل متواصل ودائم، وذلك من خلال اللوحات الشمسية أو محطات مصغرة. فالفلاح الذي له محور أو محورين، يستعين باللوحات الشمسية. والفلاح الذي يحوز على خمسة وما فوق من المحاور، ننصب له محطة مصغرة. * إذا هدفكم الرئيسي هو مساعدة الفلاحين من خلال المؤسسات الناشئة؟ الهدف الرئيسي هو فك العزلة عن المناطق النائية، وتخفيض فاتورة الخزينة في عملية الربط،وعلى سبيل المثال، حينما تربط فلاحا ب50 كلم من الشبكة الكهربائية،أكيد ستكلف الخزينة العمومية غلافا ماليا كبيرا وعليه باستعمال منتوجنا سنقلص من هذه التكلفة المالية بشكل كبير. * ماذا عن مشاريع شركة "آل-ريم"المقبلة؟ سنذهب في سياق مشروع الانتقال الطاقوي، ونحو الطاقات المتجددة والنظيفة. والجزء الأهم، اليوم ، أن الشركة الوطنية، قد وجدت أرضية للمشاركة إيجابيا في تطوير المؤسسات المصغرة،وهذا بمثابة دفع قوي، للاقتصاد الوطني،سواء كان عن طريق المناولة أو المشاركة، وأذكر بأن الشراكة بين المؤسسات الخاصة والعمومية، كانت في الماضي القريب ضربا من الخيال، أما اليوم فقد تغيرت الأمور،واستعنا بالمؤسسات الناشئة الخاصة،وذلك بهدف تطوير الاقتصاد الوطني،خصوصا في حالتنا مع شركات ناشئة، حيث نعتبر ما نقوم به مغامرة،لكن مع هذا فإن شركة"آل -ريم" ستكون مثالا للشركات العمومية الأخرى،وذلك لاستعانتها بالمؤسسات المصغرة الشبابية،بل ستدفعهم لفتح أبوابها لهم، حتى يقدموا لهم المساعدة لتطوير أنفسهم والتوسع والتواجد في السوق،لاسيما وأن هؤلاء الشباب المقاول لديهم أفكارا، لم يجدوا بعد من يحتويهم ويتبناها. * ماهي أنواع الدعم الذي تقدمه "آل-ريم" للشباب والشركات الناشئة؟ "آل-ريم" تستقبل الشباب وتوفر لهم كل الإمكانيات، و المحيط المناسب ليشعروا بالراحة، ومن تم يجسدون مشاريعهم ويبدعون في أفكارهم. وبشأن التمويل فالشركة لا تمول الشباب ماليا، بل بالموارد البشرية والمعدات،وأوضح في السياق، عندما يرغب أي شاب في إطلاق منتج ما، فنحن من يوفر له المادة الأولية والأساسية من "حديد" أو" كابل" أو"آلات"، وحتى اليد العاملة. وبعد الانتهاء من صناعة النموذج، نساعده على دخول السوق، فنفتح له بهذه الطريقة، كل الأبواب مع المؤسسات العمومية الأخرى لتقتني منتجه. وألفت إلى أننا نجحنا في ثلاث عمليات من هذا النوع،كما أؤكد بأنه لو تم تعميم العملية على مستوى شركات وطنية أخرى ومجالات أخرى، أكيد سنصل لمستوى عال من حيث تطوير المؤسسات المصغرة، التي أعتبرها الحجر الأساسي لكل اقتصاد. * هلا عرفتمونا أكثر بفكرة"فابلاب"أو"فضاء الشباب؟ فكرة"فابلاب"، رؤية أمريكية، وهي عبارة عن فضاء يجتمع فيه شباب في مجال المقاولات، وأصحاب المؤسسات الناشئة، يلتقون ويتبادلون الأفكار، ويتعلمون مع بعضهم البعض ويجدون الحلول لكل المسائل وطبعا ينتجون نماذج. * وما هو الدور الذي تلعبه"آل-ريم" لتدعيم هذا الفضاء؟ شركتنا تقدم كل الدعم والخدمات للمشتركين،حيث نقدم لهم فضاء عمل، مجهز بالمعدات، بالمكاتب بوسائل ربروغرافي، ووسائل طبيعة ثلاثية أبعاد ووسائل الإعلام الآلي، فضلا عن السماح له باستعمال المواد الأولية من حديد ومحركات، وأجهزة وآلات مصنع الشركة، ليصنع منتجه. إضافة إلى ضمان التأطير التقني بمهندسينا،لاسيما وأن شركتا ربطت شراكة مع "إناد"، ما سمح بتدعيمنا بمؤطرين، يرافقون الشباب ويفتحون معهم جلسات للحديث عن أفكارهم وما يعيقها وأيضا الحلول. وألفت هنا إلى أن هذا الفضاء، مفتوح لأجل إيجاد حلول جديدة، ومبدأه جمع الشباب في مختلف المجالات، وتجسيد أفكارهم على أرض الواقع. * ماهي صيغة تعاملكم مع هؤلاء الشباب وهل تساعدونهم في تسويق المنتوج؟ أكيد استقبال الشباب في شركتنا و تأطيرهم وفتح باب الإبداع والإنتاج أمامهم تحكمه شروط، كوننا أيضا شركة اقتصادية، والطرفين سيحققان الربح.وعلى هذا الأساس،وقعنا معهم على معاهدة لتأطير علاقتنا. وفيما يخص تسويق منتجاتهم،فأكيد نحن نهتم بالشباب ونسهل عليهم العملية ونفتح له أبواب التسويق على مصراعيها. * وهل لقي فضاءكم إقبالا من طرف الشباب؟ مهمة شركتنا، تحقيق أهداف أصحاب المؤسسات المصغرة، في وقت قصير وبجهد صغير. وطبعا فضاءنا، لقي الإعجاب وقبول الشباب، حتى أن منهم من يبقى في فضاء الشركة، إلى الساعة الثانية صباحا ،لأنه يريدون تحقيق هدفهم وهذا نجاح بحد ذاته. لكن أقول في البداية كان إقبال الشباب متواضعا، وأعتقد أن السبب في فشل بعض التجارب السابقة لهؤلاء الشباب هو انعدام المرافقة والدعم، لذا أحسست بأن ما يقومون به معنا في بدايته كان بمثابة مشروع تدشين وليس انجاز، ولكن مع مرور الوقت وبعد رؤية النتائج الايجابية، والترويج لمنتجهم،وتحقيقهم للنجاح، زاد حماس الشباب وأخذوا الأمر بجدية، بل وتوسع إقبالهم على الشركة.وأشير إلى أن الإقبال من سكان العاصمة وما جاورها،أما من الولايات الأخرى، فنتمنى ذلك، وأبوابنا مفتوحة لهم. * وهل تعولون على فتح فروع لكم على مستوى ولايات أخرى من الوطن؟ فتح وحدات للشركة على مستوى ولايات أخرى لاستقبال الشباب، غير ممكن في الوقت الحالي ، فإذا فتحنا وحدات في الولايات أخرى، هذا سيكلفنا أموالا كبيرة، وهذا غير متاح حاليا، لذا أعتقد أن الشركة العمومية على اختلاف تخصصاتها ومجالاتها،بمقدورها أن تفتح،وتتجه نحو فتح مثل هذه الفضاءات كونها خبرة يستفيد منها الجميع. * وكيف تعايشت"الريم" مع جائحة كورونا؟ صحيح خلال جائحة كورونا أنجزنا مستشفى نموذجي، ،لنؤكد بأن هناك مؤسسة عمومية قادرة على إنجاز مستشفى نموذجي، وعلى تغطية حاجة الصحة العمومية واستقبال المرضى،وقد تم انجازه برفقة أربع مؤسسات مصغرة في ظرف 48 ساعة. * هل تأثر رقم أعمال الشركة بجائحة كورونا؟ رقم أعمال الشركة خلال السنوات العادية، أي قبل جائحة كورونا تراوح بين 4 و5 مليار، لكن بعد دخولنا في الجائحة، تراجع هذا الرقم، حتى أننا وجدنا أنفسنا مجبرين على توقيف بعض العمال. * على ذكر النجاح، أكيد لديكم نماذج عن تجارب ناجحة بمنتجات الشباب؟ أكيد لدينا العديد من النماذج، ولعل من بين أفضل ستة نماذج ناجحة، نموذج "الكرسي المتحرك" الحاصل في ألمانيا على شهادة الموافقة، إضافة إلى"آلات تحويل البلاسيتك والنحاس". * ماهي الفائدة التي تجنيها شركتكم من مرافقة هؤلاء الشباب؟ هؤلاء الشباب استفادوا من خدماتنا، وعليه الشركة ستستغلهم وستستفيد منهم وتعتمد عليهم، لهذا فتحنا لهم باب العمل معنا على مستوى فرع صيانة معداتنا، وصراحة تدخلهم في صيانة معداتنا مجدي ونافع، وسجل فعالية كبيرة من الأداء ونوعية العمل، بل اكتشفنا بأن شباب الجزائر أفضل من الأجانب. * هل تفكرون بدخول سوق جديدة وخوض غمار مشاريع مستقبلية؟ المشاريع المستقبلية التي نتطلع إليها،هو دخول سوق جديدة، تستطيع أن تعمل فيها الشركة،حيث من غير الممكن أن نبقى محصورين في المعدات المعدنية والبنايات والهياكل،لذا نفكر في دخول سوق آخر على غرار سوق المنشآت البترولية والطاقة والفلاحة. وألفت إلى أن المؤسسة تدرك بأنها تنتج الثروة وتنشط في التجارة ولها القبول لخوض غمار قطاعات جديدة. * وهل ستفتحون فرعا لشركة"آل -ريم"بالجنوب الجزائري؟ حلمي خوض نفس التجربة في الجنوب ومناطق الظل، وقد بدأنا خطواتنا نحو ذلك، على مستوى ورقلة وتمنراست حيث ومع نهاية سنة سنقوم بتدشين فروعنا، كون ورقلة وحاسي مسعود غنية بالنفط و،تمنراست، منطقة فيها الثروة الجوفية والرخام ومعادن الذهب وقريبة مع حدود إفريقيا الوسطى، وهذا حلمي وإن شاء الله نحققه، وطبعا بتحقيقه سأحقق حلم الشباب عبر مناطق الظل، وطبعا لما يرون أنفسهم بأنهم حققوا أحلامهم،أكيد سيزيد حماسهم وسيقدمون أفكار جديدة ومفيدة. * هل من كلمة للشباب المقاول وأصحاب المؤسسات الناشئة؟ أقول لهم، نحن سنرافق هؤلاء المقاولين الشباب وسنساعدهم لإنتاج أول نموذج لهم، ولكن عليهم أن يصمدوا في السوق ويقاوموا، لأن هناك مقاومة كبيرة لاسيما وأن السوق الجزائرية تخاف الإنتاج الوطني. وبالمقابل أنصح مسؤولي المؤسسات،مد يد العون لهؤلاء الشباب، وأن يضعوا فيهم الثقة وفي منتجهم. وأعتقد أنه يجب أن نعطي فرصة للمنتج الجزائري، ويجب أن نتقبله، ونتجاوز أخطاء البداية،لأن كل عمل يحمل في بدايته أخطاء، حتى المستوردة تحمل أخطاء في بدايتها، وعليه أكرر، يجب أن نساند هؤلاء الشباب وندعم الانتاج الوطني ونسوقه، وفي نفس الوقت نطوره ونصححه،وأكرر قولي،يجب أن نغامر لننجح، فنحن غامرنا لكن حققنا نتائج. * كلمة لزملائكم في المؤسسات الاقتصادية وللجهات المعنية؟ يجب أن نكون متفائلين، وننسى التجارب السيئة ولا نعتبرها أبدا عائقا، بل حافزا للشباب، لبناء أنفسنا ومستقبلنا، وإبراز قدراتنا ومواهبنا، والخروج من الظل، وعليه نتمنى من الجهات المعنية، تقديم كل التسهيلات القانونية، للمتعاملين لإنشاء مؤسساتهم،لاسيما وأن الدولة قد وضعت قوانينا لاحتوائهم .