وداد بلهوشات الرئيسة المديرة العامة لشركة "كاش" للتأمينات، واحدة من بين 100 أقوى سيدات الأعمال في المنطقة خلال 2020، حسب مجلة "فوربس الشرق الأوسط، تقود شركة "كاش" للتأمينات التي فاق رقم أعمالها 9 مليار دج سنة 2018. وتعتبر شركة "كاش" للتأمينات رائدة في مجال التأمينات التي تغطي الحوادث ذات الخطر الكبير بحيث تقدم تأمينات لمختلف المؤسسات الاقتصادية و الصناعية. كما بدأت مؤخرا في ولوج مجال التأمين على السيارات و المنازل. وفي هذا اللقاء الذي جمعها بمجلة"الحوار الجزائرية"، تحدثت وداد عن تداعيات جائحة كورونا على شركة"كاش" على غرار باقي شركات قطاع التأمين،والتي أدت لأول مرة إلى تراجع في حجم أعمالها. غير أنها ظلت صامدة في وجه الظروف لتصنع بذلك الاستثناء و لتظل "كاش للتأمينات" شركة مرجعية في سوق التأمينات الجزائرية، دائمًا في خدمة زبائنها. حاورتها/سامية حميش * كيف تقيمون أداء قطاع التأمين في2020، في ظل تفشي وباء كورونا؟ شهد قطاع التأمين في الجزائر سنة 2020 لأول مرة، منذ أكثر من عقدين، تراجعا في حجم الأعمال بنسبة 6,1 ٪، مقارنة بعام 2019، نتيجة تداعيات التراجع في النشاط الاقتصادي، والتي تفاقمت مع ظهور وباء فيروس كورونا. بالأرقام، تقدر المداخل الاجمالية لسوق التأمين لعام 2020 بحوالي 137,5 مليار دج، مقابل 146,3 مليار دج، أي بخسارة تقارب 9 مليار دج، مقارنة بعام 2019. أما حسب الفروع، فماعدا فرع التأمين ضد الحرائق والمخاطر المختلفة الذي سجل زيادة متواضعة بنسبة 1.3٪، فقد شهدت باقي الفروع نسب انخفاض متفاوتة. ففرع التأمين ضد الحوادث، الذي يشكل ما يقارب 92٪ من إجمالي سوق التأمينات، تأثر بشدة، حيث سجل 125,5 مليار دينار جزائري، أي بنسبة انخفاض 5,1 ٪ مقارنة بعام 2019، كما تقلصت حصيلة فرع تأمين السيارات، الذي يمثل 50 ٪ من سوق التأمين على الممتلكات والتأمين ضد الحوادث، بنسبة 9,2 ٪، بسبب وقف استيراد المركبات الجديدة، مثله مثل فرع النقل، الذي شهد انخفاضا بنسبة 5,1 ٪، جراء الانخفاض الذي عرفه حجم المبادلات التجارية. أما فيما يخص التأمين على الأشخاص، فسجل التأمين على الحياة والتأمين الصحي، في عام 2020، انخفاضًا بنسبة 15,2 ٪، مقارنة بإنجازات عام 2019 ولكن أكبر نسبة انخفاض عرفها الفرع كان في مجال التأمين على السفر، بسبب توقف إصدار التأشيرات بعد غلق الحدود وتعليق الرحلات وإلغاء مناسك الحج والعمرة. تأثير الأزمة الصحية على أداء قطاع التأمينات، مثله مثل جميع الأنشطة الاقتصادية، كان خلال الموجة الأولى من الجائحة، والتي شهدت تطبيق الحجر الصحي الشامل منذ منتصف مارس، وهو ما يفسر تراجع سوق التأمين، بجميع فروعه، بنحو 12.5٪ خلال السداسي الأول، وعلى الرغم من الانتعاش الطفيف الذي عرفه القطاع خلال النصف الثاني، إلا أن العجز لم يتقلص كثيرا، فإلى غاية 30 سبتمبر 2020، شهد سوق التأمين انخفاضًا بنسبة 8٪، وبلغ حجم مبيعاته 105.7 مليار دينار، مقابل 114.8 مليار دينار في نفس الفترة من سنة 2019. * كيف تمكنت كاش للتأمينات أن تصنع الاستثناء وتسجل نتائج إيجابية في هذا الوضع الاستثنائي؟ الوضع الاستثنائي المترتب عن الأزمة الصحية وجب علينا التأقلم معه وذلك بوضع ترتيبات استثنائية كالعمل عن بعد لمزاولة النشاط والابقاء على علاقتنا مع زبائننا وشركائنا. وبالرغم من انخفاض وتيرة نشاطاتنا، خاصةً فيما يتعلق بالتحصيل المالي، فجائحة كورونا لم يكون لها تأثير على حصصنا السوقية وحجم الصفقات المبرمة خلال سنة 2020، حيث تمكننا من تجاوز توقعاتنا المدرجة قبل بداية السنة. بالفعل،فرغم الوضع الصعب الذي مر به قطاع التأمينات في الجزائر سنة 2020، فقد نجحت كاش للتأمينات في تأكيد الاتجاه التصاعدي لنتائجها الفنية والمالية التي كانت قد استعادتها في عام 2019، حيث سجلت رقم أعمال ب 14 مليار دينار، أي بنمو بأكثر من 10٪ مقارنة بعام 2019، كما حققت ربحاً صافياً تجاوز 671 مليون دينار، أي بزيا د ة % 65 مقارنة بعام 2019. كل هذه النتائج الإيجابية كانت بفضل ثقة شركائنا التقليديين وزبائننا الجدد، وأيضاً بفضل الجهود المبذولة من طرف فرقنا على كل المستويات، من أجل تجديد حصصنا السوقية والمحافظة عليها، وذلك عبر تعزيز ريادتنا في مجال المخاطر الكبرى وترسيخ مكانتنا في فرع الحرائق والمخاطر المتنوعة. * الحجر الصحي أظهر ضرورة الرقمنة في التعاملات داخل وبين المؤسسات. كيف تعاملت كاش مع هذه الوضعية؟ الوضع الاستثنائي المترتب عن الجائحة فرض علينا إيجاد حلول بديلة للحفاظ على استمرارية العلاقة مع شركائنا وتقديمهم نفس نوعية الخدمات من حيث إبرام وتجديد العقود أو التصريح بالأضرار، دون أن تتعرض حياة أي طرف للخطر، باللجوء إلى العمل عن بعد، من خلال الاعتماد على نظام معلوماتي يضمن الربط بين جميع هياكلنا، وذلك بفضل فرقنا الشابة التي تتقن جيدا تقنيات التواصل الجديدة واثبتت بذلك أن مزاولة مهامها ليست مرتبطة بالضرورة بالعمل الحضوري. من خلال هذه التجربة، تعززت قناعتنا بنجاعة روايتنا الإستراتيجية، التي بدانا في تجسدها في 2019 والتي تهدف إلى التقرب أكثر من زبائننا، عبر إعادة النظر في تشكيلة البوابة الالكترونية للشركة، لجعلها واجهة حقيقية، سواء للترويج لصورتها ولمنتجاتها، أو للإدارة التفاعلية لعلاقاتها مع المؤمنين، خاصة، من حيث الحصول على الأسعار والدفع الإلكتروني والتصريح بالأضرار. باستحداث هذه المنصة الجديدة، فقد خطت كاش للتأمينات خطوة كبيرة في مسار التحول الرقمي الذي باشرته منذ 2019. * ما أهم تحديات ورهانات قطاع التامين في المستقبل؟ هناك العديد من التحديات والرهانات يستوجب على منظومة التامين في الجزائر ان تحسم فيها على المديين القريب والمتوسط، في ضل احتدام المنافسة نتيجة انكماش حجم المبيعات: أول التحديات هي هيكلة السوق وأخلقته، بإقامة منافسة نزيهة على أساس الأداء من حيث جودة ونوعية الخدمات ومدة تسديد التعويضات وليس على أساس الأسعار التي بإمكانها زعزعة التوازنات المالية الهشة للشركات ثاني التحديات تكمن في القدرة على تنويع عروض الخدمات المطروحة، في ضل الركود الذي تعرفه المنظومة الاقتصادية الوطنية، لاعتمادها شبه كلي على النفقات العمومية ثالث التحديات التي تواجهها سوق التأمينات في الجزائر هي توسيع وعاء المؤمنين وذلك عبر عمل تحسيسي يهدف إلى ارساخ ثقافة التامين لدى المواطنين كوسيلة حماية وضمان بعيداً عن الالزامية. ولكن وبالرغم من هذه الصعوبات الظرفية، فالخبراء والفاعلين مجمعون على أن منظومة التامين في الجزائر ما تزال لديها هوامش نمو معتبرة. استحداث عروض مناسبة للمؤسسات الناشئة التي تراهن عليها السلطات العمومية لإعادة تحريك وتنويع الاقتصاد الوطني، إدراج التامين ضد المخاطر التي تمس الأنظمة المعلوماتية للشركات والبث في تطبيق نظام التكافل المطابق للتعاليم الاسلامية، تشكل جزءا من هذه الفرص المتاحة وغير المستغلة التي يمكن أن يراهن عليها القطاع لاستعادة وبعث ديناميكية النمو، مما يسمح له بالمساهمة الفعالة في تمويل الاقتصاد الوطني. * كيف ستتعامل "كاش" للتأمينات مع استمرار الأزمة وغياب بوادر الانتعاش الاقتصادي؟ في ظل اشتداد المنافسة نتيجة انخفاض الأقساط المطروحة في السوق بفعل الازمتين الاقتصادية والصحية، فقد أصبح من الضروري إعادة النظر في استراتيجيتنا لتحقيق اهدافنا الرئيسية المتمثلة في تحسين جودة خدمات الشركة وتحسين نتائجها الفنية والمالية. فبالإضافة إلى العمل على تعزيز ريادتها في مجال المخاطر الكبرى، فقد قامت "كاش" للتأمينات بتسريع عملية تنويع عروضها لتشمل تغطية المخاطر ذات الصلة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذا المهن الحرة والأفراد،من خلال تقديم ضمانات تناسب كل فئة، بتكلفة تنافسية لجميع المخاطر الجماعية المتعلقة بنمط حياة المؤمن. الابتكار والتنويع في المنتجات والخدمات المطروحة، وانجاح مسار التحول الرقمي الذي بدانا في تجسده، وتحسين نظام حوكمتنا،هي المحاور الاساسية التي تعتمد عليها استراتيجيتنا للحفاظ على أدائنا الفني والمالي، مما سيسمح لفرقنا أن تكون قادرة على التكيف مع الأوضاع، لكي تظل "كاش للتأمينات" شركة مرجعية في سوق التأمينات الجزائرية، دائمًا في خدمة زبائنها. …………………………………. * من هي وداد بلهوشات؟ وداد بلهوشات الرئيسة المديرة العامة لشركة "كاش" للتأمينات، واحدة من بين أقوى سيدات الأعمال في المنطقة خلال 2020، حسب مجلة "فوربس الشرق الأوسط" حيث احتلت المرتبة 88 ضمن 100 امرأة من رائدات الأعمال. لطالما كانت وداد من المتفوقين في دراستها فبعد حصولها على شهادة البكالوريا، التحقت سنة 1992 بالمعهد الوطني للتخطيط و الإحصاء ببن عكنون في الجزائر العاصمة، أين زاولت دراستها هناك لمدة 5 سنوات لتتخرج منه سنة 1997 بشهادة مهندس في التخطيط و الإحصاء. وداد لم تكتفي بهذا و حسب بل تابعت دراستها في معهد تحويل التنمية للمغرب العربي بتونس لمدة عام تخصص تأمينات. قبل التحاقها بشركة كاش للتأمينات تقلدت عدة مناصب في الشركة المركزية لإعادة التأمين بالجزائر العاصمة من بينها منصب مديرة في ذات الشركة إلى غاية يومنا هذا.