* سوق التأمينات عرف تضررا كبيرا نتيجة لجائحة كورونا، خاصة التأمين على السيارات الذي يمثل أكثر من 60 % من نشاط قطاع. أكد حمزة عربان رئيس قسم تأمين السيارات على مستوى شركة saa بأن الأزمة الصحية التي مرت بها البلاد على غرار دول العالم، ألقت بظلالها على سوق التأمينات بالجزائر،فقلصت نشاطاتها وثبطت خدماتها لفترة ليست بالقليلة، خاصة على مستوى تأمين السيارات،حيث تعد الشركة الوطنية للتأمين Saa المهيمنة على هذا الفرع، مضيفا أن الشركة كانت قد قامت سالفا بإبرام عقود تأمين مع عدة مصانع لتركيب السيارات، قبل أن يتوقف الانتاج بها، مما أثر بصورة مباشرة على رقم أعمالها، إلا Saa و في اطار استراتيجيتها الجديدة تسعى الى توسيع مجال تغطية فروع التأمين، بالدخول بقوة في مجال تأمين المؤسسات و الأخطار الكبرى، في انتظار عودة نشاط وكلاء السيارات و كذا الحياة الاقتصادية الى طبيعتها بانتهاء هذا الوباء. حاورته/سامية حميش مرت شركات التأمين بظروف استثنائية واكبت جائحة كورونا ووضعت قطاع التأمين ككل في تحدي،.. هل لكم أن تحدثوننا عن وضعية شركة saa في الوقت الراهن؟ ان الأزمة الصحية التي مرت بها البلاد في ظل جائحة كورونا و التدابير الوقائية المتخذة من قبل الدولة للحد من انتشار الوباء، خاصة الحجر المنزلي الكلي أو الجزئي الذي فرض سابقا و لا يزال العمل به ساريا على مستوى العديد من ولايات الوطن، مما أثر سلبا على نشاط الشركة الوطنية للتأمين Saa كغيرها من الشركات الاقتصادية، بحيث سجلت انخفاضا ملموسا لرقم الاعمال مقارنة بسنة 2019 و ارتفاع مبلغ أقساط التأمين غير المحصلة نتيجة لآثار الركود المالي و الاقتصادي لتداعيات الأزمة الصحية. حاليا و بظهور اللقاح و مع تسجيل انخفاض في عدد الاصابات و الوفيات الخاصة بجائحة كورونا،ومع تخفيف تدابير الحجر الصحي و إلغائه في العديد من الولايات إضافة الى صدور قانون المالية 2021 الذي تضمن في أحكامه الغاء المادة 84 من قانون المالية لسنة 2020 في ما يتعلق بالرسم على السيارات و الآليات المتحركة،أدى الى ارتفاع محسوس لأقساط التأمين المحصل عليها في اطار التأمين على السيارات بالنسبة لشهر جانفي و فيفري لسنة 2021 في انتظار عودة نشاط وكلاء السيارات و كذا مصانع تركيب السيارات. حيث سجلت الشركة الوطنية للتأمين SAA , خلال شهري جانفي و فيفري 2021 ارتفاعا بمعدل 5% من مجمل الأقساط المحصلة عليها في مجال التأمين على السيارات مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
* ماهي أكثر المجالات التي تأثرت في سوق التأمين، سوق السيارات، تأمين المشاريع أم تأمين السفر والأشخاص؟ على العموم فان سوق التأمينات عرف تضررا كبيرا نتيجة لجائحة كورونا و هذا على جميع فروع التأمينات، و بالخصوص التأمين على السيارات الذي يمثل أكثر من 60 % من نشاط قطاع التأمينات و هذا نتيجة الحجر المنزلي سواء الكلي الذي كان مفروضا على ولاية البليدة بصفتها الولاية المسجل بها الحالات الاولى للوباء قصد احتوائه أو الجزئي الذي فرض على باقي ولايات الوطن هذا من جهة، و من جهة أخرى تجميد نشاط مصانع تركيب السيارات، مع تعليق نشاط وكلاء استيراد السيارات، تجميد نشاط نقل المسافرين و البضائع بالإضافة الى إلزام شركات التأمين على تحصيل الضريبة على السيارات و الآليات المتحركة، الأمر الذي أدى الى تراجع رقم أعمال الشركة الوطنية للتأمينSaa . تجدر الاشارة الى ان فرع تأمين السيارات فقد حوالي 12 %من مجمل رقم الأعمال حتى نهاية 2020 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019 . خلال سنة 2020 , عرف سوق التأمين في الجزائر تراجعا في نسبة رقم الأعمال مقارنة بالنسبة لسنة 2019, حيث قدر الانخفاض ب 6,1 بالمئة و هذا ما يعادل 8,78 مليار دينار جزائري حيث عرف التأمين الأضرار تراجعا بنسبة 5,1 بالمئة أي ما قيمته 6,72 مليار دينار جزائري, كما عرف نشاط التأمين على الأشخاص بما في ذلك تأمين السفر انخفاض بنسبة 15,2 بالمئة أي ما يعادل 2,14 مليار دينار جزائري. * آلاف الزبائن جمدوا عقود التأمين أو قلصوا في نوعية الضمان من التأمين الشامل إلى تأمين جزئي ،خاصة بالنسبة لأصحاب الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأصحاب المركبات، وذلك في أعقاب الخسائر والصعوبات المالية المترتبة على جائحة فيروس كورونا، كيف أثر ذلك عليكم؟ فعلا لقد أثرت تداعيات جائحة كورونا على أرباح و رقم أعمال الشركة الوطنية للتأمين Saa فبعض الزبائن و المكتتبين بالإضافة لبعض الشركات و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة فضلوا تجميد عقود تأمينهم او عدم تجديدها مع التريث الى غاية انتهاء فترات الحجر و انتظار عودة الحياة الى طبيعتها، الأمر الذي عرّض الكثير منهم لخطر الوقوع في حوادث ينجر عنها أضرار وخسائر جزئية أو كلية للممتلكات الغير مؤمنة، هذا من جهة، و من جهة اخرى فضل العديد من المكتتبين تقليص ضمانات التأمين من تأمين شامل كل الأخطار الى تأمين شامل محدود بتسعيرات منخفضة أو اللجوء الى جملة العروض و الضمانات الجديدة المقترحة من قبل الشركة الوطنية للتأمين Saa، الأمر الذي أدى في كلتا الحالتين الى المساهمة في انخفاض رقم أعمال الشركة.
* ماهي الحلول التأمينية التي اقترحتموها لتغطية المخاطر والخسائر جراء الأزمة الصحية السائدة؟
لعبت الشركة الوطنية للتأمين Saa دورا إنسانيا و اقتصاديا في ظل جائحة كورونا من أجل تقليص تداعيات هذا الوباء في خضم تدابير الحجر الصحي الذي كان مفروض على جميع ولايات الوطن، وارتأت الشركة الوطنية للتأمين وجوب المحافظة على ضمان الخدمة و المداومة في مزاولة نشاطها على مستوى جميع وكالاتها التجارية المتواجدة على كافة التراب الوطني مع مراعاة التطبيق الصارم للبرتوكول الصحي المعتمد، و هذا لتسهيل ابرام عقود التأمين أو تجديدها، إضافة إلى امكانية توصيل العقود المبرمة الى مكان اقامة الزبائن. فيما يتعلق بالحجر الصحي الذي كان مفروضا على ولاية البليدة، لم تتخل الشركة الوطنية للتأمين على زبائنها، فبالنسبة لعقود تأمين السيارات المنتهية صلاحيتها خلال فترة الحجر، بادرت الشركة الوطنية للتأمين saa الى التمديد التلقائي و الضمني لفترات تغطية كل تلك العقود المنتهية صلاحيتها في تلك الفترة و التي صادفت فترة الحجر الكلي. بالنسبة للمؤسسات الكبرى، عمدت الشركة الوطنية للتأمين Saa الى تقديم امتياز ابرام أو تجديد عقود التأمين، مع امكانية جدولة تحصيل الديون المترتبة عن أقساط التأمين، تماشيا مع الظروف المالية التي تعيشها هذه المؤسسات. * ماذا عن الخدمات التأمينية الجديدة التي استحدثتها شركة Saa لفائدة القطاعات التي تأثرت بتداعيات كورونا؟ لقد عمدت الشركة الوطنية للتأمين Saa الى تقديم امتيازات و تخفيضات في أقساط التأمين على السيارات لموظفي قطاع الصحة سواء العام او الخاص، نظرا للمجهودات الكبيرة المبذولة من قبلهم و ذلك للحد من انتشار وباء "كوفيد 19 ". في هذا الباب نشير الى المبادرات الانسانية الأخرى التي قدمتها الشركة الوطنية للتأمين Saa بصفتها مؤسسة اقتصادية وطنية و عضو فعال في المجتمع المدني، حيث قدمت هي الاخرى هبة تضامنية متمثلة في معدات طبية مختلفة للصيدلية المركزية بحضور السيد وزير الصحة و كذا مساندتها للقوافل الطبية التطوعية الموجهة نحو مناطق الهضاب العليا و الجنوب التي كانت منظمة من طرف الشبكة الجزائرية للشباب تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية بالتنسيق مع وزارة الصحة و اصلاح المستشفيات، تحت تأطير أطباء، ممرضون و جمعيات محلية من أجل توسيع التكفل الطبي بالمناطق السالفة الذكر. * هل لجأتم إلى توظيف التكنولوجيا الرقمية في شركة Saa خلال فترة الحجر المنزلي،وهل تجاوب معكم الزبائن؟ بالفعل لجأت الشركة الوطنية للتأمين saa الى توظيف التكنولوجيا الرقمية تطبيقا للبروتكول الصحي المعتمد للحد من انتشار وباء كورونا و هذا بتفعيل خدمة تحصيل قسط التأمين عن طريق محطات الدفع الالكتروني TPE و ذلك تفاديا للاستعمال المباشر للنقود، وتقديم المساعدة المنزلية و المحلات المهنية عن طريق الاتصال مباشرة برقم المصلحة المكلفة بهذا الأمر ASSISTANCE A DOMICILE. مع تمكين الزبائن من الاطلاع على الخدمات الجديدة المقدمة من قبل الشركة الوطنية للتأمين Saa عبر موقعها الالكتروني الرسمي. ووضع حيز الخدمة للأرضية الرقمية DIGI-CONNEXEلمعالجة و تسوية ملفات حوادث المرور المصرح بها على مستوى الوكالات التجارية التابعة للشركة الوطنية للتأمين saa .
* دخلت الشركة الوطنية للتأمين SAAمجال التأمين الدولي،..كيف تقييمون هذه التجربة؟ في مجال التأمين الدولي عن السيارات تمكن الشركة الوطنية للتأمين Saa المؤمن لهم من اكتتاب البطاقة العربية الموحدة عن سير السيارات عبر البلاد العربية و التي من خلالها توفر ضمان عن مسؤوليتهم المدنية بمناسبة تنقلهم الى احد الدول العربية الموقعة على الاتفاقية العربية المنضمة لسير المركبات عبر البلدان العربية « Carte Inter Arabe ». ضف الى ذلك, فإن الشركة الوطنية للتأمين SAA توفر خدمات اسعاف السيارات في دولة تونس الشقيقة « Assistance Auto en Tunisie » و ذلك إدراكا منها لحجم معانات المؤمنين لهم خلال سفرهم لدولة تونس الشقيقة عند وقوع حادث مرور أو عطب للسيارة المؤمن عليها و تعد هذه التجربة كبداية لتوسيع مجال الضمانات المقترحة لتمس الأخطار الأخرى التي من الممكن أن تلحق بالمركبات المؤمن عليها لدى الشركة الوطنية للتأمين SAA . أما فيما يتعلق بتقييم التجربة، فنقول أنه من خلالها لمسنا ارتياح كبير لدى الزبائن نظرا للفائدة التي عادت عليهم بتمكينهم تغطية بعض الأضرار اللاحقة بمركباتهم خارج التراب الوطني مع الاستفادة من خدمة اسعاف المركبات في حالة اكتتاب هذا الضمان. * أعلنتم سابقا عن إطلاق منتوج آخرا، أطلقتم عليه اسم "ضمان شراء قيمة القدم والاقتطاع"، ..كيف سارت العملية؟ انطلاقا من كون الزبون في مركز اهتمامات الشركة الوطنية للتأمين Saa, فإننا و بصفة دورية نعمل على تقديم عروض ترويجية مختلفة موجهة للمؤمن لهم و التي تتماشى مع متطلباتهم، نذكر منها على سبيل المثال ضمان شراء قيمة القدم والاقتطاع، ضمان فقدان الاستغلال بعد الحادث أو فقدان الانتفاع، ضمان جميع المخاطر المحدود، ..الخ و التي تعتبر عروض تجارية ترويجية لتحسين الخدمات المقترحة. من خلال المعطيات التي بحوزتنا تلقينا بارتياح كبير رضا الزبائن فيما يخص العروض المطروحة السالفة الذكر و التي حققت رواجا كبيرا كونها تصب في مصلحتهم و تعود عليهم بالنفع. * عرف رقم أعمال شركات التأمين، عمومية كانت أو خاصة، انخفاضا منذ التوقف عن استيراد السيارات من الخارج ، وكذا توقف مصانع السيارات عن التركيب المحلي، ..كيف أثر ذلك على مردودية Saa؟ حقيقة، تاريخيا الشركة الوطنية للتأمين Saa معروفة على صعيد السوق الوطني بسيطرتها و هيمنتها على فرع التأمين على السيارات، و تعتبر فئة المؤمنين الخواص من أكبر المتعاقدين مع الشركة الوطنية للتأمين، حيث أن الشركة قامت سالفا بإبرام عقود تأمين مع عدة مصانع لتركيب السيارات ، و توقف الانتاج بهاته المصانع أثر بصورة مباشرة على رقم أعمالها، الا أن الشركة الوطنية للتأمين Saa و في اطار استراتيجيتها الجديدة تسعى الى توسيع مجال تغطية فروع التأمين ، بالدخول بقوة في مجال تأمين المؤسسات و الاخطار الكبرى، في انتظار عودة نشاط وكلاء السيارات و كذا الحياة الاقتصادية الى طبيعتها بانتهاء هذا الوباء. * و قصد جلب عدد كبير من الزبائن, فإن شركتنا استثمرت جل مجهدتها في تحسين خدماتها لما بعد البيع و دلك من خلال رقمنة اجراءات التعويض و التي تم التطرق إيها أعلاه. بالتأكيد أن رقم أعمالكم قد انخفض بفعل الأسباب سالفة الذكر وكذا الجائحة،..هل لا أطلعتمونا عن آخر الأرقام المسجلة في هذا الإطار؟ بالفعل, لقد كان لجائحة كورونا من جهة و الرسم على السيارات و الأليات المتحركة من جهة أخرى اثر سلبيا على سوق التأمينات الجزائري، حيث أنه ألحق أضرار معتبرة برقم أعمال شركات التأمين الناشطة في سوق التأمينات الوطنية مقارنة بسنة 2019 حيث قدر الانخفاض بنسبة حوالي- 4.64 % ،هذه الأخيرة تعتبر السنة التي عرف فيها سوق التأمينات انتعاشا كبيرا و حقق زيادة في رقم الأعمال الاجمالي للشركات بزيادة تقدر بحوالي +6.1 % مقارنة بسنة 2018. من جهة أخرى عرف رقم أعمال الشركة الوطنية للتأمين SAA خلال سنة 2020 هو الأخر انخفاض ملموس مقارنة بسنة 2019 ، حيث قدر الانخفاض بحوالي – 8.24% أي ما قيمته حوالي- 2.39 مليار دينار جزائري. فرع تأمين السيارات « Assurance automobile » الأكثر تضررا بنسبة انخفاض تقدر بحوالي – 12.75% ، فرع تأمين عن الأخطار الفلاحية « Assurance Agricoles » فلقد عرف انخفاض بحوال- 18.47 % ، فرع تأمين النقل « Assurance Transports » عرف انخفاض ب -8.15 %، ما عدا فرع التأمين عن الأخطار المتنوعة « IRD » فلقد عرف انتعاش خلال سنة 2020 مقارنة بالسنة الماضية 2019 بارتفاع رقم أعمال قدر بنسبة + 5.04 %، و هذا راجع الى الاستراتيجية الجديدة المتبعة من قبل الشركة الوطنية التي أفضت الى استقطاب المزيد من المؤسسات الكبرى ضمن محفظة أعمالها مما ساهم بشكل كبير في انعاش هذا الفرع.