بعد أكثر من شهر من السقطة السياسية والدبلوماسية التي ارتكبها السفير المغربي الدائم في الأممالمتحدة عمر هلال، خرج رئيس الحكومة المغربي ،سعد الدين العثماني ،متنصلا من تصريحات مندوبهم في الأممالمتحدة ومتبرئا منها . خرجة سعد الدين العثماني لم تأت إلا بعد قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بسبب تمادي هذا الأخير في الإساءة والتصريحات العدائية . وقال العثماني في تصريح صحفي أن رد السفير المغربي الدائم في الأممالمتحدة، بشأن تقرير المصير بمنطقة القبائل الجزائرية، "ليس موقفا سياسيا للدولة المغربية". وأضاف أن "ما صدر عن مندوب بلاده الدائم في الأممالمتحدة، عمر هلال كان عبارة عن رد فعل حجاجي على الجزائر". العثماني الذي أعرب عن أسفه وتفاجأه من قرار الجزائر قطع علاقاتها مع المملكة ، جدّد الأمل في "تجاوز هذه المرحلة الصعبة بين بلدينا، وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها وأحسن". تبرير سعد الدين العثماني جاء متأخرا كثيرا ، فتصريحات عمر هلال أطلقها خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو/ جويلية ، بدعوته إلى "استقلال شعب القبائل" بالجزائر، إنتظرت الجزائر بشأنها توضيحا للموقف الرسمي والنهائي للمملكة المغربية . وكانت الجزائر قد طالبت مباشرة السلطات المغربية بتوضيحات بشأن "تصريحات عدوانية" لسفير الرباط لدى الأممالمتحدة،أعلن فيها دعم حركة إنفصالية إرهابية صراحة، "الماك". الخرجة العدائية للمغرب خلال الاجتماع المذكور تمثلت في قيام الممثلية الدبلوماسية المغربية بنيويورك بالأممالمتحدة بتوزيع وثيقة رسمية على جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، يكرس محتواها بصفة رسمية انخراط المملكة المغربية في حملة معادية للجزائر. وهي الوثيقة التي عبرت عن دعم ظاهر وصريح لما تزعم بأنه حق تقرير المصير للشعب القبائلي . ودانت الجزائر بشدة هذا الانحراف الخطير، بما في ذلك على المملكة المغربية نفسها داخل حدودها المعترف بها دوليا"، معتبرة أنه في ظل هذه الوضعية الناشئة عن عمل دبلوماسي مريب صادر عن سفير، يحق للجزائر، الجمهورية ذات السيادة وغير القابلة للتجزئة ان تنتظر موقفا رسميا من المغرب .