تعرف شوارع وأحياء وسط مدينة تبسة انتشارا واسعا وفظيعا للمزابل والقمامات في الأماكن غير المخصصة لرمي النفايات، ما تسبب في بشاعة المظهر العام لعاصمة الولاية وساهم في ظهور الحشرات الضارة وفي الانتشار الكثيف لأسراب الناموس والذباب، واستفحال ظاهرة تجول القطط والكلاب الضالة. فمنذ حلول فصل الصيف الذي تعرف درجات الحرارة فيه ارتفاعا مذهلا، ازدادت الظاهرة بروزا وتأزما واستفحلت بشكل رهيب، رغم أن ولاية تبسة تعتبر البوابة الشرقية لدولة تونس التي تمتد على شريط حدودي يبلغ 320 كلم عبر 10 بلديات بدءا من مدينة الونزة شمالا إلى مدينة نقرين جنوبا، والتي تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن الذين يرغبون في التنقل إلى تونس، أو العكس من السياح الوافدين إلى أرض الوطن من مختلف الدول الأجنبية، وذلك لتوفرها على 04 مراكز حدودية من جهة ولتوفرها كذلك على أكثر من 30 موقعا بيزنطيا ورومانيا من أجمل وأروع التحف الأثرية النادرة على مستوى العالم كمعبد مينارف وباب كاركلا الشهير والسور البيزنطي المسيج لوسط عاصمة الولاية، بالإضافة إلى وجود المسرحين المدرج والروماني وغيرهما من المعالم التي تعرف مع الأسف إهمالا جعلها عرضة للاندثار يوما بعد يوم، وتعرضها إلى البشاعة من خلال تكدس أكوام القمامات والفضلات المنزلية داخلها وعلى أطرافها، وما زاد الطين بلة حرق هذه النفايات من طرف المواطنين غير الواعين، ما تسبب في تشويه وتغيير لون الآثار التي مازالت شاهدة على حضارات غابرة وأمم أقامت قبل أكثر من 16 قرنا بالمنطقة. ولوضع حد لظاهرة انتشار المزابل الفوضوية وتوعية المواطنين بواجبهم وقيام مصالح النظافة بدورها على أتم وأحسن وجه، يبقى الجميع ينتظر مدينة نظيفة ومؤهلة لاستقطاب وزيارة السياح الأجانب لارتقاء الولاية إلى مصاف المدن السياحية، التي تعود على سكان الولاية والوطن بالفائدة، خصوصا في ظل توفر كل الشروط والظروف المهيأة والأماكن للنهوض بالواقع السياحي.