تعرف بلدية عاصمة ولاية الوادي انتشارا فظيعا للمزابل التي أصبحت ديكورا بارزا على حافتي الطرق الرئيسية لمختلف الأحياء الكبرى. وقد أحصت مصالح بلدية الوادي أزيد من 150 مزبلة عشوائية داخل الأزقة والأحياء تحوّلت إلى وكر حقيقي لتنامي الحشرات والجرذان خصوصا العقارب والبعوض السام، وأصبحت تهدد صحة المواطنين وشوّهت منظر المدينة يعود السبب الرئيسي لهذه الظاهرة، حسب السلطات المحلية، إلى سكان هذه الأحياء بالدرجة الأولى الذين لا يحترمون غالبا أماكن وضع القمامة، ويتسبّبون برميهم العشوائي إلى خلق مزابل فوضوية داخل الأحياء، على غرار مزبلة حي النشوات التي توجد على بعد أمتار فقط من مقر البلدية. وتتواجد هذه المزابل عموما داخل غوط نخيل قديم، والتي أصبحت وجهة للقطط المتشردة والماعز وأضحت مصدرا للبعوض والحشرات، خصوصا أن هذا الحي يعد أكبر تجمع سكاني تقريبا بوسط المدينة. كما تعد هذه المزابل ملاذا للأطفال للعب، حيث يقومون بحرق بعض الأشياء التي يجدونها فيها قصد اللهو، لكن الدخان الناجم عن هذه العملية يسبّب مشاكل صحية لسكان الحي، خصوصا كبار السن والأطفال الصغار. ولا تختلف وضعية باقي أحياء البلدية عن وضعية حيّ النشوات الذي يعد عينة ماثلة للعيان لكل مار بوسط المدينة. ولعلّ الشيء الأدهى والأمر في هذه الوضعية هو الرمي العشوائي لبقايا البناء ونفايات الورشات الصناعية، وتزامنت هذه الوضعية مع اقتراب فصل الصيف أين يكثر ظهور بعض الحشرات الضارة كالناموس والبعوض وحتى العقارب والأفاعي. ويتساءل الكثير من سكان البلدية عن سرّ تراجع الوضع البيئي في بلدية عاصمة الولاية، خصوصا أنها واجهة المنطقة لزوارها الوافدين نحوها كل يوم من الولايات المجاورة وحتى الدول اللصيقة على غرار تونس وليبيا، مما يعني - حسبهم - نقل صورة سوداء عن منظر المدينة الجمالي. ويطالب بعض سكان بلدية الوادي في حديثهم ل“الفجر“ السلطات المعنية بضرورة إيلاء المدينة عناية خاصة للقضاء على هذه الوضعية المزرية للوضع البيئي بمدينة الألف قبة وقبة، مع إعطاء عناية خاصة للجانب السياحي من خلال تخصيص فرق خاصة للسهر على نظافة الممرات الرئيسية التي تعرف توافد السياح نحو الولاية، خاصة أن هذه الأخيرة عرفت السنة الماضية دخول ما يزيد عن 32 ألف سائح أجنبي غالبيتهم من تونس وليبيا، إضافة إلى سياح من دول إفريقيا وأوروبا وآسيا. من جهة أخرى، يعرف الوضع البيئي ترديا كبيرا، فمختلف الأشجار داخل وخارج المدينة تعرف تذبذبا في السقي أثّر على نموها وأدى أحيانا إلى موت بعضها .وكشف رئيس بلدية الوادي، لمين الشريفي، ل“الفجر“ أن مصالح بلديته ومديرية الغابات تقوم، كل حسب اختصاصها، بتأمين عملية السقي. أما بخصوص المزابل الفوضوية، فأشار أن الأمر بيد سكان المدينة الذين بإمكانهم خلق مدينة سياحية لكونهم العنصر المباشر في هذه العملية. وأوضح أن مصالح البلدية قامت بتخصيص مساحات لرمي القمامة في كل حي تقريبا غير أن السكان لا يحترمون أماكن الرمي، وهو ما يخلق مشاكل لأعوان النظافة في عملية رفعها سيما مع محدودية وسائل البلدية واتساع رقعة أحيائها.وأضاف المتحدث أن مصالح الوقاية تقوم تقريبا كل شهر بالقضاء على الكثير من المزابل الفوضوية، لكنهم يصدمون حينما يعلمون أن تلك الأحياء عادت إلى سالف عهدها بعد أسابيع فقط من إزالة مزابلها الفوضوية.