قالها الرئيس وأصر على تأكيدها: ''آمن من يأتينا بحب الجزائر وبسماحة الإسلام وبعقلية البناء، وغير آمن من يأتينا بإضرار وتخريب الجزائر''، على من يؤمن يقينا بحب الجزائر أن يفتح ذراعيه ويحتضنها بقلب طاهر، دون ضغينة أو حقد، لأن آخر أبواب المصالحة ستغلق تصاعديا لا محالة في يوم من الأيام، ولن يكون هناك عفو شامل قبل أن يضع كل المسلحين سلاحهم، ويرجعون إلى جادة الصواب، بل للعفو الشامل وقت مناسب مثلما قالها الرئيس، ولن يكون إلا بحلول السلم والأمان الكاملين في ربوع الوطن، حتى وإن كان عدد هام من المتتبعين للوضع الأمني في الجزائر قد أكدوا سابقا أن الجزائر تسير نحو الطريق السليم، وأن الوضع بات في استقرار كبير. عبد العزيز بوتفليقة الذي اختاره الشعب بأغلبية ساحقة، وبكل حرية، رئيسا للجمهورية، تجاوزت نسبة الاقتراع لصالحه عتبة ال 90 بالمائة من الأصوات المعبر عنها، أغلقت الأبواب أمام جل دعاة المقاطعة، أمامه اليوم مع انطلاق ثالث عهدة رئاسية، له العديد من المشاريع والملفات والتحديات التي سيواجهها مع انطلاق المرحلة الجديدة من الرهانات، أهمها استئصال بقايا الإرهاب، فضلا عن تعهده بمواصلة ترقية مكانة المرأة في الحياة السياسية، ومجابهة كل أنواع الاضطهاد الذي قد تعانيه النساء. كما يراهن الجميع على برنامج الاستمرارية والتنمية المستدامة الذي ما فتىء الرئيس يذكر بها المواطنين خلال جميع تجمعاته الشعبية، فضلا عن برنامج فتح 3 ملايين منصب شغل للقضاء على مشكلة البطالة، واستكمال وتيرة البناء والإسكان، وكذا إعادة النظر في القدرة المعيشية للمواطنين بإعادة النظر في الحد الأدنى للأجور. كلها رهانات أسس عليها المنتخبون آمالهم، قبل أن يوشحوا الرئيس ثقتهم في انتصار عظيم، سيمدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اهتماما واسعا، كما سيجند لتحقيقها على أرض الواقع كل الإمكانات، والطاقات اللازمة. هي رهانات أخرى على الرئيس مواجهتها، ولن يكون وحده، فمستقبل الدولة لا يمكن أن يتوقف على مؤسسات الدولة وحدها أو على رجل واحد، مستقبل الجزائر سيتكفل به الشعب بخوض معركة البناء الفعلي بكل الطاقات، وتحدي المستقبل يجب أن يشمر له الجميع على ساعديه، ويعمل جاهدا لتحقيقه، فلقد قطعت الجزائر من قبل شوطا طويلا على درب العمل المتفاني، ويبقى على الجميع أن يواصل العمل إن أردنا أن نحصن البلاد.