راجت مؤخرا أنباء عن بوادر خلاف في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية حول أولوية التحركات في المنطقة، ففي حين ترى إسرائيل أن الأولوية لوقف برنامج إيران النووي، ترى الإدارة الأمريكية أن التسوية السلمية في الشرق الأوسط يجب أن تسبق التعامل مع الملف الإيراني... ففي إسرائيل صرح وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أنه لن يتم التوصل إلى حل للنزاع مع الفلسطينيين بدون تسوية الملف الإيراني، فيما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، بأن إسرائيل يمكن أن تخسر دعم دول عربية ضد إيران إذا لم تحقق تقدما في عملية السلام مع الفلسطينيين. خلاف استبشر به أغلب المراقبين العرب للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، إلى حد ذهب ببعضهم إلى الإعلان عن وفاة التحالف الوثيق والاستراتيجي بين الدولتين... تحليلات تثير الاستغراب فعلا، خاصة وأن الحقائق والواقع والتاريخ لم تدع مجالا للشك، للتأكد بأن وصف إسرائيل بأنها ''حليف للغرب'' هو وصف ظالم، لأن الدولة العبرية في نظر الغرب أكثر من مجرد حليف وشريك، لكونها جزء لا يتجزأ من الأسرة الغربية. وما حدث في المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية، والذي استضافته مدينة جنيف السويسرية وانسحاب عدد من الدول الغربية وعدم مشاركة الباقي المتبقي بهدف قطع كل الألسن الطويلة التي تحاول وسم الدولة العبرية بالعنصرية، جاء ليدحض مثل هذه الاداعاءات التي تسوق لفكرة وجود خلاف عميق في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والإسرائيلية الغربية .. إن رهان العرب على خلاف غربي إسرائيلي، لانتزاع شيء من الحقوق المهضومة للشعب الفلسطيني، رهان خاسر إلى أبعد الحدود، ومن غير المعقول أن ينتظروا من الإدارة الأمريكية سواء في عهد أوباما أو غيره أن تتخلى عن حليفتها الأولى في المنطقة، لأنها بالأساس هي من دعمت إقامة هذا الكيان، بتكلفة يصعب مجاراتها فقد تجاوزت 160 مليار دولار تحملها دافعو الضرائب الأمريكيون، وغطاء عسكري وسياسي لا محدود، بما في ذلك إفشال القرارات الدولية باستخدام الفيتو 42 مرة في مجلس الأمن وتوفير الحماية للاحتلال، وتبرير التجاوزات الإسرائيلية في مجال حقوق الإنسان... من الغباء إذاً توقع التخلي عن الحلف الوثيق الذي يربط إسرائيل بالغرب، هذا الأخير الذي يعارض ''جرح مشاعر الدولة العبرية'' ويقف بشراسة واستماتة أمام مجرد وصفها بالعنصرية وبعبارات لفظية، فكيف يمكن إذاً توقع موقف حيادي منه في قضايا التسوية النهائية للقضية الفلسطينية، فالأكيد إذاً أنه لن يخرج عن موقفه الأبدي الداعم للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، فالخلاف الحالي لا يفسد للود قضية .. وآخر دليل تضامني اكتشاف حالات لأنفلونزا الخنازير في دولة صهيون.!!!