الحرم الجامعي مرتع للعلاقات المشبوهة.. المواعيد الغرامية والمساومات أصبح كل من يرتاد الجامعة يتفاجأ للحالة التي آلت إليها اليوم، فبعدما كانت قبلة لطلب العلم وتحصيل شهادات جامعية أصبحت مكانا للقاءات الحميمية والمواعيد ومقصدا للخلوة والمتعة وتلبية الشهوات والرغبات. فتجد الفتيات تتفنن بارتداء مختلف الأثواب الفاضحة وتتمتعن بمعاكسات الشباب لهن ضف إلى ذلك الآفات التي تحدث داخل الحرم الجامعي والإقامة الجامعية والعلاقات المشبوهة التي تحدث بين الطلبة والأساتذة. فهل هذا راجع للحرية الزائدة التي يمنحها الأولياء لأولادهم؟ أم لعدم المراقبة؟ أم هو التقليد والسير نحو ما يسمى بالتقدم؟ تجمع الطلبة خارج مقاعد الدراسة.. لهو.. تدخين ولا مبالاة أول ما يلفت الانتباه عند دخول الحرم الجامعي كثرة التجمعات بين الطلبة والطالبات سواء جماعات أو ثنائيات، يتهيأ لك كأنك في حديقة عمومية أو كفيتيريا تكثر الضحكات وأصوات الموسيقى الصادرة من الهواتف النقالة أو السيارات المركونة في المواقف. دخلت كلية العلوم السياسية والإعلام فشدت انتباهي مجموعة من الطلبة جالسين في الحديقة الخلفية للجامعة، فأثاروا فضولي وسألتهم عن سبب تواجدهم خارج الأقسام في وقت الكل داخل المدرجات يزاولون الدراسة. أجابت الطالبة سميرة سنة ثانية ع.سياسية، أنها لم تصل في الوقت المحدد لحصتها فطردها الأستاذ من القسم، أما محمد طالب سنة ثالثة إعلام واتصال فحصته تبدأ في الفترة المسائية، وزميلان لهما، يدرسان في جامعة الحقوق يتحدثون في جميع المواضيع إلا الدراسة، والأقبح من ذلك يتبادلون صورا وتسجيلات خليعة دون حياء أو حشمة. من جهة أخرى لفت نظري وجود طالب وطالبة في وضعية مخلة وكأنك لست داخل حرم جامعي لا يوليان المارة أدنى اهتمام أو احترام. بعد الحديقة انتقلت إلى الصفوف والأقسام وهنا الكارثة، حيث صادفت مريم، جمال وأمينة، طلبة في السنة الرابعة علاقات دولية وهم يتناولون الغداء فوق مقاعد الدراسة، ناهيك عن التدخين وعلب السجائر الموضوعة فوق الطاولات. تقول مريم إنها تفضل تناول الغداء في الأقسام بعيدا عن ضجيج المطاعم، وعند استفساري حول الجلوس فوق الطاولات واستغلالها لغرض آخر غير الدراسة أجابت أمينة أنه لا يهمها الأمر ما دامت مرتاحة بعيدا عن الازعاج ورفقة صديقيها. أما جمال فلا يرى أي مشكل في الأكل أو التدخين داخل القسم ورفقة زميلتيه. وعند تجوالك داخل أروقة الأقسام، تثير انتباهك الألبسة الفاضحة وغير المحتشمة، إضافة إلى الألفاظ البذيئة والهابطة التي تنسيك أنك داخل حرم جامعي أو مكان للعلم والتربية. تحرش الأساتذة بالطالبات ومساومتهن بعيدا عن علاقة الطلبة بالطالبات، حاولت التقرب والسؤال عن علاقة الأستاذ بالطالبات، فحاورت نورة طالبة سنة ثالثة علوم سياسية، التي قالت إن هناك صنفين من الأساتذة، أساتذة منضبطون ومحترمون يلقون الدروس ويحضرون الامتحانات، ينشرون العلامات ولا يظلمون أحدا، كل حسب مجهوده واجتهاده. أما الصنف الثاني فهو صنف الانتهازيين الذين يستغلون فترة نهاية السنة وظهور العلامات لاستفزاز الطالبات ويقومون بطرح مساومات عليهن كالخروج برفقتهن وإقامة علاقات غير شرعية مقابل التحصل على نتائج جيدة والانتقال للسنة الموالية. وهنا نجد من ترضخ لنزواتهم الحيوانية وتسلم نفسها لقاء حصولها على سنتها الدراسية وهناك من ترفض وتفضل إعادة السنة بدل إقدامها على الفعل المشين والحرام. وترى نورة أن بهذا الأسلوب الذي يتخذه بعض الأساتذة، تسقط صورة الأستاذ ويقل احترامه وهيبته. شهادات حية لطالبات في الأحياء الجامعية من كلية العلوم السياسية والإعلام إلى الإقامة الجامعية ببن عكنون للبنات، حيث تقيم طالبات قدمن من عدة ولايات للسكن ومزاولة الدراسة، غير أن بعضهن وللأسف اتخذن من فرصة الإقامة بعيدا عن الأهل حرية تامة للتسكع واللهو ليلا ونهارا. قابلت سارة، طالبة سنة أولى بكلية التجارة، تقيم في الحي الجامعي والتي تفاجأت لدى قدومها في الأسابيع الأولى لإقامتها من سلوكيات بعض الطالبات المقيمات المريبة والمخلة بالحياء، وذلك لأن بعضهن تعمد إلى التدخين أمام الملأ ويصل بهن الحد إلى تعاطي المخدرات، إضافة إلى كثرة المواعدات مع الرجال من جميع الفئات والأعمار بداية من الشباب إلى الشيوخ، والغرض هو بيع أجسادهن مقابل تحصلهن على مبالغ مالية، والأقبح من هذا خروجهن ليلا لقصد الملاهي الليلية والفنادق للسمر وشرب الخمور غير مكترثات لسمعتهن أو لمصيرهن مستقبلا. أما نجلاء طالبة سنة أولى حقوق، فتقول إنه يوجد داخل الإقامة فتيات يعملن لدى رجال أعمال وشبكات دعارة، يقمن بإغواء الفتيات البسيطات بشتى أنواع الهدايا كالملابس، العطور، المصوغات وغير ذلك بهدف اصطحابهن وترتيب مواعيد مع رجال أكثريتهم يفوقونهن سنا، يمهدن لهن الطريق مرة، اثنتين وثلاثا ثم يتخلين عنهن، ليجدن أنفسهن واقعات في مأزق ومتاهة لا خروج منها خصوصا لما تجد الواحدة منهن نفسها فاقدة شرفها، وقد ضيعت ثقة أهلها فيها وخيبت آمالهم. ونتيجة هذا تقدم الكثيرات منهن على الانتحار أو السفر خارجا وتنقطع كل أخبارهن خشية ردة فعل الأهل عما اقترفنه. وأخريات تواصلن على نفس الطريق لكسب المال وضمان مستقبلهن على حد قولهن. ألبسة فاضحة ومثيرة.. غياب الولي والرقيب فرصة للتمادي سماح الأولياء لبناتهن بمواصلة الدراسة والإقامة بعيدا عن منزل الأهل، ثقة يمنحها الوالدان للأبناء، وهناك من تحسن استغلالها وهناك العكس. تقول جميلة، طالبة بكلية العلوم الإسلامية إن الكثيرات من الطالبات استغلين فرصة بعدهن عن أهلهن وغياب الرقيب للتصرف بحرية تامة وبطريقة سلبية تسيء إليهن خاصة فيما يتعلق بالثياب، فتعمد الكثيرات إلى ارتداء ثياب مفضوحة كالتنانير القصيرة جدا والقمصان المكشوفة، السراويل الضيقة والشفافة، بالإضافة إلى وضع مساحيق التجميل الفاقعة والمشي بطريقة لافتة تثير انتباه المارة. كما تضيف أنه وقعت عدة حوادث لفتيات وقعن ضحية ذئاب بشرية في الخطيئة، استغليهن وحملن أطفالا كثيرات منهن أجهضن وأخريات تخلين عن مواليدهن. وقد وقعت حادثة في السنة الماضية لفتاة كانت في الغرفة المجاورة، حيث حملت من رجل رفض الزواج بها والاعتراف بطفلها، فقامت بإجهاضه بمساعدة زميله لها حيث أخذتها إلى طبيب يقوم بعمليات مشبوهة في الخفاء، غير أنه حصلت لها مضاعفات ونزيفا حادا نقلت إثره إلى الاستعجالات وهناك قام الأطباء باستئصال رحمها بعدما حصل لها تعفن خطير. علم أهلها بالأمر فقاموا بأخذها إلى منزلها وأوقفوها عن مزاولة دراستها بعدما خيبت آمالهم وأذت نفسها وأصبحت عبرة لكل الطالبات. سيارات فخمة.. معاكسات.. تعابير بذيئة وإزعاجات متكررة بالانتقال إلى كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، تفاجأت بالكم الهائل للسيارات الفخمة المتوقفة أمام مدخل الكلية، وأخرى تصول وتجول مع أصوات الموسيقى الصاخبة. تقول أسماء طالبة بالسنة الرابعة تجارة، إن هناك من يستغلون فرصة تواجد الطالبات للحضور بأفخم السيارات لإغوائهن والنيل منهن خاصة وأن معضمهن ينبهر بالمظاهر وينخدع بسهولة. منع بعض الأولياء بناتهن عن الالتحاق بالجامعة خوفا من الفضيحة ولمعرفة رأي المسؤولين والأساتذة داخل الجامعة، سألنا رأي رئيس قسم طلبة السنة الثانية للعلوم السياسية ''بوسري صالح''، الذي عبر لنا عن أسفه لدى رؤيته الوضعية التي آلت إليها الجامعة التي يتعب الطالب من أجل بلوغها ولما يصل لمبتغاه لا يولي الدراسة الاهتمام الكافي. أما الطالبات فيتقلدن بثقافات دخيلة بدعوة التقدم والانفتاح. أما عن الأساتذة فللأسف هناك من لا يستحقون لقب أستاذ، وذلك للأساليب الرخيصة التي يستعملونها مع الطالبات.. هذا كله يحط من قيمة الجامعة، ولهذا نجد العديد من الأولياء منعوا بناتهم من ارتياد الجامعة خوفا من الفضيحة ونظرا لتصرفات بعض الطلبة والطالبات والأساتذة الذين شوهوا سمعتها ففضلوا الإبقاء على بناتهم أمام ناظرهم على أن يسمحوا لهن بالابتعاد والاختلاط برفقاء السوء. وفي الأخير، يجب القول إنه من المؤسف أن نرى الوضعية التي آل إليها الحرم الجامعي، باعتباره آخر محطة للمشوار الدراسي وبوابة لبروز إطارات وباحثين وصناع البلاد، يعتمد عليهم مستقبلا.