أكد الأطباء الشرعيون المشاركون في الندوة الدولية الأولى حول ''الطب الشرعي - واقع وآفاق''، نهاية الأسبوع المنصرم بوهران، أن استعمال التقنيات العصرية في الطب الشرعي في مختلف اختصاصاته ضرورة توجب مواكبة الأطباء الشرعيين للتطورات الحاصلة ولا سيما في علم التشريح. وذكر الطبيب الشرعي البروفيسور محمد زمني من تونس ''أن الطب الشرعي أمام تحديات جديدة تتمثل في التكنولوجيات الحديثة المستعملة في هذا الاختصاص، خاصة في التشريح الذي يعد النواة الأساسية للطب الشرعي ولاسيما بعد اعتماد التشريح الافتراضي أي باستعمال ''بودي سكان'' في عدد من الدول المتطورة. ولمواجهة هذا التطور فإن الأطباء الشرعيين مدعوون للتكيف مع هذه التكنولوجيات الحديثة الأكثر انتشارا في العالم، ولا بد من التكوين حسبما أوضحه نفس المتحدث الذي أكد على ضرورة مراعاة الجوانب القانونية وأخلاقيات المهنة في استعمال هذه الأجهزة، متسائلا عما إذا كان التشريح الافتراضي بديلا عن التشريح التقليدي. وفي هذا الصدد ذكرت الطبيبة الشرعية الدكتورة ميشود من سويسرا التي قدمت تجربة المركز الجامعي للطب الشرعي بمدينة لوزان حول استعمال الأجهزة الحديثة المستعملة في الطب الشرعي منها التصوير الإشعاعي والسكانير، أن ''التكنولوجيات العصرية المستعملة في الطب الشرعي ولا سيما في علم التشريح، ضرورة لاكتشاف ما لا نستطيع معرفته في التشريح التقليدي''، مشيرة إلى أن الوسائل العصرية تكمل عمل التشريح التقليدي وتساعد الطبيب الشرعي في عمله لمعرفة حقائق الجريمة. ومن أجل طب شرعي ناجع يجب استعمال تكنولوجيات حديثة، حسبما ذكره الدكتور خدير من مصلحة الطب الشرعي بالسعيدة الذي قال إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ممارسة الطب الشرعي مهما كانت نوعية التقنيات المستعملة، مشيرا إلى أن المجتمع في تطور مستمر وأن الجريمة تتطور هي الأخرى مما يتطلب استعمال وسائل تقنية حديثة تواكب هذا التطور. ومن جهة أخرى يرى أحد المحامين أن الطب الشرعي باعتباره مساهما في إحقاق العدالة، بات من الضروري مواكبة التطورات والمساهمة الفعالة في إحقاق الحق على مستوى المسائل الجنائية ولا سيما في مجال الجريمة المنظمة التي تعرف تطورا كبيرا. وتميزت أشغال هذا اللقاء في يومه الثاني والأخير اليوم الخميس بتقديم جملة من التدخلات تركزت حول عدة مواضيع منها ''ميادين تطبيق الطب الشرعي'' و''الطب الشرعي في آفاق الإصلاح الاستشفائي'' و''الطب الشرعي أمام التحديات القانونية وأخلاقيات المهنة'' و ''دور الطبيب الشرعي في خلق فرق مراجعة وفيات الأطفال بالدول العربية.