قالت شايب هاجر في محادثة هاتفية إنها تريد التخلص من خدها الأيسر، كتعبير منها عن معاناتها اليومية وألمها الشديد، فلم تعرف هذه الفتاة البالغة من العمر 16 سنة كيف تعبر لنا عن معنى عيد الطفولة بالنسبة لها، لأنها غير واعية ولا تشعر بما يجري حولها سوى بألمها. هاجر، حتى وإن كانت في هذه السن، إلا أنها تبدو أصغر من ذلك بكثير فهي الآن معاقة ذهنيا بنسبة مائة بالمائة وفقا لم هو مدون على بطاقة المعاق التي تحصلت عليها من طرف مديرية النشاط الاجتماعي لولاية سكيكدة بتاريخ 20 أفريل ,2004 بعدما فشلت جميع جهود والدتها في علاجها. أوضحت السيدة شايب في اتصال لها ب ''الحوار'' الحالة الصحية لابنتها، فلقد ولدت هاجر سنة 1993 بورم على مستوى الخد الأيسر، ظنت في البداية أنه غير خطير ولن تكون له تأثيرات كبيرة على صحة ابنتها، لكن ومع مرور الزمن أخذ هذا الورم يتطور تدريجيا فازداد حجمه محدثا تشوها في وجهها. تنقلت السيدة شايب رفقة ابنتها بين مستشفيات وعيادات ولاية سكيكدة بحثا عن طبيب يقدم لها ولو أملا بسيطا في شفاء ابنتها، لكن مرت السنوات دون جدوى، فرحلتها بين الأخصائيين في أمراض الوجه والفك لم تأت بنتيجة. ورأى الأخصائيون أنفسهم أمام ضرورة إحالة الطفلة هاجر إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة، باعتباره يحتوي على قسم خاص لعلاج مثل هذه الأورام، وفعلا هناك تم تشخيص مرض هاجر بطريقة أدق حيث اتضح أنها مصابة ب ''النورو فيبروماتوز''، وهو نوع من الأورام السرطانية التي تصيب الوجه ولكننها من النوع العصبي، أي تتسبب في خلل على مستوى الدماغ وتؤدي إلى التخلف العقلي عموما والجنون في معظم الحالات إذا لم يتم التكفل بها في مرحلة مبكرة وتحديدا قبل بلوغ السنة الأولى من العمر. حاول الفريق الطبي بولاية قسنطينة بعد إخضاع هاجر إلى جملة من الفحوص والتحاليل والصور الإشعاعية، معالجة الورم لكن حساسية العملية جعلتهم يتخوفون من إجرائها فقاموا بإرسالها إلى مستشفى مصطفى باشا علها تحظى بالفريق الطبي الكفء والتجهيزات اللازمة لحالتها التي تجنبها الأخطاء الطبية، وفعلا قدمت السيدة شايب رفقة هاجر إلى العاصمة وعرضتها على أمهر الأخصائيين في جراحة الوجه والفك، وكم كانت خيبة أملها كبيرة لدى إخبارها أن أمل ابنتها في الشفاء ضئيل جدا خاصة بعدما استفحل وأخذ حجما أكبر من اللازم وأثر على صحتها العقلية حسب ما أثبته الفحوص، ما جعلها معاقة ذهنيا بنسبة مائة بالمائة. تخوف الفريق الطبي بمستشفى مصطفى باشا دفعه إلى نصح والدة هاجر بعرضها على أخصائيين في علاج الأورام وجراحة الوجه والفك بأوروبا، وهو ما ضاعف خيبة أمل والدتها، حيث فشلت كل جهودها في الحصول على تكفل لها لإجراء العملية بالخارج من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وها هي اليوم في اليوم العالمي للطفولة تناشد وزير الصحة سعيد بركات للتدخل شخصيا لإعطاء إشارة الموافقة على التكفل بعلاج شايب هاجر بفرنسا، وتخليصها من هذا الورم الذي حرمها من أن تحيا حياة طبيعية ومن التمتع بطفولتها كبقية الأطفال. وتعاني هاجر اليوم من آلام شديدة على مستوى الرأس، وتقلص في حجم العين اليسرى مرفوق بالتهاب يجعل من هذه الفتاة تردد وباستمرار أنها تريد التخلص من خدها.