كان حصاد الجزائر هزيلا في الدورة ال 16 من ألعاب البحر المتوسط، بعدما اكتفت بالمركز الرابع عشر بذهبيتين وفضيتين و11 برونزية. وبالتالي تعتبر دورة بيسكارا أسوأ مشاركة للجزائر منذ بداية حضورها في الألعاب المتوسطية. ولم يتجاوز عدد الميداليات التي حققها الرياضيون الجزائريون في بيسكارا الذين وصل عددهم إلى 118 رياضي، من تحقيق نصف ماحققه رفقاء ايلاس في الدورة الماضية للألعاب التي احتضنتها مدينة الميريا الاسبانية في سنة 2005 ، رغم أن وزارة الشباب والرياضة لم تبخل عليهم ورصدت لهم أموالا طائلة من أجل التحضير الجيد. وحتى تلك الرياضات التي اعتادت بث الفرحة والسعادة لدى الجزائريين وعلقت عليها آمالا واسعة في تشريف الألوان الوطنية، على غرار ألعاب القوى ولا الملاكمة ولا الجيدو ولا السباحة، خيبت كل الآمال وفشلت في حفظ ماء الوجه وتشريف الألوان الرياضية. وللإشارة فإن حصيلة الجزائر في دورة ألعاب الميريا، بلغت 27 ميدالية منها 9 ذهبيات، وينزل الحصاد المحقق في بيسكارا إلى ذهبيتين فقط علما أن غلة الجزائر في دورة تونس 2001 كان 10 ذهبيات . وأجزم في هذا المقام، أن المصالح والحسابات الشخصية التي عصفت باستقرار اللجنة الأولمبية الجزائرية، منذ شهر ديسمبر الماضي، بين جناحين متصارعين همهم الوصول فقط إلى كرسي قصر بن عكنون حتى ولو كان ذلك على جثة هامدة ''اسمها الرياضة الجزائرية''، كان وراء هذه الكارثة والمهزلة الجديدة التي لحقت بالرياضة الجزائرية في بلد الرومان. تألق المنتخب الوطني لكرة القدم في التصفيات المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا ,2010 الذي تسع أعشار تركيبته هم لاعبون ولدوا وترعرعوا على أرض مستعمر الأمس، يجب أن لا يكون الشجرة التي تغطي فضائح وعيوب بقية الرياضات الأخرى، لأن الرياضة الجزائرية باختصار مريضة وعلتها صعبة التشخيص بعدما دخلت عنق الزجاجة قبل عقدين من الزمن ولا زالت لم تخرج منه بعد. ويجب أن لا تمر هذه المهزلة الجديدة التي تضاف إلى ''السجل الأسود'' من المهازل التي لحقت برياضتنا، مرور الكرام، فيجب تحريك آلة المحاسبة، لكي لاتتكرر مثل هذه الكوارث التي استهلكت الكثير من المال العام. كما يفترض أن يتحمل كل من ساهم في هذا الإخفاق مسؤوليته كاملة بغض النظر عن المنصب الذي يتبوؤه. إلى ذلك، حسمت إيطاليا المضيفة صدارة الترتيب العام للألعاب المتوسطية، التي أسدل الستار عليها أمس، بعدما عززت موقعها بأربع ذهبيات جديدة أمس الاول. وقد رفعت ايطاليا رصيدها إلى 63 ذهبية و48 فضية و60 برونزية مقابل 46 ذهبية و52 فضية و39 برونزية لمطاردتها المباشرة فرنسا والتي ضمنت بدورها إنهاء الدورة في المركز الوصيف على غرار اسبانيا الثالثة برصيد 28 ذهبية و19 فضية و32 برونزية. وأضاعت إيطاليا فرصة الحصول على ذهبية كرة القدم، واكتفت بالفضية بعد خسارتها المباراة النهائية أمام إسبانيا بهدفين مقابل هدف واحد، فيما أحرزت ليبيا الميدالية البرونزية بفوزها على فرنسا 8-7 بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي. وعادت مصر لتذوق طعم المعدن الأصفر بعد صيام دام يومين عندما منحها رمضان درويش ذهبية وزن تحت 100 كلغ ضمن مسابقة الجيدو. وفاز درويش في المباراة النهائية على الفرنسي سيريل ماريه الذي اكتفى بالفضية، فيما ذهبت البرونزية إلى الجزائري عمار بن يخلف والبوسني أمل ميكيتش. وكان الجزائري العربي القريني قريبا من بلوغ المباراة النهائية لوزن تحت 73 كلغ لكنه خسر أمام الفرنسي محمد رياض صاحب الفضية بخسارته أمام الإيطالي جيوفاني دي كريستو صاحب الذهبية، ولم يكن القريني موفقاً في المنافسة على الميدالية البرونزية لأنه خسر أمام التركي سيزار هويسوز. فرار الرياضيين العرب في بيسكارا يتواصل واستمراراً لمسلسل هروب اللاعبين العرب، ذكرت مصادر مطلعة أمس الأول، أن ثلاثة رياضيين تونسيين آخرين فروا دون علم بعثة بلادهم، ولم تستطع المصادر تحديد هوية الرياضيين الثلاثة ونوع الرياضات التي يمارسونها. وانضم الرياضيون الثلاثة الذين أبلغت البعثة التونسية السلطات المحلية بفرارهم إلى مواطنهم الدراج حسن بن ناصر الذي فر بعد أن سرق أموال عدد من زملائه في الوفد التونسي، وإلى الرباعين المصريين محمد فرج وحسونة السيد ليرتفع العدد إلى ستة فارين. وكان المفوض الحكومي رئيس اللجنة الإيطالية المنظمة للألعاب ماريو بيسكانتي أكد أمس الجمعة في مؤتمر صحافي فرار أحد الرياضيين بعد سرقة أموال زملائه في الوفد التونسي دون أن يكشف هويته. وقال: ''الأمر أصبح في يد الشرطة الإيطالية ولم نبلغ بأي جديد عنه، وكذلك في ما يتعلق بالرباعين المصريين ولم نعرف بعد مصير أي منهم''، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة لم تبلغ رسمياً بفرار الرباعين ربما لأن الوفد المصري فضل التوجه مباشرة إلى الشرطة. وكان جابر الحائز على فضية الخطف وبرونزية النتر في وزن 94 كلغ، وحسونة الحاصل على فضية النتر في وزن 85 كلغ، كسرا محفظة إداري البعثة محمد زريق وسرقا جوازي سفرهما قبل أن يتواريا عن الأنظار.