كلمة إفريقيا هذه الأيام تحيلنا إلى نوع من الحياة.. الحياة المفعمة بالتفتح وحب الجمال.. المؤمنة بحقيقة جوهرية هي أن الجزائر هذا الجزء العزيز البار من القارة الإفريقية لن تتعزز ايجابيته ولن يتألق عطاؤه ولن تترسخ هويته بلا ثقافة إفريقية.. بلا روح إفريقية.. وجدت الجزائر في إفريقيا وتعتز بالحالة الإفريقية التي تحب أن تجسدها وتحياها في هكذا تظاهرات. الهاجس الإفريقي لم يولد فقط بهذه المناسبة.. بل لطالما تأصل في صميم وجدان الجزائر.. ولطالما قالته وأعلنته سياسيا وثقافيا وحضاريا وتراثيا.. إفريقيا هذه القارة الأم هذه الضرورة هذه الحقيقة هذا العالم الآهل بالنبض، العاج بالتنوع والاختلاف المعتد بثرائه الإنساني والنضالي والحضاري، هي اليوم تسكن الجزائر.. تقيم في قلبها لا كضيف لأن الضيف يعتبر ذاك الغريب الذي حل أو العابر الذي ساقه الطريق إلى مكان ما.. والجزائر ما وجدت إلا لتعيش حالتها الإفريقية بامتلاء، وسعادة، وستعلن للعالم أجمع من خلال هذا الموعد الإفريقي الهام أن إفريقيا اليوم تتمتع بأصالة وجود، وتتميز بقوة حضور ثقافي وفني وفكري وتنموي يؤهلها بجدارة لأن تكون قارة القارات.. ولأن تشكل بحق عالم الفن والأصالة والقيم الجمالية الخالدة.. إفريقيا هذه الأيام في حضن الجزائر منهمكة في صناعة الفرجة والفرحة.. منغمسة في إنتاج الدهشة والتغني بالحرية والحب والسلام. كل هذه المفاهيم باتت غريزية لدى الإنسان الإفريقي، لقد أثبت أنه فوق كل المآسي وأقوى من كل الأزمات.. ثقافته الأصيلة المتأصلة وتراثه الثري مكنه من أن ينمي مخياله ويقوي أحاسيسه الجمالية والذهنية.. هو اليوم معتز بكل ما يؤول إليه.. ينجز مهامه الحضارية والحياتية بتفوق وثقة.. إفريقيا اليوم أثبتت أنها أصبحت ماهرة في التحدث عن نفسها.. عن إبداعها.. عرفت كيف تصنع لكيانها ندية وحسابيا اتجاه القارات الأخرى .. إفريقيا اليوم أتت للجزائر لتقول للدنيا وللعالم وللناس اسمعوني شاهدوني اعرفوني.. لتبرهن عن الحس المشترك بين كل بلدانها. إفريقيا عملت على تحرير نفسها وإثبات قدراتها على العيش مكتملة الحضور والقيمة والجدارة.. وليس ثمة أحسن وأليق من الجزائر للحديث عن ذلك أدبا وفكرا وغناء ورقصا واستعراضا..