دعا أربعة من مرشحي الجبهة المعارضة للانقلاب العسكري في موريتانيا المؤسسة العسكرية إلى الحياد في الاقتراع القادم وفي الجدل الدائر بين الفرقاء السياسيين، وذلك بعدما قال المرشح محمد ولد عبد العزيز إن الجيش لن يسمح لمن وصفهم بالمجرمين بالعودة إلى السلطة. وطالب المرشحون الجيش بالبقاء في خدمة الدولة والجمهورية بأسرها بعيدا عن المناكفات السياسية الدائرة، وتحدثوا عن ''انقلاب يهيئ له الجنرال والمرشح الرئاسي محمد ولد عبد العزيز بعد فشله في الانتخابات''. والمرشحون هم زعيم المعارضة أحمد ولد داداه، ورئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير، والرئيس الأسبق اعلي ولد محمد فال، والمرشح الإسلامي محمد جميل منصور. وقال المسؤولون عن حملات المرشحين إن ولد عبد العزيز ضرب باتفاق دكار عرض الحائط، ويستخدم كل وسائل الدولة وتجهيزاتها في حملته، ويهدد بتدخل الجيش في الانتخابات وبأنه عائد ولو عبر الانقلابات. وندد المرشحون الأربعة بما اعتبروه استهزاءه بحكومة الوحدة الوطنية حين وصفها في مهرجان بأنها ''حكومة العشرين يوما، وبأنها لا تستطيع فعل شيء''، وقالوا إنه راح يستبدل صور حملته الانتخابية بصور له في الزي العسكري في محاولة يائسة حسب قولهم- لبث الرعب في نفوس من هجروا معسكره. ودعا المرشحون الشعب إلى التعبئة الشاملة لمواجهة ''الخطر المحدق''، وحكومة الوحدة الوطنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في هذا ''الظرف الدقيق''. وقال رئيس الوزراء السابق يحيى أحمد الوقف إنهم أشعروا مجموعة الاتصال الدولية بما حدث، وطالبوها بالضغط لاحترام اتفاق دكار. من جهة أخرى اعتبر شيخنا ولد النني مسؤول الاتصال في حملة محمد ولد عبد العزيز أن ''الاتهامات والأكاذيب'' التي قدمها المرشحون لا تعدو كونها شعورا بالهزيمة وهروبا إلى الأمام لتبرير النتائج الهزيلة التي سيحصل عليها المرشحون. وأضاف أن مرشحه لا يخطط لانقلاب ولم يعد في الجيش، وعندما يتحدث عن المؤسسة العسكرية فإنما يتحدث غيرة على قدسيتها واحتراما لمكانتها وهيبتها التي يحاول الآخرون النيل منها.وقال إن مرشحه سيقدم اليوم في مهرجان بنواكشوط معلومات عن أشخاص ينتمون لما وصفها بالجبهة الوطنية للدفاع عن الفساد يوجدون الآن في الولاياتالمتحدة، يعقدون اجتماعات مع منظمات اللوبي الصهيوني لتشويه صورة الجيش بعد قطع العلاقات مع إسرائيل. وأثار ولد عبد العزيز جدلا واسعا في خطاب قبل يومين تبنى فيه مسؤولية انقلابي 2005 و,2008 وقال إنه '' كما ضحى في تلك السنوات مستعد للتضحية في أي وقت آخر لسد الباب أمام أيٍّ من هؤلاء المجرمين يحاول العودة إلى السلطة'' على حد وصفه، وهو ما اعتبر عند كثير من الأوساط الموريتانية تهديدا صريحا بالانقلاب العسكري في حال خسارته في الانتخابات.