على بعد 50 كلم غرب العاصمة الجزائر، بالتحديد في مدينة زرلدا الساحلية تم تشييد الاقامة الخاصة بالضيوف الافارقة ''اقامة الفنانين'' التي استقبلت 2500 فنان يمثلون 46 دولة افريقية جاؤوا في اطار المهرجان الافريقي الثقافي الثاني الذي تحتضن فعالياته الجزائر للمشاركة في هذه التظاهرة بمختلف إبداعاتهم ولوحاتهم الفنية.وللاطلاع على اجواء العرس الافريقي والجو الاخوي داخل الاقامة تنقلت الحوار الى عين المكان ورصدت لكم الأجواء داخل المبنى. الساعة كانت تشير الى تمام ال11 سا صباحا ،الدخول الى الاقامة كان جد صعب بسبب حراس الامن الذين شددوا الرقابة على مدخل الاقامة ، حيث وبعد التحقيق معنا والتاكد من هويتنا سمح لنا بالدخول والتوجه مباشرة الى ادارة الاقامة للحصول على اذن التجول داخل الاقامة .رافقنا احد حراس الامن الى مبنى الادارة حيث استقبلنا احد المسؤولين بحفاوة واستفسر منا طبيعة المهمة التي قادتنا الى اقامة الفنانين وبعدها حصلنا على الموافقة على زيارة المكان . تزاوج الطبوع الفنية الافريقية بداية جولتنا داخل الاقامة كانت من ساحة المبنى حيث تزينت بمختلف انواع الآلات الموسيقية التي تزخر بها القارة السمراء من الدربوكة، الدف،الكمنجة،القيتار التقليدي ......والتي حملتها الفرق الافريقية الموزعة على طول شريط ساحة المبنى .كل فرقة كانت تعزف مقطوعات بلدها حيث امتزجت الطبوع والالحان في مساحة واحدة خلقت رغم حرارة الطقس المرتفعة جوا فنيا افريقيا حميميا دافئا .داخل الساحة تم تنصيب مجموعة خيم كبيرة كل خيمة تختلف عن الخيمة الاخرى من حيث الهدف و الديكور الذي يعكس ثقافة بعض البلدان الافريقية .حيث تبدو الخيمة المحاذية للباب الرئيسي للدخول على شكل قاعة سينما من خلال تنصيب شاشة عملاقة وكراسي في شكل صفوف منتظمة شاشة تعرض بها مجموعة من الافلام الافريقية مترجمة الى اللغتين الفرنسية والانجلزية ،وبداخل الخيمة حضور مكثف للضيوف الافارقة الذين فضلول الاستمتاع بعروض الافلام.فيما اختار بعض الفنانين المقمين بذات الاقامة الجلوس في المقهى الموجود داخل الاقامة لتبادل اطراف الحديث والاستمتاع بالعزف على الآلات الموسيقية التي كانت تنبعث من كل ارجاء الساحة.الى جانب خيمة السينما تم تنصيب خيمة خاصة بالصحراء الغربية خيمة وان كانت بسيطة الديكور الا ان ما تضمنته كان كافيا ليوحي بثقافة وعادات هذه المنطقة الصحراوية التي لتزال ترضخ تحت سيطرة الاستعمار.افرشة ارضية وبعض الادوات التي تعكس تقاليد المنطقة بالاضافة الى سينية شاي التف حولها الضيوف الصحراويين. اقامة الفنانين تتحول الى ورشة فنية اقامة الفنانين تحولت الى ورشة كبيرة للفن حيث خصصت فضاءات بالإقامة لفائدة الفرق الفلكلورية والموسيقية وفرق الرقص والمسرح، حتى يتسنى لها إجراء تمارين لإنجاح العروض، بالاضافة الى تنظيم أمسيات أدبية وشعرية إلى جانب العروض المسرحية وعرض اللوحات التشكيلية. وأعرب الفنان «غبريهيوات كحساي»، رئيس فرقة الرقص الشعبي لإريثيريا عن اعتزازه وفخره للمشاركة في هذا المهرجان بفرقة الرقص الشعبي لبلده، تدعى «سبيرت»، وقال الفنان الأريثيري أنه سيبرز من خلال هذه الرفقة الحضارة والثقافة الأصيلة للشعب الأرثيري، ويمثل هذا النوع من الرقصات الفلكلورية والثراء الثقافي لتسع مناطق من أرييثريا والنابعة من التراث الثقافي العربي والإفريقي. وتطرق الكاتب والأديب الإفريقي من جمهورية إفريقيا الوسطى «كوتل قنييورا اينوخ» إلى أهمية تنظيم هذا المهرجان الذي سيقدم خلاله إنجازاته الأدبية الأخيرة والتي خصّص فيها حيّزا هاما لأصالة وتراث دول القارة السمراء. حكايات افريقية على مائدة الشاي بين هذا وذاك هناك من فضل المكوث داخل الغرف مثل ما هو الشأن بالنسبة لفرقة الفن الصحراوي من تمنراست .فرقة نسوية تتكون من ستة اشخاص فضلن البقاء داخل الغرفة وتبادل اطراف الحديث على مائدة الشاي. الجلوس معهن داخل الغرفة كان شيئا ممتعا ،سيما وان موضوع الحديث الذي دار بينهن كان حول عادات وتقاليد المنطقة ،كيفية التحضير للعرس التمنراستي ، طريقة تحضير العروس والحلوى واجواء العرس هناك...حديث يشعرك وكانك فعلا في عرس في تمنراست. ولعل الجميل في اقامة الابداع هي تلك اللمة الافريقية التي جمعت افراد القارة السمراء في بيت واحد تغمره سعادة الاسرة الموحدة .