مع بداية كل صيف، وبلوغ درجات الحرارة معدلاتها القصوى بمدينة غليزان، يجد السكان صعوبة كبيرة في قضاء أوقات فراغهم بالليل والنهار، نظرا لافتقار المدينة لفضاءات الاستجمام العائلية خاصة المسابح، زيادة على بعدها النسبي عن شواطئ البحر مما يضطر الكثير منهم على التكيف والتأقلم مع الوضع. وهو ما جعل أيام العسرة هذه تشهد إقبال العشرات من الأطفال والشبان من المدينة والمناطق المجاورة لها، على قنوات الري ''الساقية'' الممتدة على طول الطريق الوطني رقم 04 وبالمناطق الداخلية الأخرى، التي أسعفتها مديرية الري بالماء خلال هذه الفترة بعد جفاف خيم عليها طيلة الشهور السابقة. أما الذين يقطنون بالمناطق النائية فقد ولوا وجوههم شطر الأودية والسدود القريبة في ظل خطر الغرق، الذي ينعدم بالنسبة لهم أمام رغبة السباحة والاستجمام التي حرموا منها بالطريقة اللائقة. وباستثناء المسبح الأولمبي الذي يبقى مفتوحا فهو مخصص للفرق الرياضية وقلة من المحظوظين، فإن المدينة التي قارب سكانها 200 ألف نسمة، لا تتوفر إلا على مسبحين بلديين مازالا مغلقين، الأول يقع بوسط المدينة ورثته البلدية عن العهد الاستعماري تجري به أشغال التهيئة منذ شهور، والآخر الذي أنجز بحي برمادية بغلاف مالي فاق 01 مليار سنتيم، لم يستعمل إلا لفصل واحد، تم غلقه بعد ذلك في وجه قاصديه من أبناء الحي والأحياء المجاورة، بحجة إعادة تهيئته في عملية هي الأخرى استنزفت مبالغ إضافية من خزينة الدولة، ثم توقفت في منتصف الممر، وبدل أن تسبح فيه أجساد الأطفال، أصبح مجمعا للنفايات تسبح بها جحافل الحشرات والميكروبات. ومن تعذر عليهم كراء بيت بإحدى المدن الساحلية، فإنهم يهجرون هذه المدينة مع الساعات الأولى للنهار في اتجاه مختلف الشواطئ القريبة خاصة الموجودة بمدينة مستغانم، في حين تبقى أغلب العائلات التي شملها حكم القاعدين الذين ليس عليهم حرج، تتجرع معاناة الحر ولسعات الشمس، تنتظر الظفر بمكان لأحد الأبناء بمخيم من المخيمات الصيفية التي تنظمها مختلف الجمعيات، التي زاحمهم فيها هي الأخرى أصحاب الأيدي الطويلة من المحظوظين والمتنفذين. وأمام هذا الوضع البائس لأبناء المدينة المفرغة من مرافق الاستجمام، كان لابد على سكانها الذين عجزت بهم الحيلة، التفكير في بديل ترفيهي ينعش أجسامهم التي لفحها الحر وفضاء يزيح عنهم ملل النهار.