قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الحرب في أفغانستان تستحق خوضها، محذرا من أن تحقيق الانتصار لن يكون سهلا وقد يأخذ وقتا أطول. وأضاف أوباما في خطاب أمام المحاربين القدامى في مدينة فينكس أن ما يجري في أفغانستان لم يحدث بين عشية وضحاها، و''هذه الحرب لم نخترها وإنما كانت حربا ضرورية''. وتابع أن الذين هاجموا الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر 2001 يخططون للقيام بذلك من جديد إذا تركوا من غير مراقبة، ''فالقاعدة إذا تركت سوف تشعر بالأمان وسوق تخطط لقتل المزيد من الأميركيين". وتحدث أوباما عن أن هناك أسبابا تدعو إلى الاعتقاد بأن إستراتيجيته إزاء أفغانستان التي كشف عنها في وقت سابق تحقق نجاحا، قائلا إن الولاياتالمتحدة يجب أن تبقى ملتزمة بإشاعة الاستقرار في هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وجاء حديث الرئيس الأميركي في الوقت الذي يستعد فيه الأفغان للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة يوم الخميس التي توعدت حركة طالبان بتعطيلها. وفي سياق متصل أعلنت الحكومة البريطانية عن استعدادها لإرسال قوات إضافية قوامها مئات الجنود إلى أفغانستان لدعم مهمة منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت صحيفة ''ديلي تليغراف'' الصادرة أمس الثلاثاء إن الحكومة البريطانية ستتلقى طلباً بهذا الشأن من القائد الأمريكي لقوات الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الذي يجري حالياً مراجعة شاملة لمهمة الناتو، رغم ارتفاع عدد الجنود البريطانيين القتلى والجرحى وتآكل التأييد الشعبي للحرب في أفغانستان. ونقلت عن مصادر بريطانية أن الجنرال ماكريستال سيطلب في إطار التوصيات التي سيقدمها في مراجعته زيادة كبيرة في عديد القوات الدولية بأفغانستان. ونسبت إلى وزير الدفاع البريطاني بوب إينزوورث قوله ''إن الجنرال ماكريستال يجري مراجعة حول مهمة حلف الأطلسي في أفغانستان، وقد يطلب إرسال المزيد من قوات الناتو إلى هناك على المدى القصير''.وينتشر حالياً في أفغانستان نحو 9000 جندي بريطاني معظمهم في إقليم هلمند، وقُتل منهم حتى الآن 204 جنود منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام ,2001 ومن بينهم 35 جندياً منذ جويلية الماضي. وفي معرض حديثه عن العراق، حذر أوباما من استمرار ما أسماه العنف العبثي. وحذر أوباما من أن العراقيين و''بعد أن أخذوا على عاتقهم مصير بلادهم، فمن المرجح أن يتعرضوا لاختبارات واستهدافات ممن يحاولون زرع التقسيم الطائفي باستهدافهم بمزيد من التفجيرات وقتل الأبرياء". وأشار إلى أن ''ما ينبغي على العراقيين أن يدركوه جيدا هو أن الولاياتالمتحدة سوف تفي بالتزاماتها''. وأكد أوباما تمسك إدارته بإستراتيجية الانسحاب بحلول عام .2011 قائلا ''على الأميركيين أيضا أن يعلموا أننا سوف نمضي قدما في إستراتيجيتنا لسحب عدد من ألويتنا المقاتلة نهاية هذه السنة قبل سحبها جميعا بحلول أوت القادم وسحب جميع جنودنا من العراق بحلول عام 2011".