يبدو أنه على عبد الحكيم توصار إعادة النظر جديا فيما قاله منذ أيام خلال اليوم الدراسي الذي أقيم بمركز فرانس فانون بالعاصمة، حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، خصوصا وأن عددا هاما من الزملاء الصحفيين استغربوا بدورهم الخرجة الأخيرة له بدعوتهم أقصد '' دعوتنا '' إلى تسجيل مواضيعنا الإعلامية لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، خشية قرصنتها، وحتى يتمكن الصحفي المغلوب على حاله، أن يلجأ إلى الديوان أو العدالة لحل المعضلة واسترجاع حقوقه المسروقة. كلام توصار لم يذكرني فقط بالحالة المأساوية لأغلبية صحفيي الجرائد اليومية فحسب، بل ذكرني بحالة الفنان الجزائري الذي كلما حل اليوم الوطني للاحتفال بالفنان إلا وتذكر معاناته وحقوقه المسلوبة. وكان على مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أن يعيد النظر أكثر من مرة في وضعية ومكانة الفنان الجزائري، قبل أن ينظر إلى حال الصحفي. فالفنان الجزائري هذا الكائن المبدع ومرهف الأحاسيس، فقد الأمل تدريجيا مع مرور الزمن حتى صرنا نخشى عليه من أن يحين اليوم الذي تفقد فيه الساحة الثقافية جل فنانيها، أو أن يفقد هو الآخر جل أحاسيسه. وضعية الفنان الجزائري اليوم ليست في أحسن أحوالها وهذا بشهادة أغلبية الفنانين الجزائريين، بل حتى قانون الفنان الذي طالما تطاحنت الآراء حوله كلما حل ال 8 من شهر جوان، والذي لا يرى فيه بعض المثقفين الجزائريين جدوى، على أساس أن ما يخدم الفنان ليس القانون بقدر ما يخدمه جمهوره من المتتبعين، هذا القانون الذي لم ير النور بعد لم يعد ير الفنان المغلوب على حاله حاجة إليه فلا يمكن بأي حال من الأحوال تقنين الفن والإبداع. وإذا كان الفنانون الجزائريون الذين يحسبون على أصابع اليد الواحدة يذكرون كلما حلت مناسبة أنهم '' محقورون '' ، لم يتمكنوا من حل مشاكلهم، فكيف ياترى ستحل أفكار عبد الحكيم توصار مشاكل الصحفيين.