العرس عادة اجتماعية حميدة وهي مناسبة سعيدة يدعى إليها الأحباب والأقارب والخلان لمشاركة أهل العروسين فرحتهم ويتقاسمون أهل العروسين سعادتهم، وهي أنواع من بينها ''عرس الحارة''. جاء في كتاب الأستاذ محمد بن مدور'' أساطير من القصبة'' أن مصطلح ''عرس الحارة'' قديم تم تداوله ما بين القرنين ال 17 وال 18 للميلاد ولم يعد له قائمة في وقتنا الحالي نظرا للتطورات التي أدخلت على مجرى الأعراس في الجزائر. وقد عرف هذا النوع من الاحتفالات انتشارا في كل من قصبة الجزائر العاصمة، تيارت، مليانة، والبليدة، وفي هذا الإطار يقول بن مدور ''في قديم الزمان في المدن من المدن المذكورة كان رب العائلة حين يبلغ أحد أولاده الذكور أشده وقادرا على تحمل المسؤولية يقوم ببناء منزل له قرب بيت العائلة الكبيرة استعدادا لبناء أسرة صغيرة مستقلة عن الأسرة الكبيرة، وهكذا دواليك حتى يستكمل الأب آخر أبنائه، ونفس السلوك يسلكه رب أسرة أخرى. وبهذه الصورة ومن هنا نشأت فكرة ما يسمى ب ''الحارة'' وهي عبارة عن تجمع سكني يشمل أفراد العائلة الواحدة وكل ''حارة'' تكون منغلقة على نفسها لها عاداتها وتقاليدها الخاصة بها ولها بابها الخاص يسمى ''باب الحارة''. وإذا نظمت إحدى العائلات حفل زفاف أو حفل ختان أو أية مناسبة سعيدة أخرى، فلن يتم استدعاء الغرباء من حارة مجاورة لهم حيث يقتصر الحضور على أعضاء العائلة المحتفى به فقط، أما وإن حدث أن استدعي هؤلاء الغرباء فسيتم وضعهم في جناح مخصص لهم ولن يسمح لهم بالاختلاط مع أهل البيت. وعن طقوس هذا الحفل، حسب ذات المصدر، أن العروس يتم اختيارها من طرف ما يسمى ب''الوقابة'' وسميت بهذا الاسم لأن لها دراية كافية بأحوال أهل الحارات كلها، وتطلق هذه التسمية على امرأة طاعنة في السن وتسمى أيضا ''الداية'' أم الأطفال. كما يتم تحضير عدة أصناف من الحلويات التي تشتهر بها المناطق السالفة الذكر منها، زلابية، ماء الزهر خاصة منطقة البليدة ...، كما يتم تنصيب امرأة أمام مدخل الحارة تقوم بعملية تسجيل المدعوات وكذا مبلغ الذي يتم دفعه من قبل المدعوة ويسمى ب ''التاوسة'' ثم يتم تسجيلها في كتاب خاص لتسهل عملية الفرز أصحاب الهبات والمبلغ الذي دفعته كل امرأة.