بدأ وزير الخارجية الإسباني ''أنخيل موراتينوس'' زيارة إلى موريتانيا أمس تندرج حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية في إطار مباحثات حثيثة حول النشاط الإرهابي في منطقة الصحراء خاصة محور الحدود بين الجزائر، مالي وموريتانيا. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول أوروبي إلى موريتانيا منذ انتخابات الثامن عشر من جويلية التي حملت الجنرال محمد ولد عبد العزيز إلى القصر الرئاسي رئيسا منتخبا بعد سنة من حكمه للبلاد عن طريق انقلاب عسكري كان محل رفض ومقاطعة دولية واسعة. ومن بين الملفات التي ستطرح بقوة على طاولة البحث مع المسؤولين الموريتانيين فهو ملف جماعات العنف الناشطة في الصحراء الكبرى وخاصة على المنطقة الحدودية الفاصلة بين موريتانيا ومالي والجزائر. وتنظر الدول الأوربية ? وفى مقدمتها اسبانيا إلى ''النشاط الإرهابي'' في هذه المنطقة باعتباره يمثل ''تهديدا مباشرا'' للأمن الأوربي لذا يسعى الأوربيون لقيادة الجهود الإقليمية الساعية لمواجهة هذا الخطر، وهي جهود يتلاقون فيها مع الأمريكيين فالكل يعتقد بضرورة مواجهة ''الإرهاب في الجبهة الأمامية'' بيد أن هناك تنافسا بين الطرفين الأوروبي والأمريكي على قيادة هذه الجهود التي يتوقع أن تتبلور بحسب تسريبات إعلامية غربية على شكل حرب إقليمية بغطاء غربي على تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتأتي زيارة الوزير الإسباني إلى موريتانيا في وقت وصلت فيه المخاوف الأوربية من تنامي العنف في موريتانيا ذروتها، حيث أجلت دول غربية عديدة عددا كبيرا من رعاياها من موريتانيا خلال الأسابيع الأخيرة وفق ما أكدت مصادر إعلامية غربية متواترة، وقد غذت مشاعر الخوف الغربية في موريتانيا العمليات الأخيرة التي استهدفت مواطنا أمريكيا ورجال أمن في السفارة الفرنسية بنواكشوط، وأدلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتصريح بعيد عملية استهداف السفارة قال فيه إن فرنسا لن تسمح للقاعدة بأن تبسط نفوذها على منطقة ''الغرب الإفريقي''. ويتوقع مراقبون أن تتناول ملفات حيوية مطروحة على جدول العلاقات الموريتانية الأوربية والموريتانية الإسبانية بصفة خاصة في مقدمتها الهجرة السرية والإرهاب. وكانت موريتانيا قد افتتحت وفرنسا الإثنين في نواكشوط اجتماعا ثنائيا يتناول خلال يومين التعاون في المجال الأمني في إطار مقاربة إقليمية. يأتي هذا في وقت كانت عناصر الأمن الموريتاني قد ألقت القبض على سبعة من المشتبهين في انتمائهم للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.