تخاصما على قطعة أرض ، طال الخصام، ،ذات نهار اجتمع الطرفان على إصلاح ذات البين،حضر العقلاء ورضوا بتحكيم الأموات بدلا من الأحياء، توجهت العائلتان إلى المقبرة ، بكى رجل من دهاة القوم مستعطفا عدالة الأموات في مرافعة عجيبة وموقف مهيب.. يا ساكني هذا المكان، غاب العدل، جئناكم نذرف دموع الشوق.. ضاع الحق، القلوب تختال إليكم راجفة ، خفنا أن نرى البسمة مذبوحة بيننا. وزرعنا يأكله الجراد ويعبث به الرعاة، صاح الجدان من قبريهما ..لبيك ياولدي ماذا حدث ؟ نادت عائلة عامر: يا جد لمن قطعة الأرض؟ صاح الجد: ألأرض لبني عامر،لا ينازعهم فيها أحد..نادت عائلة عمر: ياجد لمن الأرض ؟ قال: لأبناء عامر، وليس لعمر فيها شبر، رضيا بشهادة الجدين وتسامحا ..وتمازحا وانكشف المستور..وكانت المفاجأة غاية في الإثارة والاندهاش، فهل تصدق أن الشاهدين من عائلة عامر..؟ فقد أتت بشيخين طاعنين في السن، ،ودفنتهما أحياء، الأول في مقبرة عامر والثاني في مقبرة عمر وأوعزت إليهما بالشهادة لصالحها.. ارتفعت ضحكات أبناء عمر وقالوا :تسامحنا ولكن بربكم كيف اهتديتم إلى هذه الحيلة الممسرحة؟ ومن أين جئتم بالشيخين البارعين في التمثيل؟ ضحك العجوزان ملء حنجرتيهما وقالا : الحرب خداع..