لاتزال قضية تأصيل المسرح العربي بعيدة عن التجسيد على الواقع مقارنة بالمسرح الفرنسي والانجليزي. قضية تأصيل المسرح العربي هذه تطرح الكثير من الجدل منذ ستينيات القرن الماضي بين المختصين في شؤون المسرح العربي. ولمعرفة حقيقة هذه الإشكالية وكيفية الوصول إلى تجسيدها واقعيا اقتربت ''الحوار'' من بعض المختصين العرب في الفن الرابع لتستطلع آراءهم حول الموضوع. السوري تامر العربيد: التراث وحده قادر على خلق مسرح خاص حتى يكون لنا مسرح عربي له هويته الخاصة يجب الرجوع إلى التراث والموروث العربي ودراسة العادات والتقاليد الاجتماعية وكذا الظواهر المسرحية، حتى تكون عقلية الفنان هي الوسيط بين الحاضر والمستقبل فينهل الفنان من الماضي ويفرزه في أشكال معاصرة. فبهذه الطريقة سيكون لنا مسرحنا وهويتنا باعتمادنا على تاريخنا وتراثنا، وكل هذا يجب أن يدرس دراسة معمقة حتى نستطيع الاستفادة من هذا التراث الإنساني الهائل وهذه الظواهر التي كانت تتجلى في سوق عكاظ وفي بعض المناسبات الدينية وغير الدينية فتعود من جديد في أشكال معاصرة. العراقي نادر القنة: المسرح العربي كيان إبداعي نعبر من خلاله عن ذواتنا إشكالية تأصيل المسرح العربي من أهم المواضيع التي أثيرت على المستوى البحثي والعلمي في ستينيات القرن الماضي، فكان عبد الكريم برشيد وعبد الرحمن زيدان ومنظرون عرب آخرون هم السباقون لهذا الموضوع. فالمسرح هو كيان إبداعي نستطيع من خلاله أن نعبر عن ذواتنا وعن أفكارنا وتطلعاتنا في مجال الفن الرابع، وهنا تكمن قيمة الوجود لهذا الفن. كيف نثبت أن المسرح العربي قادر على أن يكون صنوا للمسارح الأخرى في العالم سواء كان في فرنسا أو انجلترا، وموضوع التأصيل هذا يؤكد أن للعربي أشكال فنية عربية تتمثل في الدائرات المسرحية العربية يمكن من خلالها خلق فضاءات إبداع تعنى بموضوع الفرد العربي وبالتالي نستطيع أن نخلق مسرحا عربيا بمواصفاته الخاصة في البحث والإبداع. العراقي كريم عبود:علينا أن نخترق نموذج الآخر لنؤصل المسرح العربي قال الدكتور كريم عبود إن تأصيل المسرح العربي إشكالية أثيرت في ستينيات القرن الماضي ومازالت مستمرة إلى يومنا هذا وربما شكلت العقدة لدى البعض من العاملين في الحقل المسرحي العربي. أما أنا في يقيني الشخصي فإن قضية التأصيل لا يمكن أن تتحقق على ارض الواقع إلا من خلال العودة إلى الإرث المعرفي والتراثي الذي تركه لنا الآباء والأجداد، والعودة إلى ممتلكاتنا الشخصية ومعرفة قصصنا وحكاياتنا الشعبية القديمة إذا استطعنا أن نشتغل على هذه الممتلكات بذلك يمكننا الوصول إلى تحديد هوية المسرح العربي. أما إذا بقينا ندور في الفلك الأوروبي أو فيما يسقط من السلة الأوروبية من اتجاهات وتيارات، فسنبقى حتما تابعين لهذه الموجات الأوروبية التي أغرقتنا في كثير من الضبابية. فيما يخص المسرح العربي فأنا لست ضد الانفتاح على الآخر بل أنا مع الانفتاح على الآخر، ولكن في الوقت نفسه مع المحافظة على الموروث المسرحي العربي. أنا أدعو إلى اختراق نموذج الآخر وإذا استطعنا اختراقه نستطيع أن نؤسس لمسرح عربي. السوري عبد الرحمن: المسرح العربي لايزال خاضعا للمناسبات هي إشكالية لاتزال قائمة، فالمسرح العربي ما يزال يقدم نفسه على أنه طفرات وحالات فهذا يعد تباينا وتباعدا بين الأقطار العربية. وأظن أن هذه الهوية لن توجد إلا بوجود مسرح حقيقي. وإلى غاية الآن مازال مسرحنا مرتبطا بالمناسبات والمهرجانات ومازال يخضع لآليات قديمة وأكثر ما يحتاج إليه الآن هو جهات تفهم رسالته. نحن مازلنا ندور في حلقات مفرغة في أغلب الأحيان.