أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري أمس بالجزائر العاصمة أن التحولات التي تعرفها العلاقات الدولية في الوقت الراهن تعطي للبرلمانات دورا ''مميزا''. وفي خطاب ألقاه بمناسبة لقاء برلماني جمع وفد من الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي ونواب من المجلس الشعبي الوطني وأعضاء من مجلس الأمة اعتبر زياري أن ''التحولات العميقة التي تشهدها العلاقات الدولية تعطي للبرلمانات دورا مميزا''. وقال في هذا السياق انه ''أصبح بإمكان المنتخبين نسج الروابط الثقافية وترقية التفاهم و تكريس الصداقة بين الشعوب والمجتمعات'' مضيفا أن العلاقات الدولية الراهنة يجب ان تكون مبنية على حوار و توازن يضمن مصالح الكل. وفي هذا الصدد اعتبر زياري ان الصعوبات والتحديات التي تواجهها الدول في ظل سياق اقتصادي و سياسي و علمي جديد ''وضعت حدا للأوهام التي طبعت الفكر السياسي في القرن الماضي سواء فيما يتعلق بالأمن الغذائي أو الطاقوي''. وتأسف في هذا الصدد استمرار سيطرة ''منطق القوة'' على العلاقات بين الشمال و الجنوب داعيا الى معالجة الوضع عن طريق ''تحسيس'' الرأي العام الدولي و الحكومات و القوى السياسية و الفاعلين الاقتصاديين سواء من البلدان المتقدمة او النامية ب ''أهمية ترابط المصالح و ضرورة ترقية التضامن و الرؤية طويلة المديس. وذكر زياري ان الجزائر ''تقوم دائما بتشجيع الحوار المسؤول والدائم بين الدول المصدرة و المستهلكة للطاقة'' كما أنها تسعى دوما داخل منظمة الأوبك لتحقيق توازن المصالح''. ومن جانب آخر تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى الوضع السياسي في الجزائر مشيرا إلى ''الاستقرار السياسي و استقرار المؤسسات'' قبل ان يتناول مسألة الهجرة داعيا المنتخبين في هذا الصدد إلى ''إدانة وردع الاستغلال الجائر والتوظيف السياسي لهذه القضية الإنسانية تحت مبرر تأثيرها على سوق العمل و هوية البلدان المعنية'' والتعامل معها ''بحكمة و تبصر''. وخلص إلى أن العولمة و تشعب العلاقات و حجم المشاكل المطروحة على الساحة الدولية ''تتطلب من كل الدول مواقف و سياسات معتمدة على تكريس التضامن في العلاقات الدولية''.