عبر سكان منطقة '' بحرارة '' المحاصرة بين أحضان جبال الأطلس الصحراوي والمحاذية لمدينة الجلفة شمالا ب 18 كلم في لقائهم بيومية '' الحوار '' أثناء دورة استطلاعية عن قلقهم المتنامي جراء تعاقب المخاوف والأخطار وتحملهم المكاره سواء في العشرية السوداء التي يهجر فيها سكانها عنوة عن بكرة أبيهم حين اتخذتها الفرق الإرهابية معاقل لها حينها، أو ما يعانونه اليوم من شتى المناحي. وذكر هؤلاء أن ما يربو عن 300 عائلة هاجرت مساكنها مكرهين نحو المدن الداخلية للولاية بسبب قساوة الحياة وانعدام أبسط ضروراتها يتقدمها انعدام الكهرباء الريفية وماء الشرب، ناهيك عن ضرورات الحياة في المجمعات السكنية كالمركز الصحي وتهيئة المعابر والمسالك للطرقات رغم سهولة المنافذ التي تعبر شقي المنطقة على طول الجبال (شرق غرب) باستثناء المعبر الوحيد الذي هيأته الدولة أثناء عمليات المسح العسكري للمنطقة وفترة ترغيب عودة السكان إلى هذه المنطقة الفلاحية الخصبة بعد الاحتفالات الضخمة التي أقيمت في مطلع القرن الحالي. كما يضاف إلى متاعبهم اليومية خلال حر الصيف الشديد خلال هذا الموسم الارتفاع المذهل لعدد المصابين بلسعات العقارب ومانتج عنه من حالات، مؤكدين أن الحل الأنجع في الظرف الراهن الهجرة إلى المدن والقرى الداخلية هروبا من العزلة، إذ يستحيل وصول فرق الإسعاف بسبب الطرق غير الصالحة للسير والظلام الدامس، زيادة عن التخوف من تعرضها إلى مشاكل أمنية كما لا يمكن تحديد موقع أو عنوان مسكن المريض ليلا. السكان طالبوا في حسرة وعلامات البؤس والحرمان تعلو وجوههم السلطات المعنية التنفيذية بالإسراع في تصليح الطرقات والمسالك (على الأقل الطريق الرئيسي) متحسرين عن موقع '' بحرارة '' الجغرافي ومناخها الملائم للزراعة والفلاحة، إلا أنها لم تستفد من برامج قطاع الفلاحة وفي مقدمتها الكهرباء الريفية ومياه السقي على غرار المناطق الأخرى عدا بعض الاستفادات القليلة من مشروع السكنات الريفية، وأضافوا أن وضع المرأة في المنطقة لم يشملها مشروع دعم المرأة الريفية التي تتغنى به وزارة التضامن والفلاحة كغيرها من المشاريع التنموية التي تخصها لم تصل بعد متسائلين، في الوقت ذاته عن بقاء بعض المشاريع حبيسة الأدراج كمشروع بناء المفرزة ومشروع المدرسة الريفية عرضة للإهمال موجهين أصابع الاتهام إلى رئيس البلدية الذي حملوه وحده مسؤولية تأخير إتمام وإنجاز المشاريع. من جهة أخرى أعربوا عن رغبتهم في تدريس أبنائهم ومحاربة الأمية في المنطقة، ملحين على إنشاء مدارس بالمنطقة وكذا تغيير وسيلة النقل البدائية المتمثلة في حيوانات '' الحمير '' ، تفاديا لوقوع كوارث قد تنجم عن ذلك.هذا وتعتبر منطقة بحرارة مسقط رأس العالم ومفتي المنطقة الراحل '' سي عطية مسعودي '' معتبرينها منطقة الرجولة والبطولة سقط فيها العديد من الشهداء إبان الثورة التحريرية وسنوات الإرهاب من أجل استقلال البلاد والحفاظ على الجمهورية.