دار الإفتاء تدين حظر بناء المآذن في سويسرا وتعتبره تصرفًا استفزازيًا أثار الاستفتاء على مبادرة حظر بناء المآذن بسويسرا سخط عربيا وعالميا حيث اعتبرته أغلب الأوساط أنه ضد حرية الاعتقاد والتعبير ومقيد للحريات ويمثل اضطهادا للمسلمين . وأعلنت دار الإفتاء المصرية ان مبادرة حظر بناء المآذن بسويسرا إهانة لمشاعر المجتمع الإسلامي وتعميق لمشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين. وقالت في بيان لها أن الاستفتاء الذي تقدم به حزب العمل السويسري مناقض لحرية الاعتقاد التي يكفلها الدستور الفيدرالي بسويسرا..وأضافت أن هذا التصرف استفزازي حيث يحق للمسلمين إظهار شعائرهم أسوة بإتباع الديانات الأخرى في سويسرا. وكان الناخبون السويسريون قد أدلوا بأصواتهم بشأن مقترح بفرض حظر دستوري على بناء المآذن. وتدعم المقترح جماعات مسيحية محافظة واكبر أحزاب البرلمان السيوسري، حزب الشعب السويسري اليميني، ويقولون إن السماح ببناء المآذن سيؤدي إلى أسلمة البلاد. الفاتيكان ينتقد قرار حظر بناء المآذن أعلن الفاتيكان أنه ''على الخط نفسه مع الأساقفة السويسريين'' الذين أعلنوا أن تصويت السويسريين في استفتاء لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم يشكل ''ضربة قاسية لحرية المعتقد''. من جانبه وصف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في تصريح لوسائل الإعلام الفرنسية قرار الشعب السويسري بالسلبي قائلا ''إن منع بناء المآذن يعد قمعا لأحد الديانات''. وأعربت نائبة رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية الخليجية في البرلمان الفرنسي السيناتور ناتالي غوليت في تصريح عن إدانتها للقرار السويسري معتبرة إياه إشارة سيئة للذين يعملون من اجل الحوار بين الحضارات واحترام الاختلافات. وذكرت أن ''التصويت على القرار يعد مضادا للأجانب وشائن صدر من قلب أوروبا'' مشيرة إلى أن القرار الذي يأتي وسط مناقشة فرنسا للهوية الوطنية والهجرة يعد إشارة سيئة. من جهته أعرب عميد مسجد باريس الدكتور دليل ابوبكر في تصريح لوسائل الإعلام عن أسفه للقرار السويسري قائلا انه يعد صدمة في أوروبا. وأضاف أن المآذن التي تعد جزءا من بناء المساجد لا ترمز لأي جانب سياسي بل هي رمز معماري وهي لا تشكل أي اثر سياسي وتجده عند العديد من الديانات. فضل الله يدين منع بناء المآذن بدوره دان المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء على منع بناء المآذن في سويسرا، وأدرجها في إطار حملة ''تشويه'' للإسلام تؤدي إلى حالة من ''العنصرية'' ضدهم. واعتبر فضل الله المعروف باعتداله في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي ''إن حملة دعائية استهدفت إثارة الرأي العام السويسري بهدف تقديم صورة مشوهة ومخيفة عن الإسلام''. وأضاف ''ان التحريض المتواصل الهادف إلى ايجاد حالة من العنصرية في الغرب ضد المسلمين من شانه أن يعود بالضرر على غير المسلمين''. وحذر المرجع الديني المسلمين من ''أن يندفعوا باتجاه العنف تحت وطأة ذلك''، داعيا إياهم إلى ''أن يكونوا ايجابيين مع مواطنيهم السويسريين، حتى مع الذين صوتوا لصالح قرار منع المآذن في سويسرا''. كالديرولي: من سويسرا رسالة لأوروبا لوقف الرموز الإسلامية وقال وزير تبسيط التشريعات الايطالي والقيادي في رابطة الشمال روبرتو كالديرولي تعليقا على الاستفتاء إن ''ضمان حرية العبادة شيء وتضييق الخناق على الجوانب السياسية والدعائية المرتبطة بالإسلام شيء آخر'' وفق تعبيره. وأضاف الوزير كالديرولي في مقابلة أجرتها معه صحيفة (لا ريبوبليكا) مياشرة بعد ظهور نتائج التصويت، ''أعطي حكما ايجابيا للغاية، فالمئذنة أمر مختلف تماما عن المسجد، تمتلك معنى رمزيا قويا يتجاوز البعد الديني، ويخرجها عنه ليجعلها تكتسب مفهوما بعيدا عن الصلاة''، ورأى أن ''الجانب الايجابي في التشاور هو تشجيعنا نحن أيضا على إثارة نقاش جدي حول هذه الأنماط من الديمقراطية المباشرة'' حسب قوله.