أحيا الفلسطينيون أمس الأحد ذكرى مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي سقط فيه 1400 شهيد معظمهم من المدنيين ونحو 5 آلاف مصاب، فضلا عن الدمار التام الذي أصاب القطاع من منازل ومؤسسات والذي لا يزال يعاني في ظل الحصار المشدد وتعذر إعادة الإعمار. وحسب مصادر حقوقية فلسطينية فقد أسفرت الحرب التي حملت اسم عملية الرصاص المصبوب'' عن مقتل 1420 فلسطيني وجرح نحو 4500 آخرين غالبيتهم من المدنيين والأطفال. وقتل في اليوم الأول من الحرب وحده 290 فلسطيني إثر عشرات الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي بشكل مباغت واستهدفت المواقع الأمنية التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة. وبعد ثمانية أيام من القصف الجوي المركز الذي طال منازل سكنية ومراكز أمنية ومساجد ومؤسسات ومنشآت اقتصادية وتجارية وبيئية وأراضي زراعية ومحطات المياه، بدأت الحرب البرية التي تواصلت حتى التاسع عشر من جانفي ,2009 وتوصف الحرب على غزة بأنها الأكثر دموية حتى الآن خلال أربعة عقود على الأقل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبعد شهور من انتهاء الحرب، أدان تقرير لجنة تحقيق أممية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة بشكل نسبي مختلف بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وهو التقرير الذي أقره لاحقا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دون أن يفلح ذلك في إخراج فلسطينيي القطاع من أزماتهم. وتزامنا مع الذكرى أطلق سكان القطاع أمس عددا من الفعاليات، حيث قال أسامة العيسوي وزير الثقافة بحكومة حماس المقالة التي تدير القطاع إن الفعاليات بإزاحة الستار عن ''لوحة شرف'' للضحايا، كما ينتظر أن يلقي رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية كلمة لسكان غزة يحيي فيها صمودهم أمام وحشية الحرب. وفي ذكرى العدوان الوحشي على القطاع، أكد أبو عبيدة المتحدث الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس وهو يأخذ له ساترا في بستان بقطاع غزة ''نحن لا نتمنى الحرب.. نحن نتمنى الهدوء والسلام لهذا الشعب. ولكن إذا فرضت علينا أي معركة فنحن جاهزون بكل ما نملك من عناصر بشرية وبكل ما نملك من قوة لمواجهة أي حرب وأي جريمة صهيونية وأي اعتداء مهما كان حجمه''. وقالت إسرائيل إن الكتائب التي يقدر بعض المراقبين حجمها بنحو 25 ألف مقاتل تسعى بمساعدة كل من سوريا وإيران إلى تطوير قدراتها الصاروخية لتصل إلى تل أبيب العاصمة التجارية لإسرائيل، ويرى مراقبون قريبون من الحركة أنها تطور أيضا أسلحة مضادة للدبابات أكثر فعالية كما تجري تدريبات لتحسين التكتيكات الميدانية.