أبلغت الجزائرالولاياتالمتحدةالأمريكية رفضها القاطع لأي تدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدة على استقلالية القضاء الجزائري الذي حكم ببراءة عبدلي فغول وطراري محمد السجينان سابقان بمعتقل غوانتنامو. هذا الأخير الذي يبدو أن إغلاقه لا يزال بعيدا على عكس ما وعد به الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي فاز بجائزة نوبل للسلام بعد أن قطع على نفسه الوفاء بذلك . ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصدر بوزارة العدل في الجزائر أنها تلقت في وقت سابق احتجاجا من واشنطن بشأن حكم مجلس قضاء العاصمة ببراءة عبدلي و طراري من تهم منسوبة إليهما بعدما تمت تبرئتهما من القضاء الأمريكي وترحيلهما إلى الجزائر. وقال المصدر ذاته أن الجزائر أبلغت واشنطن رفضها التدخل في قرار العدالة الجزائرية المستقلة التي تعاملت مع ملف المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو بجدية وتابعت قضيتهما طيلة مدة سجنهما، مضيفا أن الجزائر استغربت الموقف الأمريكي ''غير المتوقع'' بعدما سجنتهما واشنطن سبع سنوات في ظروف سيئة للغاية شاهدها العالم أجمع ثم منحتهما البراءة عن تهم لم يرتكباها، كما أردف بالقول ''كيف للجزائر أن توجه لهما عقوبات عن تهم تمت تبرئتهما عنها قبل عودتهما إلى الجزائر''. وبيّن المصدر عينه أن ملف المعتقلين الجزائريين في غوانتنامو كان في صلب المحادثات التي جرت بين وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ونظيرته هيلاري كلينتون في واشنطن في السابع من ديسمبر الماضي، حينما أكد رفض الجزائر لأية مساومة بخصوص معتقليها في غوانتنامو، وأنها تفتح ذراعيا لأبنائها جميعهم، وحتى ولو كانوا معتقلين في دولة ما، حيث سيعاملون وفق ما تنص عليه قوانين الدولة. وسبق لمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أن حكمت في 22 نوفمبر الماضي ببراءة عبدلي فغول وطراري محمد من تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج، في حين أصدرت حكما غيابيا بالسجن 20 عاما ضد أحمد بلباشا المعتقل السابق بغونتنامو . وقد اعتقلت واشنطن 27 جزائريا بعد تفجيرات 11سبتمبر ,2001 وأفرجت عن 17 منهم، في حين لا يزال عشرة آخرون يعانون الأمرين داخل المعتقل الأمريكي المتواجد بشبه الجزيرة الكوبية، والذي يبدو أن أمر إغلاقه نهائيا لا يزال مستبعدا في الوقت الحالي، بالرغم من أن أوباما قد وعد خلال حملته الرئاسية بإغلاقه قبل نهاية عام ,2009 إلا أن ذلك لن يكون في القريب العاجل، حيث أوضح في هذا الشأن المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، ماتيو واكسمان الذي كان مكلفا بملف المعتقلين بأن محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية ليلة عيد الميلاد من قبل عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، قد تعقّد بشكل كبير جهود أوباما الرامية إلى إقفال معتقل غوانتانامو في كوبا، الذي يشكل المعتقلون اليمنيون حوالي نصف نزلائه. وقال ماتيو واكسمان، إن ''التهديدات الحالية المنبعثة من اليمن تزيد بشكل دراماتيكي الكلفة السياسية لإقفال غوانتانامو''، مضيفا أنه ''على إدارة أوباما، من أجل إقفاله في أي وقت قريب، إما إرجاع عدد كبير من المعتقلين إلى اليمن وإما جلب كثير منهم إلى الولاياتالمتحدة لإكمال اعتقالهم من دون محاكمة''، على حد ما أوردته وسائل إعلام أمريكية التي أكدت أن أعضاء قياديين في الكونغرس يضغطون على أوباما كي يترك مخططاته الرامية لإقفال المعتقل، أو وقف أي نقل للمعتقلين إلى اليمن.