أرجعت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات تخوف المواطنين من التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير إلى تصرفات بعض مستخدمي الصحة العمومية الذين يوهمون الناس أن للقاح مضاعفات جانبية على صحتهم، مؤكدة في الوقت ذاته أن التطعيم يبقى أحسن وقاية ضد العدوى بفيرس ''أ/أش1أن,''1 وأن عمال القطاع سيتحملون مسؤولية أعراض المصابين عن التطعيم. وأوضح المستشار الإعلامي لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات سليم بلقسام في لقاء مع الصحافة صبيحة أمس بمقر الوزارة أن حالة التخوف الموجودة لدي المواطنين سببها الإثارة التي صاحبت حملة التلقيح ضد هذه الأنفلونزا، إضافة إلى تصريحات بعض عمال قطاع الصحة الذين يعملون على زيادة تخوف المواطنين من التطعيم، متسائلا في هذا الإطار ''إن كان ما يقوم به هؤلاء متوافقا مع أخلاقيات المهنة، خاصة وأنه لا توجد أي إثباتات علمية تؤكد ما يقولون''. وأضاف بلقسام بالقول ''إن التلقيح يساوي الحماية، وعدمه يساوي إمكانية الموت''، مشيرا إلى أن الدراسات تظهر أن 10 بالمائة من المصابين بهذا المرض قد تصبح حالتهم مستعصية، وأن 25 في المائة من هذه الحالات مهددة بالموت، مردفا بالقول ''إن كل واحد سيتحمل مسؤوليته أمام ضميره في حالة وفاة أي شخص''. وبخصوص حملة تلقيح الحوامل التي انطلقت أمس، اعترفت الوزارة بوجود تخوف كبير لدى هاته الفئة التي هي في أمس الحاجة إلى اللقاح لحماية نفسها وجنينها بسبب ضعف جسمها بعد الأسبوع العشرين من الحمل ، مرجعة هذا الإحجام إلى بعض الاستشارات الطبية التي يقدمها الأطباء، والذين وجهت لهم انتقادات شديدة اللهجة، نظرا لان الأمر يتعلق بإنقاذ ''الحياة البشرية'' المتمثلة في حياة الأم وجنينها، وكذا لأن الإصابة بالفيروس تتضاعف بين 5 إلى 10 مرات عند الحوامل أكثر من الفئات الاجتماعية الأخرى . وأوضح البروفيسور مصباح إسماعيل أن المضاعفات التي تتعرض لها الحوامل نتيجة الإصابة بفيروس ''أ/أش1أن''1 تتمثل في الصعوبات التنفسية الحادة المرتبطة بهذا الفيروس والتي تعيق الجهاز التنفسي وتفتح المجال أمام بكتيريا أخرى تعرض صحة المرأة الحامل إلى الخطورة وبالتالي الموت. وبخصوص وفاة رئيسة قسم الإنعاش بمستشفى سطيف ، أوضح بلقسام أن التحقيق الذي يجريه وكيل الجمهورية يمكن أن ينتهي مساء أمس، أو خلال الساعات القادمة، مشيرا إلى أن هذا التحقيق هو الوحيد المخول بإعطاء الأسباب الحقيقية لوفاة المعنية، رغم تأكيد الوزارة أن سبب الوفاة لا علاقة لها بالتلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، نظرا لأن حادثة الوفاة وقعت بعد 30 ساعة بعد تلقيها اللقاح والذي استفاد منه أكثر من 200 من الحصة ذاتها و10 أشخاص من القارورة نفسها يعملون معها في المستشفى عينه، على عكس أعراض لقاح أنفلونزا الخنازير التي تظهر بعد 30 دقيقة من التطعيم، أو ساعة على الأكثر . وحول ما تداول بشان سحب الوزارة لكميات من جرعات اللقاح التي تم إرسالها إلى الولايات ، أوضح بلقسام أن ذلك غير صحيح، وإن كل ما في الأمر أن الوزارة ترسل اللقاح في البداية، وتأمر المديريات الولائية بعدم استعماله إلا بعد صدور نتائج تحاليل المخابر المختصة . وفي السياق ذاته، أبرز بلقسام أن الوزارة قد قامت بتوزيع دواء ''الاستالميفير'' على الوكالات الصيدلانية والبالغ عددها 7000 وكالة، حيث تم توزيع 500 ألف علبة عبر القطر خاصة بالكبار و50 ألف علبة خاصة بالأطفال، مشيرا إلى استفادة الوكالات ببعض الولايات بنسبة 100 بالمائة .