كشفت البروفسور حملاجي رئيسة مصلحة زرع النخاع العظمي بمركز بيير وماري كوري لمكافحة السرطان، أن الجزائر قد حققت تقدما جد ملحوظ في مجال زرع النخاع، تفوق بكثير تلك المسجلة على مستوى كل من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، حيث يحظى 20 بالمائة فقط من مرضى الخلل العظمي بتلك الدول إلى عملية الزرع، من متبرعين أقرباء مقابل نسبة 70 بالمائة بالجزائر. قدمت البروفسور روز ماري حملاجي أخصائية في زراعة النخاع الشوكي، أول أمس، مداخلة في إطار الملتقى الملتقى الفرنسي المغاربي الرابع المنعقد بالمستشفى المركزي للجيش بالعاصمة بين 8 و10 جانفي، أبرزت خلاله آخر ما بلغه هذا التخصص من تطورات بالجزائر، موضحة ضرورة إنشاء بنك لدم الحبل السري، ليدعم تطوير عمليات الزرع من خلال توفير رصيد كاف بالنسبة للمرضى الذين يفشلون في الحصول على أحد المتبرعين من أقربائهم، حيث أوضحت حملاجي أنه قد سجل في السنوات الأخيرة تراجع كبير في المتبرعين من الوسط العائلي بسبب تراجع نسبة النمو الديمغرافي وتراجع سن الزواج من جهة، وكذا العامل الجغرافي وعامل صحة المتبرعين إن وجدوا من جهة أخرى. إنشاء بنك دم الحبل السري ضرورة لإنقاذ المرضى وأكدت المتدخلة في عرضها على ضرورة خلق بنك لدم الحبل السري، لما له من أهمية في إنقاذ حياة الأشخاص المرضى الذين يعانون من خلل في النسيج العظمي والنخاع الشوكي، ممن لا يحالفهم الحظ لسبب أو لآخر في الحصول على متبرعين من الوسط العائلي، فوجود بنك لدم الحبل السري له العديد من المزايا، قالت البروفسور حملاجي، على رأسها التقليل من مخاطر انتقال الفيروسات خلال عمليات الاستئصال والزرع، كما أن مخاطر عدم تقبل الجسم لعملية الزرع تكون جد منخفضة. وأوضحت في هذا الصدد أن ما نسبته 65 إلى 70 بالمائة من الجزائريين المصابين بالخلل العظمي ممن ليس لديهم متبرعين من الوسط العائلي يستفيدون من عملية الزرع بفضل الرصيد المتوفر من دم الحبل السري على مستوى البنك. وأضافت في هذا الصدد أن مركز بيير وماري كوري كان قد وقع اتفاق تعاون مع قسم مرجعي لم تكشف عنه بهدف تزويد المركز بدم الحبل السري، حيث تقدم المرأة الحامل التي أمضت على الأقل نحو 37 أسبوعا من الحمل، موافقتها على التبرع دون انتظار الحصول على مقابل بالحبل السري الذي يستخدم دمه بعد تخزينه في سائل الآزوت لإنقاذ حياة المرضى، وطبعا تكون العملية بعد استيفاء المريضة جميع الشروط الواجب توفرها بالمتبرع من الصحة الجيدة والخلو من الإصابة بأي نوع من الأمراض المتنقلة عبر الدم. وأشارت المتحدثة إلى أن العالم يسجل اليوم وجود 47 بنكا عموميا لدم الحبل السري، وحوالي 260 ألف حبل سري مخزن على مستواها، وأن أول عملية زرع للنخاع الشوكي انطلاقا من دم الحبل السري من متبرعين أقرباء في العالم تمت سنة ,1988 في حين كان من اللازم الانتظار إلى غاية سنة 1996 للشروع في الزرع للمرضى انطلاقا من متبرعين غير أقرباء من المخزون الموجود على مستوى البنوك. الجزائر شرعت في العملية منذ سنة 2000 قالت البروفسور حملاجي في مداخلتها، إن الجزائر قد شرعت في عملية زرع النخاع الشوكي من متبرعين غير أقرباء عن طريق دم الحبل السري منذ سنة 2000، حيث أجريت أولى العمليات على شاب يبلغ من العمر 20 سنة وهو اليوم في صحة جيدة، فيما تراوحت أعمار بقية المرضى والبالغ عددهم إلى غاية 2008 ما بين 5 و6 سنوات، توفيت حالة واحدة منهم فقط بسبب تعرضها لالتهاب خارج عن نطاق الفريق الطبي والمستشفى. وأوضحت حملاجي أن الجزائر قد تدعمت بمركز بيير وماري كوري ببنك خاص بدم الحبل السري سنة 2009 يسمح بحفظ الكميات بطريقة جيدة وإلى غاية 10 سنوات، أي أن الكمية التي تحفظ على مستوى البنك تبقى قابلة للاستعمال لمدة 10 سنوات في حال توفر شروط الحفظ النظامية.