رصد تقرير تحليلي صادر في إسبانيا ما أسماه ''تغييرا في إستراتيجية تنظيم القاعدة بشأن نشاطاتها في موريتانيا'، وأكد معد التقرير، الباحث المتخصص في قضايا الدفاع والأمن، خابيير انييباس، الذي نشره معهد رييل أنستيتو ألكانو للأبحاث الإستراتيجية الدولية في إسبانيا وتم تداوله في نواكشوط أول أمسأن 'المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة أو المتأثرة بها قد تخلت بشكل تام عن استخدام التراب الموريتاني الشاسع باعتباره مجرد ملجأ أو منطلق لهجمات عابرة في مناطق موريتانيا الداخلية، لكي تحوله إلى ساحة حرب مفتوحة''. وحسب التقرير، فقد ''تحولت موريتانيا من قاعدة خلفية يجري فيها اكتتاب الإرهابيين وتدريبهم، إلى أحد أهم الأهداف المقصودة لذاتها''. وتوقع الباحث أن لا تحصل في موريتانيا هجمات متقطعة، ''بل عمليات تندرج في إطار الإرهاب الدولي''. وأورد التقرير عوامل عدة قال إنها أدت لصعود حالة المد المتشدد في موريتانيا، بينها ''وصول العسكري ولد عبد العزيز إلى الحكم تحت ذريعة تراخي سلفه، سيدي ولد الشيخ عبد الله، في مواجهة ''الإرهاب'' (من بين تبريرات أخرى) واعتبار القاعدة أن الجنرال عبد العزيز عميلا للقوى الغربية''. كما ساهمت الأسباب الاجتماعية المتمثلة في إدماج النازحين من الأرياف والمدن الداخلية نحو العاصمة نواكشوط وفشل سياسات التعليم وانتشار البطالة في نمو الظاهرة، حسب التقرير. وتضاف إلى ذلك، حسب التقرير، طبيعة تصور الموريتانيين للإرهاب، إذ ينظر الكثيرون في موريتانيا إلى قيادات تنظيم القاعدة، مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي، ك ''أبطال'' ويرون في الحرب عليهم ''حربا على الإسلام''. وتحدث التقرير عن عوامل شجعت القاعدة على استغلال الجزء الواقع من التراب الموريتاني على المربع الحدودي بينها وبين مالي والجزائر والصحراء الغربية، بينها شساعة مساحة موريتانيا وقلة عدد سكانها (ضعفا مساحة فرنسا مع ساكنة لا تتعدى 3 ملايين نسمة) وبقاء ثلثي مساحة البلد غير مأهولة مع وجود مناطق جبلية وعرة بالتوازي مع ضعف تجهيزات الجيش. وشدد التقرير على أن الحكومة الموريتانية باتت في موقف ضعف شديد'' حيث جرى اختطاف الرعايا الإسبانيين الثلاث ''عن قصد'' يوما واحدا بعد تخليد اليوم الوطني ال49 لموريتانيا في 28 نوفمبر، وهو أمر يحمل دلالة رمزية، إذ يسعى الإرهابيون إلى ''إهانة الحكومة''. وأوصى التقرير بأن تضطلع إسبانيا ب ''دور فاعل وسري، في نفس الوقت، في المنطقة'' وأن تتبع سياسة يتم التركيز فيها على تشجيع التعاون مع موريتانيا في مجال محاربة الإرهاب وتقويتها كلما أمكن ذلك، محذرة من التهوين من قيمة الأبعاد متعددة الجوانب والمحلية في تحليل الظاهرة، إذ أن هناك تداخلات قوية بين كل تجليات الظاهرة في بلد ما وبين تجلياتها في سائر المنطقة. وتوقع التقرير أن يؤثر اختطاف الإسبانيين في العلاقات المستقبلية بين موريتانيا وإسبانيا وأن ''تستخلص منه عبر كثيرة'' فيما يخص الإرهاب. ودعت إلى أن يستمر دعم حكومة نواكشوط ''طالما تمسكت بطموحها إلى تعزيز الديمقراطية'''. وحذر التقرير من مغبة تجاهل إسبانيا أو الاتحاد الأوروبي للتعاون مع موريتانيا في مجالات التنمية ودعم العدالة والديمقراطية، وذلك ''كي لا تنتشر بسهولة الأيديولوجية الشمولية للأصولية المتشددة في مجتمع أمي يعاني الفقر واللامساواة والظلم''.