دخل اعتصام ثلاثة من أبناء الحركى أمام البرلمان الفرنسي يومه ال 250 الجمعة الماضي، مطالبين باعتراف الدولة الفرنسية بتخليها عن أبائهم الذين أعدموا أو سجنوا من طرف من وصفوهم بالثوار الجزائريين. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن زهرة بن غرة البالغة من العمر 52 سنة، وزوجها حميد غوري الذي يزيد عمره بسنة عنها، وعبد الله كرور ذا 43 عاما، وهم أبناء حركى يقومون باعتصام يومي أمام المجلس الوطني الفرنسي منذ الخامس ماي الفارط، مطالبين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في التخلي عن آبائهم بعد رحيل الاحتلال من الجزائر. ويعمد أبناء الخونة كل صباح في حدود الساعة الثامنة إلى الاعتصام أمام البرلمان الفرنسي، رافعين شعارات تطالب باعتراف سلطات الاليزيه عما قابلت به آباءهم جراء الخدمة التي قدموها لها، حينما باعوا بلدهم الأصلي، مبينين أن ساركوزي الذي وعد عام 2007 بحل مشكل الحركى نهائيا لم يقم إلى اليوم بأي شيء للوفاء بذلك، ومطالبهم المتعلقة بالجزاء عن ماضي أبائهم المخزي لم يتحقق منها أي شيء . ووفقا لما ذكره المصدر ذاته، فان المعتصمين قد شرعوا في توزيع مطويات تنادي المهاجرين الذين يحق لهم التصويت في الاستحقاقات القادمة بالتصويت ضد الحزب الحاكم الذي لم يحقق لهم مطالبهم، إلا أن هذه الدعوات ومطالب هؤلاء المفتخرين بماضي أبائهم المشين لم تلق الاهتمام من المواطنين الفرنسي، ولم تحظ بأي تعاطف، إلا من بعض المنتمين للأحزاب اليمينية المتطرفة، والتي أيدت قرار وزير الداخلية بريس هورتفو القاضي بمنع الأجانب من حق التصويت في الانتخابات القادمة قصد عدم تمكينهم من إيصال مرشح لهم قد تكون مطالبه ليس الاعتراف بماضي الحركى الذي تمجده السلطة الفرنسية ، إنما الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في مستعمراتها السابقة، والاعتذار عنها . وتذكر أوساط فرنسية أن باريس قد تخلت عقب التوقيع على اتفاقية أيفيان عن 55 ألف إلى 75 ألف حركي في الجزائر، بعد أن انتهى دورهم الذي جندتهم لأجله ضد وطنهم، في حين قامت بترحيل 60 ألف آخرين إلى الجنوب الفرنسي ووضعت لهم خياما، لتقوم بعدها بترحيلهم إلى سكنات على فترات، الأمر الذي جعل عدد أبناء الحركى وأحفادهم يصل إلى نحو 500 ألف شخص، وفقا لما تقدره الأوساط ذاتها .