يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اليوم في طليطلة الإسبانية وضع سياسية أمنية مشتركة في منطقة الساحل الإفريقي التي اختطف فيها خلال الأشهر الأخيرة 6 مواطنين أوروبيين . وعبّر كاتب الدولة الإسباني لشؤون الأمن، أنطونيو كاماتشو، عن ''ضرورة وجودة سياسة أوروبية في منطقة الساحل''، وذالك في مؤتمر صحفي خصصه لتسليط الضوء على الاجتماع المرتقب لوزراء الداخلية والعدل الأوربيين الذي ينعقد من الأربعاء إلى الجمعة في أسبانيا. وذكر كاماتشو بأن أسبانيا تعمل في المنطقة منذ مدة وتحتفظ بعلاقات جيدة مع عدد من بلدانها مثل مالي وموريتانيا والجزائر، بينما تتواجد فرنسا كذلك فضلا عن تزايد اهتمام الولاياتالمتحدة بالمنطقة. وأضاف كاماتشو ''لا يتعلق الأمر فحسب بإستراتيجية لمحاربة الإرهاب، بل بمباشرة سياسة استثمارات من شأنها أن تتيح مراقبة المناطق التي لا تستطيع، في بعض الأحيان، الحكومات الخاضعة لها أن تراقبها'' حسب قوله. وتميزت منطقة الساحل بوجود العديد من الجماعات المتشددة أبرزها تنظيم قاعدة المغرب المسؤول عن اختطاف ثلاثة إسبان وإيطاليين في موريتانيا، وفرنسي في مالي خلال الأشهر الأخيرة. وتحضر المؤتمر الذي يبحث إستراتيجية الأمن الداخلي في الاتحاد الأوربي كاتبة الدولة الأمريكية للأمن الداخلي جانيت نابوليتاني، وذلك بدعوة من وزير الداخلية الأسباني آلفريدو بيريث روبالكابا .وستكون محاربة الإرهاب إحد الموضوعات التي يبحثها اجتماع طليطلة، إلى جانب أمن النقل الجوي من بين موضوعات أخرى. وأفادت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي في بيان لها أنها تعتزم التقدم في ملفين هامين بالنسبة لها خلال عهدتها على رأس الاتحاد الأوروبي ألا وهما التعاون الدولي القضائي وفي مجال الشرطة و محاربة الإرهاب .وتحت عنوان ''فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم''، تواصل أمس بالسجن المركزي في نواقشوط، الحوار بين موفدي الحكومة من العلماء والأئمة وعناصر تنظيم القاعدة المعتقلين. وشارك ''أمير'' الجماعة الخديم ولد السمان في الحوار وهو يحمل قميصا كتبت عليه عبارة ''تنظيم القاعدة'' ورسمت قنبلتان على القميص في مجاهرة منه بالانتماء للتنظيم .وأكد ولد السمان في مداخلة قوله ''نحن نطالب بأن يكون هذا الحوار علنيا وبحضور الصحافة من أجل أن يطلع عليه الرأي العام وأن يتبين حجج الطرفين''. وقال ''ما نقوم به نقول إنه باسم الدين والعلماء موجودون ويقولون إنهم يتكلمون باسم الدين، فالحل هو أن تحضر الصحافة تفاصيل الحوار بكافة دقائقه وتطلع الرأي العام عليه، إذا كان الحق معنا فيجب على العلماء أن يتوبوا إلى الله ويعترفوا بأن الحق معنا، وإذا كان الحق معهم نتوب نحن إلى الله تعالى، وهذا أعتقد انه سليم''. وشدد ولد السمان في لهجة تحدّ على القول ''إذا كان لدى العلماء أدلة فليقدموها لنا وبخاصة حول الشريعة، وهل ينبغي أن تطبق أو لديهم أدلة على أن هذه الحكومة ليست مرتدة وقتالها لا ينبغي فليبينوا لنا ذلك بالدليل ونتوب إلى الله ونستغفر من ذنوبنا''. ويسود تفاؤل أن يتمكن العلماء من إقناع عدد من أفراد الشباب السلفي بالتوبة مما قد يفتح المجال أمام إطلاق سراح بعضهم، وهو ما تشترطه القاعدة لتحرير الرهائن الإسبان والإيطاليين المختطفين منذ أسابيع .